الثورة / عبدالله محمد
منذ الوهلة الأولى تتمحور قضية القدس في صلب اهتمامات أبناء شعبنا اليمني الأحرار الذين يواجهون العدوان السعوصهيو أمريكي لأننا محور واحد وقضية واحدة ومعركة مصيرية مشتركة، وجسد واحد يشد بعضه بعضا. إذا نادت القدس لبَّت صنعاء وهبَّت بيروت وتداعت دمشق وطهران، ذلك ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1442هجرية والتي كانت بمثابة المحددات التي شخَّصت العلل ووضعت العلاج. سيلاحظ الجميع أنه وعلى الرغم من حضور القضية الفلسطينية في كل خطابات ومحاضرات السيد القائد، إلا أن كلمته يوم الخميس الماضي كانت كلمة الفصل التي أكد فيها الموقف المبدئي والثابت للشعب اليمني في مباينة الأعداء والتصدي لهم والتعاون مع محور المقاومة لتعزيز الجهود أكثر فأكثر.. وأنه سيكون حاضراً بكل ما يستطيع وبكل فاعلية في إطار محور المقاومة وفي إطار معادلة القدس.
فلسطين البوصلة
وكما هو معلوم أن العدوان على اليمن كان من أول أهدافه السعي لتغيير موقف الشعب اليمني تجاه أمته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي جعلها قضيته الأولى والمركزية، مهما أوغل العدوان الصهيو أمريكي في إجرامه ووحشيته وحصاره، ومهما كانت التضحيات التي يقدمها اليمن، فلن يغيِّر موقفه تجاه قضايا أمته، وقد فشل الأعداء في التأثير عليه وهو ما أكده قائد الثورة – يحفظه الله- في كلمته.
نغمة بالية
تتكشف يوما بعد آخر الذرائع الواهية والكاذبة التي يروِّج لها تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي في عدوانه على اليمن وارتكابه أبشع الجرائم الوحشية بحق اليمن واليمنيين، والسعي لاحتلاله ونهب خيراته وثرواته النفطية والغازية، والسيطرة على موائئه وممراته الدولية، وفي هذا السياق لفت قائد الثورة إلى أننا حين ندافع عن بلدنا تجاه العدوان وجرائمه الوحشية بحق اليمنيين والحصار الجائر، يتهموننا بتنفيذ الأجندة الإيرانية، وحين يقاوم أبناء الشعب الفلسطيني كيان الاحتلال الصهيوني يسارع العملاء لاتهامهم بتنفيذ الأجندة الإيرانية، وهذه نغمة بالية، ومنطق إسرائيلي وأمريكي.
موقف أصيل
لقد جسَّد السيد القائد بموقفه الحكيم والواضح والصادق والأصيل كرجل قول وفعل المسؤولية الإسلامية والهوية اليمنية الإيمانية، وأكد في خطابه الأخير حضور اليمن قيادة وشعبا ضمن المعادلة التي أعلنها السيد نصرالله في أن التهديد للقدس يعني حربا إقليمية في إطار محور المقاومة، فاليمن حاضر بالكلمة والمال والعتاد وبكل ما يستطيع أن يقدمه، ولن يتوانى مهما كانت شدة المعاناة التي يمر بها، لافتا إلى أن سماحة السيد نصرالله، حين يتأثر من حملة التبرعات التي يقدمها الشعب اليمني لفلسطين، فهو يدرك أن ذلك يأتي من واقع المعاناة الشديدة لشعبنا.
إشادة مستحقة
لم يغفل قائد الثورة في كلمته، الإشادة بالموقف المشرِّف للجمهورية الإسلامية في إيران تجاه شعوب الأمة المظلومة، وهو موقف شجاع من قيادة شجاعة، مشيرا إلى أن موقف إيران موقف مسؤول تشكر عليه، وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها السيد القائد الشكر لإيران، فقد وجه الشكر لها مرات عديدة على مواقفها تجاه الشعوب المستضعفة والمظلومة في فلسطين ولبنان واليمن.
خيانة تستهدف الأمة
لقد شخَّص السيد القائد في كلمته الواقع العربي المخزي والانبطاح المهين والفاضح للأنظمة العميلة التي سعت لإقامة علاقات مع إسرائيل وطبَّعت معها بصورة علنية ورسمية، وكذا المؤامرة التكفيرية التي استهدفت سوريا وحزب الله والشعب العراقي، وكل هذه المواقف عار وخزي وخيانة تستهدف الأمة وتقدِّم خدمة أمريكا وإسرائيل، ونحن كيمنيين وبقية شعوب محور المقاومة ماضون في الموقف الصحيح في التصدي لخطر الأعداء والمقاطعة والمباينة، حتى يتحقق النصر على الأعداء «نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ».