مشروع الجمعيات التنموية الخيرية بارقة أمل حقيقية لتعزيز عوامل الصمود والتماسك المجتمعي تأسيس الجمعيات التنموية في محافظة صنعاء كآلية لمواجهة التحديات

 

اتجهت محافظة صنعاء مؤخرا نحو تأسيس مشاريع الجمعيات التنموية الخيرية على مستوى عزل مديريات المحافظة، ضمن خطة استراتيجية لتعزيز الصمود والمضي في مواجهة التحديات الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.

الثورة / جميل القشم

وأثمرت رؤية قيادة المحافظة في تأسيس وإشهار نحو 120 جمعية في مختلف عزل مديريات المحافظة البالغ عددها 16 مديرية، في إطار المرحلة الأولى لخطة إنشاء الجمعيات كأولوية استراتيجية لكسر التحديات ومواجهة مخططات التجويع التي تتبناها دول العدوان في حربها على اليمن.
ويمثل مشروع الجمعيات التنموية الخيرية بارقة أمل حقيقية نحو حشد الجهود للتخفيف من تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة من خلال استغلال الامكانات المتاحة لدعم برامج التكافل الاجتماعي وتبني مشاريع انتاجية ومبادرات مجتمعية لتفعيل التنمية المحلية.
وترتكز أهداف هذه الجمعيات بدرجة رئيسية على بناء قدرات السلطات المحلية والجهات الفاعلة في المديريات واستنهاض وتحفيز المجتمع كشريك أساسي في صناعة الجبهة التنموية وسد فجوة المعاناة والاحتياجات من خلال الاعتماد على الذات لايجاد مشاريع تنموية هادفة ومبادرات إنسانية خيرية عوضا عن الاعتماد على المنظمات.
تحدٍ صعب
تخوض قيادة محافظة صنعاء بهذا المشروع تحديا كبيرا يشكل أولوية ملحة في ظل ظروف المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، لكنه يمثل تجربة ملهمة يستلهم منها الجميع الإرادة القوية بأن الأحلام ستصبح حقيقة لمواجهة ما يحيكه الأعداء ضد اليمن.
محافظ المحافظة عبدالباسط الهادي أوضح أن إنشاء الجمعيات يأتي ضمن خطة المحافظة لهذا العام لتلبية احتياجات التنمية المحلية والتغلب على التحديات التي يعول العدوان من خلالها على استسلام أبناء المجتمع وإبقائه تحت رحمة انتظار المساعدات والمعونات في ظل الحرب العدوانية على اليمن.
واعتبر الهادي التوجه لتفعيل وتحفيز دور المجتمع والجهات ذات العلاقة لإنشاء وتأسيس الجمعيات، أولوية ملحة لتعزيز عوامل الصمود والتماسك المجتمعي خاصة خلال المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأكد أن الجميع معني في ظل ما يشهده الوطن من تداعيات وحرب اقتصادية ممنهجة، العمل الجاد والتحرك لدعم مشاريع الجمعيات التنموية الاجتماعية الخيرية لتخفيف معاناة المجتمع.
وأشار محافظ صنعاء إلى ما تمثله هذه الجمعيات من أهمية في مختلف المجالات التنموية.. منوها بنجاح المرحلة الأولى من إنشاء الجمعيات التعاونية لإيجاد نهضة شاملة على مستوى قطاعات المحافظة وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ولفت إلى ما تزخر به محافظة صنعاء من فرص ومقومات في مجالات الزراعة والصناعة والاستثمار والسياحة والبيئة والتجارة لتحقيق نهضة تنموية.
وحث المحافظ الهادي على تعزيز التنسيق والتعاون والإسهام في ترجمة أهداف وبرامج الجمعيات بما يجسد الرؤى التنموية تنفيذا لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
مرحلة التأسيس
تكللت الجهود بعقد خارطة اجتماعات واسعة لإشهار وتأسيس الجمعيات في مختلف عزل المديريات وشرح أهدافها ولوائحها والضوابط المنظمة لأعمالها وفق اللوائح التنفيذية والقانونية التي حددتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
ولا تزال اللجنة المكلفة بمتابعة مشروع الجمعيات تبذل جهوداً واسعة في تنفيذ الورش واللقاءات وتعكف على إعداد الدراسات والتصورات بما يجعلها قابلة للتنفيذ في تفعيل مهام هذه الجمعيات بالتنسيق مع القيادات المحلية والمجتمعية في المديريات.
وأكد مدير مكتب التخطيط والتنمية بالمحافظة أحمد دحان، استكمال مرحلة تأسيس الجمعيات التنموية الخيرية وأنه يجري حاليا الترتيب لتنفيذ مصفوفة خطوات وإجراءات لحشد الجهود لإنجاح دور ورسالة هذه الجمعيات وأهدافها المنشودة.
ولفت إلى أن مشروع تأسيس الجمعيات التنموية على مستوى العزل يترجم توجه قيادة المحافظة في إحداث نهضة تنموية إنسانية تعود بالنفع على المجتمع، سيما في ظل تداعيات العدوان والحصار.
وأشار إلى أن إنشاء الجمعيات التنموية الخيرية يمثل المرحلة الثانية لمشاريع الجمعيات بالمحافظة بعد إشهار أربع جمعيات تعاونية زراعية متعددة الأغراض، تم تأسيسها وتدشين العمل بأنشطتها خلال الأشهر الماضية على مستوى قطاعات المحافظة.
وأكد دحان أهمية تضافر جهود المجتمع ورجال المال والأعمال للتعاون والإسهام في دعم برامج ومشاريع الجمعيات التنموية التي تمثل انطلاقة حقيقية للنهوض بالتنمية المحلية ومشاريع التكافل الاجتماعي.
أهداف استراتيجية
يهدف مشروع تأسيس الجمعيات التنموية الخيرية في محافظة صنعاء إلى تجسيد ثلاثة جوانب رئيسية توفير الخدمات وتعزيز الأعمال الاجتماعية والتعبوية وأعمال الاحسان وتنظيم مشاريع تنموية ومجتمعية لخدمة الفرد والمجتمع.
وأشار مدير الجمعيات والاتحادات بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة محمد الريشاني إلى أن الهدف من إنشاء هذه الجمعيات هو، تفعيل النشاط الخيري والتطوعي والإبداعي والتنموي وتطوير أدواته، ودعم الأسر الفقيرة ومحاولة إشراكها في الأعمال التي تناسب وضعها الاجتماعي.
ومن ضمن أهداف الجمعيات أيضا المساهمة في تنمية وتطوير المجتمع من خلال المشاريع الصغيرة، والحد من البطالة من خلال تدريب وتأهيل الشباب العاطلين عن العمل، والارتقاء والنهوض بالمستوى الرياضي والثقافي للشباب في الأندية والمؤسسات التعليمية.
كما يهدف مشروع تأسيس الجمعيات في عزل المحافظة إلى مساعدة ورعاية الأطفال والأيتام والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، و العمل على تأسيس شراكة فاعلة مع التكوينات والمؤسسات التنموية والجمعيات التعاونية في تنظيم مشاريع تنموية ومجتمعية.
وأوضح الريشاني أنه تم الانتهاء من صياغة اختصاصات ومهام اللجان التي ستتولى تنفيذ أعمال ومشاريع الجمعيات بواقع 17 لجنة من بينها لجنة البر والأعمال المجتمعية، ولجنة التنمية والتمكين وإدارة المبادرات المجتمعية والمشاريع الصغيرة والأصغر ولجنة الزراعة والثروة الحيوانية ولجنة البيئة ونظافة الأحياء والقرى.
كما ترتكز أعمال هذه الجمعيات على اللجان الثقافية والتربوية والتعبوية والشباب والمبدعين والقوافل والوقفات والحشد والعلماء والوجاهات الاجتماعية ورجال الأعمال وكذا اللجان والأوقاف والإعلام والرقابة ومحاربة الفساد وتنمية الموارد.
ترجمة الطموحات
تسعى قيادة محافظة صنعاء إلى ترجمة مصفوفة هذه الأهداف لتحقيق النجاح الأمثل للجمعيات التنموية الخيرية بما يكفل استفادة المجتمع المحلي منها، تعزيز للصمود والتماسك وقيم التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع الواحد وتحقيق تطلعاته في البناء والتنمية.
وفي هذا الصدد أكد المدير التنفيذي لمؤسسة الإكرام التنموية الخيرية ماجد الغيلي ، أن المؤسسة تساهم حاليا في دعم هذه الجمعيات من خلال تقديم خدمات التدريب والاستشارات والرؤى العملية والتجارب في تحفيز التوجه لتحقيق انطلاقة حقيقية لأعمال ومشاريع الجمعيات بما يخدم تطلعات المناطق والعزل المستهدفة.
وأشار إلى أهمية العمل بروح الفريق الواحد والإسهام الجماعي الفاعل في تحقيق أهداف هذه الجمعيات تجسيدا لصوابية التوجه والتحرك لمواجهة التحديات انطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقهم في ظل ظروف المرحلة الصعبة.
ولتحقيق النجاح لهذه المشاريع ، بدأت قيادة المحافظة الاتجاه نحو المجتمع المحلي لتنفيذ مجموعة من الإجراءات والموجهات والتشارك في المسؤولية التي باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة اليمنيين تجسيدا للهوية اليمنية في تعزيز قيم العطاء وغرس ثقافة مجتمعية تساهم في النهوض بالتنمية ومواجهة التحديات.
ومع استمرار العدوان والحصار تمثل هذه الجمعيات مطلباً أساسياً ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد المخططات التي تتربص باليمن والمؤامرات التي تستهدف تعطيل شؤون حياة أبنائه وتدمير البنية التحتية والخدمات .

قد يعجبك ايضا