الشعار يمثل سلاحاً سياسياً واقتصادياً في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار
سياسيون وأكاديميون وناشطون لـ”الثورة”:الصرخة أخرجت الأمة من ذل الخضوع والتبعية إلى العزة القرآنية
أوضح سياسيون وأكاديميون أن شعار الصرخة هو مشروع استمد قوته من المنهج القرآني للمسيرة القرآنية، وأنه يحمل مبادئ ثابتة من الولاء والبراء من أعداء الله وانتصار للدين والقيم الإسلامية.. وقد حطم جدار الصمت وأخرج الأمة من حالة الخضوع والذل بالسكوت لأعدائها الذين يتربصون بالأمة ويجعلونها أمة ذليلة وخانعة لا تقوم لها قائمة.
الثورة/ أسماء البزاز
عضو اللجنة الاقتصادية العليا وكيل وزارة الصناعة والتجارة الأستاذ محمد يحيى عبدالكريم أوضح أن الصرخة هي الهتاف الأول للقائد، هتاف البراءة وإعلان انطلاقة المشروع القرآن أمام تحديات كبيرة وفي بيئة غلبت عليها حالة الصمت لدى الكثيرين، وقد انطلق فيها الكثيرون للاستجابة للأمريكي على النحو الذي يساعده، لكن برز موقفٌ مغاير، وصوت حرٌ انطلق من اليمن. حين تحرك السيد/ حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” بمشروعه القرآني، رافضاً حالة التدجينِ والاستسلام، ومعلناً موقفاً مسؤولاً وحراً منطلقاً على أسسٍ صحيحةٍ ومشروعة..
وأوضح انه وبتاريخ يوم الخميس الموافق 17 /1 /2002م، أعلن السيد/ حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” موقفه المُعلن، الواضح، الصريح، وكان شعار هذا الموقف، كان شعاره الذي أطلقه في مدرسة الإمام الهادي “عليه السلام” من مران.
وقال: إن ذلك الهتاف هو هتاف البراءة من الأعداء، كشعارٍ يعبّر عن توجهٍ، وعن مشروع، مشروع تضمن تفعيل المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، تضمن نشاطاً توعوياً كبيراً في أوساط الشعب، في أوساط الأمة؛ لتوعيتها بالمخاطر الكبيرة التي تعيشها، بالمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك لإفشال الكثير من الأنشطة المعادية التي يتحرك بها الأمريكي والإسرائيلي في واقع الأمة، وكما قال الشهيد القائد إذا عرفنا أن باستطاعتنا أن نعمل، وأن بأيدينا وفي متناولنا كثير من الأعمال، وهذه الصرخة [الله أكبر- صرخة الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود – النصر للإسلام لأنهم هم من يحركون هذا العالم، من يفسدون في هذا العالم ستترك أثرها، ستترك أثراً كبيراً في نفوس الناس.
مواجهة الهيمنة الأمريكية وأدواتها
الدكتور محمد محسن الحوثي _ جامعة صنعاء- قال: الصرخة هي أقل ما يمكن أن يقوم به أي مسلم في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار ، أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلكهما في عصرنا الراهن.
وأضاف: وبالرجوع إلى ١٧يناير٢٠٠٢م، يوم أطلق الشهيد القائد صرخته من مسجد الإمام الهادي عليه السلام، بمران، محافظة صعدة، أثناء إلقائه محاضرة بعنوان “الصرخة في وجه المستكبرين”، وكانوا يومئذ ثلة من المجاهدين، وذلك بعد أربعة أشهر من إطلاق الرئيس الأمريكي/ بوش حربه على الإسلام والمسلمين، بعد حادثة تدمير برجي التجارة العالميين، وصرح بوش بلسانه “من لم يكن معنا فهو ضدنا” !
حينها أدرك الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي- عليه السلام- عظم المسؤولية أمام النزعة والتوجه الأمريكي لحرب الأمة الإسلامية، ونظر إلى حادثة البرجين برؤية ثاقبة، وأنها من تدبيرهم، كذريعة للتدخل والاحتلال، وفسر الحادث تفسيرا علميا، مستنداً إلى الواقعية القرآنية، بعد أن لاحظ مدى إذعان الأنظمة العربية والإسلامية وسكوتهم بل إن البعض انخرط في التوجه الأمريكي- الصهيوني في الحرب ضد الأمة الإسلامية..
وبيَّن الحوثي: كان ولا بد من اتخاذ موقف للمواجهة وليس بأياديهم من الأسلحة شيء، لقد رسم الشهيد القائد استراتيجية المواجهة من القرآن الكريم، بدءا بالصرخة وهي لا تكلف الإنسان شيئا ماديا، ثانيا للأبعاد النفسية والآثار التي تتركها على العدو الأمريكي الصهيوني من جانب، وعلى المنافقين من الأعراب والمحليين من جانب آخر، ومن ناحية ثالثة كشعار يردده ويلتف حوله المجاهدون والأحرار في اليمن وغيره، وتعبير عن الموقف تجاه الصلف الأمريكي الصهيوني، وكسلاح يستمد قوته من القرآن الكريم، كلام الله، وباعتبار أن قوة الله أقوى من كل القوى..
ومضى بالقول: وبالفعل سارعت أمريكا إلى محاولة إسكات هذا الصوت الذي يزعجها، فاتجه السفير الأمريكي السابق في اليمن إلى صعدة، واتخذ عددا من الإجراءات منها إغلاق سوق السلاح في الطلح، وشراء الأسلحة وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، وقد اتفق مع المحافظ –آنذاك- على مطاردة وملاحقة وسجن من سموهم “المكبرين”! ووجه النظام في اليمن الأجهزة الأمنية بمنع ترديد الصرخة في الجامع الكبير بصنعاء، وغيره، وسجن والتنكيل بمن يصرخ بهذا الشعار..
وتطور الأمر وصولا إلى شن الحرب الأولى على الشهيد القائد وأنصاره في محافظة صعدة/ مران، في شهر يونيو٢٠٠٤م، وتوسعت الحرب بعد استشهاده، والتفاف الأنصار مرة أخرى تحت قيادة حكيمة، السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، الأخ الأصغر للشهيد القائد الذي قاد المواجهة في خمسة حروب متتالية، شاركت فيها السعودية إلى جانب النظام السابق، الذي مني بالهزيمة تلو الهزيمة في تلك الحروب، لقد انتشرت الصرخة مدوية في اليمن، ما أزعج الأمريكيين والصهاينة، والمنافقين، فشنت الحرب العدوانية على اليمن، بعد أن تمت مطاردة الإرهابيين إلى ساحل عدن، والصرخة تدوي بعد أن أصبحت قوة لا تنكسر، وعلى مدى سبع سنوات والمواجهة مستمرة..
وقال: نعم إنها الصرخة التي بدأت بالهتاف وتطورت حتى أصبحت صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة!
وأضاف: اليوم بدأت الصرخة تردد في العراق ولبنان، وسوريا..و…و.. وفلسطين وهي الأهم، وندعو حركات المقاومة الفلسطينية تحديدا إلى أن يرددوا الصرخة، لإيقاظ مضاجع العدو!
تدجين الشعوب
من جانبها أوضحت الكاتبة الدكتورة دينا الرميمة: في زمن الاسترضاء الأمريكي الذي سعى جاهداً لتدجين الشعوب والدفع بها نحو الولاء لأمريكا والكيان الصهيوني ومعاداة كل من يطبق آيات القرآن الكريم ويتبرأ منهم ، ظهر السيد حسين سلام ربي عليه وخطى خطوات حكيمة وهو يتابع حال الأمة الإسلامية، ووقف مبدأ عين على القرآن وعين على الأحداث قدم الشعار والمقاطعة كسلاح وموقف ضدهم لعلمه بمدى تأثيرهما على الاقتصاد والسياسة الأمريكية والصهيونية! كلمات بسيطة لكنها تحمل معاني عظيمة إذا ما انتهجها المسلمون وساروا عليها، وهذا ما أدركه السفير الأمريكي وأستاء منه لأنه يعلم أنه لو فعلاً اتخذها اليمنيون كسلاح ضدهم فسيصبح مستقبل أمريكا في اليمن في خبر كان..
وقالت: وفي مواجهة ذلك أصدر الأمر للنظام الحاكم بإسكات “السيد حسين” واتباعه ممن كانوا يقومون بتوعية الناس في مران وصعدة والمناطق المجاورة، فما كان على النظام إلا السمع والطاعة، ويومها قال علي محسن الأحمر الذي انتابته الغيرة على ربه الأمريكي “لن نسمح لهم بأن يصرخوا حتى من تحت البطانية” وأرسلوا تهديدهم للسيد قائلين له (إن كان ولا بد من ترديد هذه الصرخة فبإمكانك أن تصرخ وحدك ” بينك وبين نفسك” ، بإمكانك أن تصرخ في بيتك مع نفسك ، وإن كان ولا بد من ترديدها بأصوات متعالية وهتافات منادية بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل فافعل ذلك تحت “البطانية”، غير ذلك لن نسمح لك ابداً على الإطلاق ودونهــا الحرب والنكال..
وأضافت: ظنوا أن السيد “حسين” سيتسلم ويخاف كما خافوا هم، ولكن الشهيد القائد وأتباعه رفضوا التنازل عن مبادئهم وعن صرختهم المستوحاة من القرآن الكريم بالبراءة من أعداء الله ورسوله، وفعلاً شنوا عليهم حرباً ظالمة استنفر فيها علي محسن كل القوات العسكرية والمعدات الضخمة، وبالمكر والخدعة تمكنوا من قتل “السيد حسين” (سلام ربي عليه) وإخفاء جثمانه الطاهر والكثير من أتباعه أُخذوا إلى السجون يُجرعونهم فيها أشد العذاب، وما بين الحرية والصرخة كانوا يُخيرون لكنهم وهم تحت وطأة التعذيب كانوا يصرخون في وجوه زبانية العذاب متذكرين وعد “السيد” حين قال لهم (اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في مناطق أخرى)..
واسترسلت الرميمة: وها هو وعده لهم يتحقق، وها هي اليوم صرخة الحق تردد في كل أرجاء اليمن، بل قد تجاوزت الحدود ووصلت إلى الكثير من الدول بسبب ثورة الوعي التي اخترقت قلوباً تحمل الهوية الإيمانية والحكمة اليمانية ودفعوا ثمنها دماء طاهرة أينعت فيما بعد أشجاراً باسقة من الحرية والكرامة.
غطاء الإرهاب
المجاهد/ نور الدين شرف الدين من جهته يقول: عندما يستعرض القارئ مقدمات الصرخة وما صاحبها من وضعيات ورافقها من نجاحات كبرى وكيف انتقلت بالمسيرة القرآنية إلى مراحل متقدمة تنتابه الدهشه والاستغراب، فيلوح وجهه إلى الأفق ويستنتج من خلال قراءته العابرة أنه بإمكان المستضعفين في العالم الإسلامي أن يستفيدوا من هذه التجربة بالمجان ويبنون عليها مواقف تصاعدية ضد السياسات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة..
وأضاف: لا يخفى على الجميع أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١م أن أمريكا سخرت كل جهودها وطاقتها وإمكانياتها الإعلامية والاقتصادية والعسكرية والسياسية في توظيف هذه الأحداث لصالح المشروع الصهيوني الاستعبادي وتحركت من خلال هذه الأحداث للتدخل المباشر في الشعوب الإسلامية والعربية لاستهدافها تحت غطاء مكافحة الإرهاب ضمن مخطط صهيوني عالمي يسبق تلك الأحداث لاستهداف الشعوب وتغيير ثقافاتها وسحقها وتشتيتها وإنهاء العالم الإسلامي بشكل نهائي وبمختلف الوسائل حتى أصبحت الثقة بالله شبه مفقودة ومعرفه الله والتوكل عليه مجرد حبر على ورق منعدم أثر ذلك في قلوب الشعوب الإسلامية حتى رأت أن أمريكا وإسرائيل هما القوة التي لا تضاهيها قوة وأصحب ذلك ثقافة مترسخة لدى الحكام والمحكومين.
ومضى يقول: وأمام تلك المخططات والتحديات والحرب الضروس والصمت المطبق على الأمتين العربية والإسلامية تحرك السيد القائد حسين بدرالدين رضوان الله عليه بالمشروع القرآني معلنا رفضه المشروع الصهيوني رافضا الخضوع والاستسلام معلنا إحياء المشروع القرآني في نفوس الأمه بأكملها على أسس ومنهجية القرآن الكريم والسير على نهج رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأعلام الهدى من العترة الطاهرة معلنا البراء من أعداء الله حيث بدأ هتافه بـ[ الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام ]
موضحا أن هذا الهتاف له مضامين قوية ملخصة من كتاب الله حيث بدأ بـ “الله أكبر” المتضمنة معرفة الله سبحانه وتعالى والثقة بالله حيث لخصها في خمسة عشر درسا حتى ينير عقول الناس ويعيد للأمة الإسلامية معنى الثقة بالله والقرب منه وأن الله فوق كل شيء كما قال الإمام علي عليه السلام في وصف المؤمنين ((عظم الله في نفوسهم فصغر ما دونه)) وأيضا تفعيل سلاح مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية..
وفي مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى لبس الحق بالباطل وإبعاد الناس عن هدى الله حتى يصبحوا مدجنين خاضعين لهم بدأ السيد رضوان الله عليه نشر هذا المشروع القرآني وتجاوب معه الصادقون ضمن نشاط توعوي كبير في أوساط الشعب والأمة الإسلامية بتوعيتهم من خطورة المؤامرة الصهيونية الكبيرة وكيفية مواجهتها والتصدي لها ليقدمها ثقافة ويرسخها إيمانا واعيا من خلال ترسيخ مفهوم الانطلاقة في سبيل الله وليس من أجل أي هدف آخر..
وبيَّن أن شعار الصرخة يأتي كموقف ديني ضد أعداء الأمة في مرحلة حرصت أمريكا وإسرائيل على أن يرسخوا في نفوس الناس انهم أكبر من كل شيء لكي يخافهم الناس ويثقون بهم ويتجهون نحوهم وينسوا الله سبحانه وتعالى.
عند ذلك علمت أمريكا وإسرائيل بذلك الهتاف وانزعجت من ذلك الشعار لأنه شعار ديني يرتقي بالنفوس المؤمنة دينيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، وحينها تدخلت أمريكا بطرق مباشرة وغير مباشرة عبر أجندة لها داخل الوطن تعمل على خدمتها أو بالأخص الحكومة السابقة وجاءت الوساطات تلو الأخرى لإيقاف شعار الصرخة إلا أن السيد رضوان الله عليه كان على معرفة بقوة هذا الشعار وهذه الصرخة وأنها سلاح يقلق أمريكا وإسرائيل ويمكن لأي شخص أن يستخدمه فقيراً كان أو غنياً، كبيراً أو صغيراً دون أن يكلفه ذلك شيء.. إنها سلاح وموقف يغيض الكفار ويرهبهم ويقلقهم في كل بقاع الأرض فقال رضوان الله عليه اصرخوا وستجدون من سيصرخ معكم في كل بقاع الأرض ))
ويرى شرف الدين أن الشعار موقف ديني وليس عملا حزبيا ولا طائفيا، حيث يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه ((نحن سنصرخ سواء وإن كان البعض منا داخل أحزاب متعددة . سنصرخ أينما كنا نحن لا نزال يمنيين ولا نزال فوق ذلك مسلمين . نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين والتي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأمة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجنوننا نحن المسلمين لليهود. أليس هذا الزمن هو زمن الحقائق؟. أليس هو الزمن الذي تجلى فيه كل شيء؟. ثم أمام الحقائق نسكت؟!. ومن يمتلكون الحقائق يسكتون؟!. لا يجوز أن نسكت. بل يجب أن نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كل اجتماع في كل جمعة.. الخطباء، حتى تتبخر كل محاولة لتكميم الأفواه، كل محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا”.
وأكد شرف الدين أهمية معرفة قيمة هذه الصرخة وانها عمل عظيم جدا ولها قيمتها وأثرها في الساحة ، وأن علينا أن ننشر تلك الملازم والشعارات ونوزعها حسب قدرتنا الخاصة ونشجع الناس على قراءتها وأن يرفع هذا الشعار في كل مكان بالطريقة الصحيحة خصوصا بالجوامع والمدارس والجامعات وأن يكون هذا العمل والتحرك في سبيل الله وعلى هدى الله لأن هذا هو الحل الوحيد والخيار الأوحد والصحيح أمام الناس يعطي ثقة للآخرين بأننا إذا تحركنا على هدى الله سنكون أقوياء وسيخاف منا العدو وسننتصر عليه إذا سرنا على هدى الله اذا ابتعدنا عن ذلك الهدى فستكون النتيجة عكسية .
في وجه المستكبرين
من ناحيتها تقول الناشطة يسرى الدولة: الحديث اليوم عن هذه المناسبة العظيمة مناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين تلك الصرخة التي تعتبر هتاف الحرية والبراءة من أعداء الله.. ولم يأت هذا المشروع من فراغ بل جاء في واقع أمة أنهكتها جراح الفرقة ومأسي الذل والقهر حيث جاء هذا المشروع ليواجه الاستهداف الذي تعرضت له هذه الأمة والحالة الخطيرة التي كانت قد وصلت إليها .. لقد كان تحرك الشهيد القائد رضوان الله عليه بهذا المشروع القرآني المستمد من وحي القرآن والوعي والاستبصار به تحصيناً للساحة الداخلية وكذلك مساراً تصحيحياً لواقع الأمة.
وقالت: ويتمثل هذا بمشروع الصرخة والمقاطعة التي كان لها أثرها ونتائجها في نهضة الشعوب، حيث تجلت ثمارها في ما نحن عليه من عزة وكرامة وانتصارات، وكذلك نجد أن المناطق الحرة التي يرفع فيها الشعار وتتردد فيها الصرخة لا يمكن أن نجد فيها محتلاً، وهذا من عظيم أثر الشعار ودليل فاعليته على المحتل ونفسيته..
وأضافت: قد رأينا كيف تحققت رؤية الشهيد القائد سلام الله عليه عندما قال” أصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في مناطق أخرى”.. ورأينا وتابعنا العديد من الأحرار في أنحاء العالم يرددون الصرخة من بلدانهم، فسلام الله عليهم وعلى كل محور المقاومة، وسلام الله على مجاهدينا الأبطال الذين نسمع صدى صرخاتهم انتصارات في كل الجبهات.
قوة استراتيجية
فايزة بسباس- ناشطة حقوقية- تقول من جانبها: لا شك أن للشعارات أهميتها في هذه المرحلة، بل صارات استراتيجية حتى لدى أعداء هده الأمة فقد جاء الشهيد القائد سلام الله عليه بالشعار في وقت كانت الأمة تعيش حالة الصمت والذل والخضوع لهيمنة الأعداء.. جاء لاستنهاض الأمة لتدافع عن نفسها وعن دينها وعن عرضها وعن أرضها وعن وجودها ..
الشعار سلاح مهم في مواجهة الحرب النفسية التي يسعى الأعداء لبثها في نفوس الشعوب، وهي سلاح مهم في معركة المصطلحات لقد فضح هذا الشعار العملاء والمنافقين وأيقظ الشعوب لتتحرك التحرك الفاعل في مواجهه الأعداء..
وأضافت: لقد أثبت الشعار تأثيره الإيجابي منذ لحظة انطلاقته وإلى اليوم فقد كسر جدار الصمت وكان نقلة نفسية وتوعوية وفكرية فعمم حالة السخط ضد أمريكا وإسرائيل وفضح العملاء والمنافقين وكشف حالة انعدام أو قلة الوعي المنتشرة في أوساط الأمة وجعل اليمن في صدارة الشعوب الحرة وهز وزلزل هيبة دول الاستكبار العالمي..
ويمكن تحقيق الصرخة من خلال التحرك الجاد والفاعل والتحرك بمسوؤلية وكذلك تفعيل شعار المقاطعة التي هي سلاح يقصم ظهر العدواء ويجعل الشعوب تتجه إلى الاكتفاء الذاتي في جميع الاتجاهات .
أما وفاء الكبسي- كاتبة وحقوقية- فبينت أن شعار الصرخة يمثل منهجاً في وجه الظلم والظالمين في كل زمان ومكان ، فالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه- رفض الخضوع والذل والمهانة، وحرص على ضرورة أن يصرخ أبناء الأمة بهذا الشعار وأن ينتشر في كل المناطق لأن هذا التحرك سيترك بلا شك سخطا شعبيا شديد العداء لأعداء الأمة الحقيقيين أمريكا وإسرائيل، لقد قدم الشهيد القائد مشروعه العظيم الشعار ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ليواجه به مشروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق لأمريكا وإسرائيل، فكان لا بد منه كسلاح وموقفي حطم جدار الصمت ويخرج الأمة من حالة الخضوع والسكوت إلى الموقف الإيجابي بتعبئة الأمة بالعداء تجاه سياسة أمريكا وإسرائيل ومؤامراتهم على الأمة، وقد أكد الواقع أن مجرد ترديده مؤثر جدا وله أهمية كبرى، فحينما صرخ به الملايين من أبناء السعب اليمني عداءً وموتاً لأمريكا وإسرائيل أسقط أمريكا بكل أوكارها وقواعدها وفضح المنافقين وكشف أقنعتهم وعلى رأسهم أولئك الذين لبسوا عباءة الدين كالوهابيين والتكفيريين ومن دار في فلكهم..
وترى أن الصرخة هي الحكمة التي كشف الله بها لنا كل أعدائنا وأسقط بها كل مخططاتهم ومؤامراتهم..
مؤكدة أهمية الاستمرار في رفع الشعار وأن نستمر في مسار المقاطعة خاصة بعد أن لمسنا أثرهما الكبير والعظيم في تغيير مجرى العدوان الأمريكي الصهيوسعودي علينا وبه انتصرنا على أعدائنا وحققنا انتصارات رائعة ومذهلة تكاد تكون ضربا من الخيال في جبهات القتال وآخرها في الخوبة وكيف مرغنا أنف عدونا وهزمناه هزيمة ساحقة بفضل الله ثم بفضل رجال الله الذين حملوا لواء المشروع القرآني ومبادئه العظيمة فنسفوا به كل معالم زهو العدو وفجوره وطغيانه.