معاناة صيادي أبين مع الاحتلال.. حصار ومصادرة واعتقال وقتل
صيادو أبين : مصادرة مليشيات الاحتلال قواربنا تسببت بانضمام المئات إلى قوائم البطالة
الثورة / أحمد كنفاني
لم يعد من يمتهنون الصيد في المناطق الساحلية اليمنية يخشون مخاطر البحر وامتطاء أمواجه بحثاً عن لقمة عيش فقط وإنما باتت مليشيات الاحتلال هاجساً لهم في خضم أوضاع اقتصادية بلغت نسبة العجز الحد الذي ألقى بظلاله الوخيمة على كل مناحي الحياة في تلك المناطق وعلى معظم المهن التي يعمل بها الناس في الحدود الساحلية، ومن المعروف أن سوء الأوضاع الاقتصادية ناجم عما تفرضه دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الغاشم من حصار بري وبحري وجوي على اليمن وسكانه منذ سبعة أعوام، نحو 100 الف صياد في معظم المناطق الساحلية يكابدون مشقة الحياة هنا بكل تفاصيلها مثلهم كمثل نحو أكثر من 25 مليون مواطن ما زالوا يكابدون عناء الظروف، وما زالوا في الوقت نفسه يبحثون عن بارقة أمل تنجيهم من مغبة ما أودعه الحصار في شتى مناحي حياتهم.
الصيادون ورثوا مهنة الصيد أباً عن جد، لذا تعد ملاحقة مليشيات دول تحالف العدوان للصيادين شكلا من أشكال سعي العدوان للقضاء على كل موروث يمني مادي ومهني، ولكنّ الصيادين يصرون على الحفاظ على هذه المهنة بكل ما ملكت يداهم.
اعتداءات همجية يومية تنفذها مليشيات الاحتلال بحق الصيادين، تتنوع ما بين إطلاق النار تجاه الصيادين ومصادرة قواربهم، الأمر الذي يؤدي إلى فقدانهم أدوات عملهم، ما يعني تكبدهم خسائر مادية، إضافة لتهديدهم للإحالة بينهم وبين ممارسة عملهم، وتضييق مساحة الصيد المخصصة لهم على الرغم من امتلاك اليمن لأكبر شريط ساحلي يقدر طوله بأكثر من 3500 كيلومتر مما يمنع من صيد أسماك متنوعة بسبب ضيق المساحة المسموح بها للصيد.
الصياد قاسم نافع، يتحدث عن الصيد كمهنة صعبة في أبين معبراً عن ذلك بقوله : “بداية أنا لا أمارس عملي بشكل يومي هنا للصيد، وهذا يرجع إلى أمرين : أولهما ضيق الحالة المادية التي أعاني منها والتي أثرت على امتلاكي لشباك صيد مناسبة، إضافة للمخاطر التي يتعرض لها الصيادون من استهداف للقوارب التي تضيق مليشيات الاحتلال على دخولها ودخول المواد اللازمة لصناعتها”.
ويضيف قائلا: “القوارب هنا مصطفة، وحتى من يعملون في صناعة القوارب باتوا اليوم بلا عمل يعيلهم ويعيل أسرهم، فمنذ سبعة سنوات لم يتم صناعة قوارب للصيد في أبين، إضافة إلى أن القوارب الموجودة هي مراكب مهترئة تحتاج لإعادة تأهيل وإصلاح من جديد حتى تتمكن من العمل من جديد”.
وأشار إلى أن الصياد اليمني بات في وضع لا يحسد عليه، إذ يعاني يومياً دون أن يلتفت أحد لمعاناته، مطالباً بفتح مجال الصيد، ودعم الصياد من كل المؤسسات، كي يتمكن من الصمود في وجه الممارسات التي ترتكب ضده من مليشيات الاحتلال، لا سيما وأن القطاع البحري يعتبر إحدى ركائز الاقتصاد اليمني.
الوضع تشابه كلياً عند الصياد صادق مفرح من أبناء أبين، وهو أب لثلاث بنات وولدين، والذي قال: “مشكلتنا الرئيسية تتمحور حول عنجهية وتسلط مليشيات الاحتلال “.
وأوضح مفرح لـ”الثورة” أن دخل الصياد في الوقت الحالي لا يمكن مقارنته في السابق، حيث تدهور بشكل كارثي لايمكن وصفه.. داعياً إلى فك الحصار البحري، ووقف ملاحقة الصيادين ومصادرة وإتلاف شباكهم واعتقالهم وإطلاق النار عليهم.
من ناحيته أشار عاقل الصيادين أحمد عبدالله، إلى اشتداد قمع مليشيات الاحتلال للصيادين منذ سبعة أعوام، إضافة إلى إطلاق النار المستمر عليهم مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الصيادين على مدار السنوات الماضية.
وأوضح أن مليشيات الاحتلال تعتقل الصيادين بدون مبرر، وتوجه تهماً لصيادين آخرين وتحتجزهم في سجون خاصة، إضافة إلى مصادرة قواربهم ومعداتهم.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال، وإجباره على وقف الاعتقالات ومصادرة القوارب وإعادة القوارب المحجوزة .. مؤكدا أهمية الوقوف إلى جانب الصيادين، والعمل على إجبار الاحتلال كف الأذى عنهم.
بدوره استنكر الاتحاد التعاوني السمكي الاعتداءات المتكررة بحق الصيادين اليمنيين، واستخدام القوة ضدهم، والتعرض لهم والاعتقال التعسفي بحقهم ومصادرة قواربهم بدون وجه حق، وحرمانهم من ممارسة مهنتهم التي تمكنهم من إطعام عائلاتهم، كما يحمل المسؤولية للمجتمع الدولي عن صمته تجاه هذه الانتهاكات.
وأكد الاتحاد أن هذه الممارسات التي ترقى إلى جرائم حرب، أسهمت في تفاقم معاناة الصيادين.. ودعا حكومة الفار هادي للضغط على مليشيات الاحتلال بكف أذاها عن الصيادين من أبناء محافظة أبين.. خصوصاً أن شريحة الصيادين من أفقر الشرائح المجتمعية ولا شأن لها بما يدور من صراع سياسي في المنطقة.