في إجراء يستهدف النيل من فريضة الحج والمقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وتنفيذا لمخططات أمريكية صهيونية تعمل على تقويض ارتباط المسلمين بمقدساتهم ومشاعرهم الدينية ، ولما تمثله فريضة الحج من رمزية كبيرة لدى عامة المسلمين في أرجاء المعمورة أعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية اقتصار حج هذا العام على المواطنين والمقيمين داخل المملكة بإجمالي ستين ألف حاج، بحجة استمرار تطورات فيروس كورونا وظهور تحورات جديدة له في العالم ، في الوقت الذي تفتح فيه السلطات السعودية حدودها ومطاراتها أمام المتدفقين لحضور حفلات الترفيه الفاسقة التي يجوّز فيها النظام السعودي حضور مئات الآلاف من الجماهير دون وضع أي اعتبار لمخاطر كورونا .
الثورة / أحمد المالكي
وأقرت سلطات آل سعود منع المسلمين من خارج السعودية والذين يصل عددهم سنويا إلى أكثر من 3 ملايين حاج من كافة بلدان العالم، بعدما قامت السلطات السعودية بتحديد أعداد معينة لكل بلد على حدة، ثم بالتدرج قلصت العدد وصولا إلى المنع الكامل لكل المسلمين .
شروط
ووضع النظام السعودي قائمة شروط على الراغبين في الحج ضمن العدد المحدد من داخل السعودية نفسها 60 ألف حاج، منها خلوهم من الأمراض المزمنة، وأن تكون الفئات العمرية من (18 إلى 65 عاما) وأن يكونوا حاصلين على اللقاح، غير أنها لم تشترط أي لقاحات لمن يحضرون حفلات الترفيه والفسق، وواضح تعنتها وتشددها فيما يخص المناسبات والتجمعات الدينية، في حين أنها لا تتشدد بهذا القدر مع تجمعات اللهو والمجون.
غرامات
حيث أقرت السلطات السعودية فرض غرامة على من يحاول الوصول إلى المسجد الحرام والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة دون تصريح، قدرها 10 آلاف ريال سعودي.
وصرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية السعودية، بأنه بناء على الأحكام والعقوبات الخاصة بمخالفي الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا وضمان الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المعتمدة للحد من تفشي الوباء خلال موسم حج هذا العام 1442هـ، ستتم معاقبة كل من يتم ضبطه محاولا الوصول إلى المسجد الحرام والمنطقة المركزية المحيطة به والمشاعر المقدسة (منى، مزدلفة، عرفات) دون تصريح، بدءاً من تاريخ 5 يوليو 2021م، حتى نهاية اليوم الـ 13 من ذي الحجة، بغرامة مالية قدرها 10000 ريال.
وأكد المصدر المسؤول بوزارة الداخلية السعودية أنه في حال تكرار المخالفة ستتضاعف العقوبة.
وأفاد في الوقت ذاته بأن رجال الأمن سيباشرون مهامهم في جميع الطرق والممرات المؤدية إلى المسجـد الحرام والمشاعر المقدسة لمنع وضبط المخالفات وتطبيق العقوبات بحق جميع المخالفين.
استغلال
وتؤكد التقارير أن آل سعود استغلوا الحج لفرض جبايات وإقامة مشاريع استثمارية على حساب ملايين المسلمين الذين يتوافدون إلى الأراضي المقدسة سنويا لأداء الفريضة ومما لا شك فيه أن موسم الحج يحقق تجارة رابحة ضخمة، حيث تراكمت سلاسل الفنادق الفاخرة في مكة المكرمة، ومحلات بيع الهدايا، كما أن شركات السفر في البلدان التي ينتمي إليها السياح باتت تحقق نتائج أعمال وأرباح كبيرة نسب منها تعود لخزائن السعودية.
وتقول التقارير إن تقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن أكثر من 300 مليون شخص يقومون بزيارة” الأماكن المقدسة” سنويا، مشيرة إلى أن معظم البلدان لم تحقق الاستفادة المرجوة من المواقع الدينية حتى الآن، كما أن إسرائيل قد روجت كثيرا لجذب السياحة الدينية.
وذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن موسم الحج يجلب للسعودية 16.5 مليار دولار أي حوالي 3 ٪ من إجمالي الناتج المحلي.
وإن سكان مكة يذكرون أنهم ليسوا بحاجة إلى الزراعة، باعتبار أن الحج حباهم محصولهم السنوي.
تنبؤات
وتزامناً مع القرار الذي أصدره النظام السعودي اليوم والذي قضى بمنع المسلمين من أداء فريضة الحج لهذا العام في سياق تنفيذ المخططات الأمريكية الصهيونية والتآمر والاعتداء على المقدسات والشعائر الإسلامية, هو ما حذر منه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في عام 2003م ، حيث قال في دروس من هدي القرآن الكريم -معرفة الله- الدرس الثاني عشر:(الحج إذا ما خفض العدد يكون مقبولاً جداً؛ لأنه روضنا أنفسنا، وروضتنا حكوماتنا المباركة الجاهلة التي لا تعرف عن اليهود شيئاً، التي لا يهمها أمر الدين ولا أمر الأمة” مضيفا “يكونون قد عودونا قليلا ثم أحيانا يقولون: السنة هذه اتركوها للمصريين، والشعب الفلاني والشعب الفلاني السنة هذه يؤجل، أو السنة هذه احتمال يكون هناك وباء ينتشر يؤجل..وهكذا حتى يموت الحج في أنفسنا، حتى يضيع من ذاكرتنا …).
وفي السياق تنبأ الشهيد القائد في الدرس الثامن – من دروس رمضان حين قال :” إن تقليل عدد الحجاج وكل بلد لا يحج منه إلا عدد معين ثم رفع تكاليف الحج هذه خطة يبدو أنها أمريكية”، وتشديده على أن ذلك “ترويض للناس أن يتقبلوا تقليص وتقليل عدد الحجاج من كل بلد عدد معين ويكون عدداً قابلاً للتخفيض”.
موضحاً بقوله:” كل سنة يخفضون أكثر وكل سنة يفتعلون شيئاً فيما يتعلق بالكعبة يقولون: قد حصل وباء أو حصل كذا من كثرة الازدحام، إذاً قللوا العدد قللوا العدد حتى يصبح الحج قضية لا تعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفوه).
وهذا يوضح للجميع أن ، تنبوءاته صدقت، ومزاعم كُشفت، تنبوءات الشهيد القائد من قبل 19 عاماً تتحقق اليوم، والسعودية مازالت تتستر على مخطط الصهيونية في الاستيلاء على الحج، وهاهي اليوم تنفذ المخططات الصهيوأمريكية وتتآمر على المقدسات الإسلامية وتمنع المسلمين عن أداء فريضة الحج لهذا العام تحت ذريعة وباء كورونا.
كورونا
ووفقا للمهتمين والمتابعين فإن قضية تعطيل فريضة الحج ومنع المسلمين من أدائها وتقليص عدد الحجاج وحصرهم في المقيمين في السعودية، بحجة فيروس كورونا هي قضية أكبر من كورونا وأكبر من آل سعود أنفسهم، فهم ليسوا سوى أدوات تنفيذية لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى الأمريكان والصهاينة.
والمشكلة أن فيروس كورونا هو المتهم، بينما المجرم الحقيقي والفاعل والمدبر والمخطط لهذا هم اليهود والنصارى وأولياؤهم من الأعراب العملاء المنافقين. أضف إلى ذلك أن الأمة الإسلامية بشعوبها وعلمائها وعبادها بكل أطيافها ومذاهبها تكاد تتقبل الأمر وتقتنع بهذه الخدعة السخيفة وتلتزم الصمت وتمتنع عن أداء فريضة الحج بل حتى لا تعبر عن غضبها ورفضها لهذه المسرحية الهزيلة التي تهدف إلى عزلها عن أعظم مقدساتها وعن أفضل العبادات بل وحتى عن الله، ويكاد يكون الترويض والتقبل للأمر هو الشيء السائد إلا من رحم الله من المسلمين هنا وهناك ممن لا يزالون يتمتعون بقيم ومبادئ الإسلام التي ترفض هذا، ويصرخون بأعلى أصواتهم: لا لمنع الحج، وهذا هو الشيء المفترض بالجميع وليكن ما يكن حتى لو أدى الأمر إلى الموت في فناء الكعبة.. فهل هناك أشرف من لقاء الله من جوار بيته العتيق. لا، والله، ولكن هذه الأمة باتت تحب البقاء في هذه الحياة أكثر من حبها لله، وهنا تكمن الخطورة والكارثة والمصيبة الكبرى.