اهتمام رسمي واسع بالمؤتمر الوطني الأول للأمن السيبراني
مسؤولون وخبراء: وجود استراتيجية وطنية للأمن السيبراني في اليمن أمر جوهري وضرورة لا غنى عنها
الثورة / إبراهيم الاشموري
الحضور الرسمي الكبير لكبار قيادات الدولة لفعالية افتتاح المؤتمر الوطني الأول للأمن السيبراني أمس في صنعاء، جسد إلى حد كبير الاهتمام الواسع الذي توليه الدولة والقيادة السياسية لقضية الأمن السيبراني وما تتطلبه من وعي مجتمعي واسع لتلافي كثير من الثغرات الناجمة عن الاستخدام القاصر لوسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة ومواكبة التطورات التقنية والعلمية المتسارعة في هذا المجال ببصيرة وبعد نظر وبما يحافظ على أمن الوطن ومصالح أبنائه وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها اليمن بسبب العدوان والحصار.
ويناقش المؤتمر المنعقد حاليا في صنعاء ويستمر ثلاثة أيام -الذي حضر افتتاحه أمس، محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى ورئيس وأعضاء الحكومة- 20 ورقة عمل عن الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية والتشريعات والقوانين التي تكفل حماية مستخدمي كل ما يتعلق بالشبكات والحواسيب وأنظمة الاتصالات، وذلك سعيا لتحقيق الهدف العام من المؤتمر والمتمثل في معرفة واقع اليمن في الأمن السيبراني والتحديات التي تواجهه وخطط الارتقاء به، والخروج بمسودة استراتيجية وطنية للأمن السيبراني..
المشاركون وأهداف المؤتمر
المؤتمر الذي تنظمه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى ثلاثة أيام، يشهد مشاركة واسعة من قبل المختصين والخبراء
ويقول المشرفون على هذه الفعالية الكبرى إن 700 من الخبراء والأكاديميين والمختصين، سيطرحون رؤاهم وأفكارهم في المؤتمر، انطلاقا من واقع الأمن السيبراني في البلاد وذلك بهدف تعزيز دور وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات ذات العلاقة في مجال الأمن السيبراني، إلى جانب تحديد مجالات التعاون بين الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص للتعامل مع حوادث الأمن السيبراني، وتعزيز الجاهزية والاستعداد لمواجهة المخاطر والتهديدات الالكترونية المختلفة التي قد تتعرض لها منظومة المعلومات للجمهورية والأساليب المثلى لمواجهة الحوادث الأمنية المحتملة إضافة إلى وضع خطة لتأهيل الكوادر الوطنية في مجال إدارة الحالات الطارئة والتعامل مع مخاطر الهجمات السيبرانية، والاستخدام الأمن لوسائل تقنية المعلومات دون إغفال لقضية نشر الوعي لدى المجتمع اليمني بالآليات والإجراءات المتبعة للتعامل مع المخاطر والتهديدات السيبرانية.
أتمتة الجهاز الحكومي
كان لافتا من تأكيد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي -خلال افتتاح المؤتمر وتشديده على أهمية مواكبة العلوم والتطور التكنولوجي المستمر خاصة في مجال الأمن السيبراني ومواكبة كل جديد في مجال ثورة المعلومات والتطورات التقنية والعلمية- الحرص على تطوير الأداء الحكومي وتعزيز إجراءات الحماية وتجلى ذلك بوضوح في توجيهاته بأتمتة أعمال جميع الوزارات لتسهيل الحصول على المعلومات والبيانات في نافذة واحدة.. مؤكدا قدرة اليمنيين على إحداث ثورة في التقنيات الحديثة والأمن السيبراني..
رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور أكد من ناحيته على أهمية المؤتمر الذي يجسد صورة للعمل التشاركي بين مختلف العقول الأكاديمية في القطاعين العام والخاص للخروج بنتائج عملية تساهم في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال الحيوي.
مشيراً إلى أن الشعب اليمني يواجه دول العدوان بما تمتلكه من إمكانيات معززة بقدرات مالية وتقنية كبيرة يساندها الكيان الصهيوني وذلك للعام لسابع على التوالي.. مشددا على أن العدوان المتواصل على اليمن يحتم اعتماد التدابير الكفيلة بتعزيز أمن المعلومات بصورة مستمرة.
وأكد الدكتور بن حبتور، حرص حكومة الإنقاذ على إنجاح مؤتمر الأمن السيبراني وتحقيق الاستفادة القصوى من مخرجاته عمليا.. حاثا المسؤولين في كافة الجهات على استشعار المسؤولية تجاه الوطن في ظل ما يواجهه من تحديات كبيرة بما في ذلك المتصلة بالأمن السيبراني.
هذا الجانب الهام أكد عليه كذلك نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان حيث أوضح في كلمته أن الأمن السيبراني وأمن المعلومات ومواجهة الحرب الناعمة لا تقل أهمية عما يسطره أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية من ملاحم بطولية فيجبهات العزة.
وأشار الرويشان إلى أن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حذر من الحرب الناعمة وإغفال الأمن السيبراني في خطاباته.. لافتا إلى أهمية رفع مستوى الوعي لدى المواطن فيما يتعلق بالاستخدام الصحيح للمعلومات.
وأوضح الفريق الرويشان، أن قوى الاستكبار تعمل على بث الشائعات والسلوكيات الخاطئة وتشويه المفاهيم، في إطار الحرب الناعمة التي تعد أخطر من الحرب العسكرية كونها أداة المستعمر الفكرية لإحداث فراغ اجتماعي.
حتمية استراتيجية الأمن السيبراني
وجود استراتيجية وطنية لليمن في الأمن السيبراني بات أمراً جوهرياً وضرورة ملحة لاغنى عنها وهذا ما أكد عليه المهندس مسفر عبد الله النمير وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث أوضح خلال الافتتاح أن رؤية الوزارة تجاه الأمن السيبراني تهدف إلى خلق بيئة سيبرانية آمنة ومرنة في الدولة والقطاع الخاص.
وأضاف المهندس النمير” أضحى وجود استراتيجية وطنية لليمن في الأمن السيبراني أمرا جوهرياً وهو الغاية الرئيسية التي نسعى إليها من هذا المؤتمر الوطني من خلال مشاركة نخبة من الكفاءات والكوادر في هذا المجال من كافة الجهات والشركات والقطاعين العام والخاص.” منوها بأن وزارة الاتصالات تسعى لتحقيق التحول الرقمي الآمن لليمن ونشر الخدمات الرقمية للمواطنين، ومساعدة الأفراد والمبدعين على تحقيق طموحاتهم وتمكين الشركات من التطوير والعمل على خدمة المجتمع واستكمال وتحديث الإطار التشريعي والقانوني الملائم لأمن الفضاء السيبراني ومكافحة الجرائم وحماية الخصوصية من خلال إصدار قوانين وتشريعات هامة واستكمال وإصدار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وإعداد قانون حماية البيانات الشخصية.
ولفت وزير الاتصالات إل العدوان السعودي يواصل خروقات ى أهمية وضع وتنفيذ برامج وأنشطة وطنية للتوعية المجتمعية الرقمية والاستخدام الأمن للانترنت وحماية الأطفال، وبناء القدرات من خلال برامج التدريب والتأهيل في مجال الأمن السيبراني المرتبط بالبنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعكس ذلك في المناهج التعليمية والفنية والجامعية.
مصطلحات تعريفية
الأمن السيبراني اصبح قضية هامة للمجتمع بشكل عام مؤسسات وأفراداً وهنا لابد من إعطاء لمحة تعريفية عن بعض مكونات هذه القضية من حيث المصطلحات والمسميات ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعريف الأمن السيبراني الذي يعني- كما يقول المسؤولون والخبراء- مجموعة الأدوات والسياسات والمبادئ التوجيهية ونهُج إدارة المخاطر والإجراءات والتدريب وأفضل الممارسات وآليات الضمان والتقنيات التي يمكن استخدامها في حماية توفر وسلامة وسرية الأصول في البنى التحتية الموصولة التابعة للحكومة والمنظمات الخاصة والمواطنين، وتشمل هذه الأصول أجهزة الحوسبة الموصولة والموظفين والبنية التحتية والتطبيقات والخدمات وأنظمة الاتصالات والبيانات في البيئة السيبرانية .
ويتمثل الهدف الأسمى للأمن السيبراني في القدرة على مقاومة التهديدات المتعمدة وغير المتعمدة والاستجابة والتعافي، وبالتالي التحرر من الخطر أو الأضرار الناجمة عن تعطيل أو إتلاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو بسبب إساءة استخدامها ويتطلب حماية الشبكات وأجهزة الكمبيوتر، والبرامج والبيانات من الهجوم أو الضرر أو الوصول غير المصرح به، ونتيجة لأهمية الأمن السيبراني في واقع مجتمعات اليوم فقد جعلته العديد من الدول على رأس أولوياتها، خاصة بعد الحروب الإلكترونية التي بدأت تظهر تجلياتها بين بعض الدول الكبرى، في إشارة صريحة إلى نهاية الحروب التقليدية التي كانت تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، والإعلان عن بداية حروب جديدة تُعرف بالحروب الإلكترونية.
خصائص وأنواع الأمن السيبراني
يتميز الأمن السيبراني بمجموعة من الخصائص منها:
– طابع متعدد التخصصات الاجتماعية والتقنية.
– درجة عالية من التغيير والترابط وسرعة التفاعل.
ويعد الأمن السيبراني مصطلحاً شاملاً للعديد من مجالات التطبيق ، وأشهر أنماط الأمن السيبراني تتمثل في الآتي:
أمن الشبكات
هو ممارسة تأمين شبكة الكمبيوتر من العناصر المتطفلة والانتهازية، سواء المهاجمين المستهدفين، أو البرامج الضارة.
أمان التطبيقات
يتركز في الحفاظ على البرامج والأجهزة خالية من التهديدات، إذ يمكن أن يوفر التطبيق المخترق الوصول إلى البيانات المصممة للحماية، وإنّ تطبيق مفهوم الأمان الناجح يبدأ في مرحلة التصميم الأوّلي قبل نشر البرنامج أو الجهاز.
أمن المعلومات
يحمي سلامة وخصوصية البيانات، سواء في مرحلة التخزين أو التناقل.
الأمن التشغيلي
يشمل العمليات والقرارات التي تتعامل مع أصول البيانات، وتكفل حمايتها.
إن الأذونات التي يمتلكها المستخدمون عند الوصول إلى الشبكة، والإجراءات التي تحدد كيف وأين يمكن تخزين البيانات أو مشاركتها، كلها تقع تحت هذه المظلة.
وستواصل “ الثورة “ في إطار تغطيتها الشاملة لفعاليات المؤتمر، التعريف ببقية مفردات الأمن السيبراني والتهديدات التي تحدق بالمستخدمين وغير ذلك من المواضيع المرتبطة بها في تناولات قادمة بمشيئة الله.
تصوير/فؤاد الحرازي