الأسرة/ وائل علي
تقضي المواطنة أمة الرحمن (43 عاماً) 6ساعات يوميا في نسيج مشغولات يدوية برفقة مجموعة من نساء القرية وتقوم ببيعها لنساء أخريات يطلبن هذا النوع من النسيج بأسعار مرضية للطرفين بعد أن توجه عائلها للجبهة للدفاع عن الوطن من عدوان غاشم الذي لم يرحم طفلاً ولا امرأة ودمر كل شيء، كما تقول أمة الرحمن.
وتعتمد أم مجاهد محمد التي تعيل أربعة أطفال أصغرهم خمس سنوات وهي من النساء الريفيات الفقيرات، والتي تعتمد على حياكة المشغولات اليدوية التي يسهل بيعها في الريف وبأسعار زهيدة لاعالة أسرتها وتوفير لقمة العيش لهم، حيث أن زوجها وولدها قررا التوجه إلى الجبهة مع مجموعته من شباب القرية للدفاع عن بلادنا .
وتضيف أم مجاهد قائلة: إلى جانب مهامي كامرأة ريفية في زراعة الأرض ورعاية الأغنام وتربية الدجاج البلدي أقوم بحياكة هذه المشغولات لتوفير الدعم المادي لي ولأولادي.. وأدعو من الله أن تتجاوز بلادنا هذه المحنة ونتخلص من الحصار والعدوان ونعود كما كنا سابقا وأسأل الله النصر المبين.
ظروف قاسية
فيما تهتم مراكز تنمية مهارات المرأة الريفية بفئة النساء الريفيات اللواتي يواجهن ظروفاً اجتماعية قاسية ويرغبن في تخطي خط الفقر. وتوفير لقمة العيش لأسرهن .
قالت: صبرية عبدالله” إنها تقوم بالتطريز وصنع بعض المُستخدمات المنزلية منذ عدة سنين، لكنها وجدت ضرورة ملحة في العمل هذه الأيام وفي ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد لمساعدة أسرتها في توفير مبلغ مادي يمكنها من مساعدة أسرتها لتجاوز الفقر والبحت عن لقمة العيش في ظل ظروف قاسية فرضت علينا ولم تكن في الحسبان .
تحاول ربة المنزل فاطمة الترويج لمشغولاتها اليدوية والمطرزات، بعرضها أمام المترددين على منزلها لتتمكن من بيعها والحصول على المال لسد جوع أسرتها وكذلك من خلال بيع المشغولات في المناسبات الاحتفالية التي تكون في قريتها التي تجري بين وقت وآخر.
وأكدت فاطمة التي اعتبرت أن الإعجاب بمشغولاتها اليدوية، شجعها على الاستمرار، وتسهيل ترويج منتجاتها، أنها لم تكن تقصد ممارسة الحرفة ذاتها لخلق فرصة عمل، لكن ظروفها المعيشية المتردية كانت سبباً في استمرارها في حياكة وتطريز القطع القماشية وبيعها.
مشاركة فعالة
من جانبه يرى علم النفس الاجتماعي أن الكثير من النساء خاصة في الأرياف يبحثن عن فرص للتدريب، والمشاركة في فعاليات داعمة لهن، في إطار مشاريع مختلفة وآمنة.
إن عمل هؤلاء النسوة يأتي ضمن إيجاد حيز خاص لهن يحظين من خلاله بالأمن الشامل، ويستطعن خلق مساحة ذاتية لهن للتعبير عما يجيش في نفوسهن وممارسة هواياتهن المتعددة، وفي بعض الأحيان محاولة إيجاد فرص لكسب العيش.
هذه المساحات تهدف أيضاً إلى دمج واختلاط الفتيات والنساء بالمجتمع وإعادة الاعتبار لبناء الشبكات الاجتماعية، والحصول على الدعم الصحي والاجتماعي النفسي والقانوني، واكتساب مهارات علمية ويدوية.
ويؤكد علم الاجتماع ضرورة طرح برامج ومشاريع تنموية لدعم المرأة وتطوير واقعها، والعمل على تحسين واقع الفئات والأسر المحتاجة في الريف.