الجهاد بالمال دعماً لفلسطين واجب المرحلة وبوابة النصر
أكاديميون يؤكدون لـ”الثورة” أهمية دعوة السيد عبدالملك الحوثي لدعم الشعب الفلسطيني
يوماً بعد آخر يؤكد أبناء الشعب اليمني وقيادتهم الحكيمة موقفهم الثابت ووقوفهم الصادق مع القضية الفلسطينية والاستعداد للتضحية بأرواحهم لنصرة الشعب الفلسطيني، فبعد الحشود اليمنية الهادرة التي خرجت إلى الساحات لإحياء يوم القدس العالمي، ها هم اليمنيون اليوم يدشنون حملة التبرع الواسعة لإخوانهم الفلسطينيين تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الذي دعا للجهاد بالمال لنصرة أهلنا في فلسطين جراء ما يتعرضون له هذه الأيام من تصعيد وقتل وتنكيل من قبل المحتل الإسرائيلي بمشاركة بعض الأنظمة العربية العميلة التي لم تتوان في انتقاد الرد الفلسطيني بالصواريخ، متجاهلة ما يقوم به هذا الكيان الغاصب الذي لا تقف أطماعه عند احتلاله فلسطين فقط بل يطمح لاحتلال جميع الدول العربية والإسلامية، والدور سيأتي لا محالة على كل من هرول للتطبيع مع اليهود أعداء الإسلام…
أكاديميون اكدوا لـ”الثورة” أهمية حملة الجهاد بالمال واعتبروها واجب المرحلة وبوابة النصر والتضحية بالدماء والأرواح، فإلى التفاصيل:
الثورة / أحمد السعيدي
الدكتور/ احمد عبدالملك حميد الدين – مستشار المجلس السياسي الأعلى -أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء تحدث عن أهمية حملة التبر لصالح الشعب الفلسطيني قائلا:
” القضية الفلسطينية قضيتنا الأساسية وما تتعرض له بلادنا من عدوان وتكالب علينا من دول التحالف ومن خلفهم الدول العظمى ليس إلا بسبب أننا جعلنا قضية فلسطين قضيتنا الأساسية وهي قضية المسلمين جميعا ولكن المسلمين اليوم خاضعون لأنظمتهم المرتهنة لدول الاستكبار العالمي ولا غرابة أن يقوم السيد القائد عبدالملك الحوثي ويدعو الشعب اليمني رغم معاناته واحتياجاته والعدوان والحصار عليه، لا غرابة أن يدعوهم للمساهمة في حملة التبرع للشعب الفلسطيني ولو كانت اليمن تجمعها حدود مع فلسطين لكان الجهاد بالنفس حاضراً ،بل ولأصبح المجاهدون اليمنيون على مشارف الأقصى، ولذلك تم إنشاء الحساب للتبرع وقد شهد الحساب إقبالاً غير عادي وهذا ما يجعل شعور الشعب اليمني أن فلسطين، القضية المحورية ”
وأثناء توجيه السؤال للدكتور احمد عن مدى استعداد الشعب اليمني للتضحية بأرواحهم فداء لفلسطين، قاطعني قائلا:
“طبعا، اقسم بالله العظيم لو جاءت الفرصة وفتحت الطريق فإنني سوف احمل سلاحي وأموالي في هذه اللحظة نصرة لفلسطين ونصرة لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يسطرون بطولات ومواقف خالدة كيف لا وقد وصفهم القرآن بالجبارين فهم القادرون على تحرير الأقصى والاعتماد عليهم في محله فهم الثابتون منذ 48 وما قبل الإنجليز، فما جعل الله النصر لهذا البلد إلا لأن فيها هؤلاء الجبارين، أما رسالتي للمسلمين المحايدين والمتفرجين وأصحاب الكنبة كما يقول إخواننا المصريون فهي أن الأحداث التي تدور اليوم بأرض فلسطين تقيم عليكم الحجة فاتقوا الله ولا حياد اليوم لا بد أن تشارك بمالك بنفسك أليس لديكم شعور بالمسؤولية وأينه اليوم الشعوب الإسلامية الحرة في تركيا وفي قطر وفي الدول المطبعة، ألم تتحرك ضمائركم أيها المسلمين وأنتم ترون الشعب الفلسطيني يقتل فهذه القضية حركت الإنسان غير المسلم فنرى المظاهرات بعشرات الآلاف في أمريكا وأوروبا من بشر ليسوا مسلمين خرجوا يهتفون بالشعارات كفى يا أمريكا فإسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني، فالضريبة التي ندفعها تقدمونها لإسرائيل لقتل الفلسطينيين بل وصل الأمر إلى أن أعضاء من الكونجرس الأمريكي تبنوا معارضة شديدة للإدارة الأمريكية بسبب مواقفها المعادية للشعب الفلسطيني “.
قائد بحجم الأمة
أما الدكتور عبدالوهاب الوشلي – مساعد رئيس جامعة صنعاء سابقا قال عن القضية الفلسطينية وحملة التبرع لصالحها:
” كانت (قضية الأقصى وفلسطين) مجرد شعارات كلامية يرددها قادة الدول العربية والساسة العملاء، كنوع من التخدير العاطفي للشعوب التي كانت تظن أن أنظمتها لن تبيع هذه القضية، حتى قيض الله محور المقاومة الذي اتخذ الجهاد العملي مسارًا مستمرًّا لتحرير فلسطين كل فلسطين من دنس العدو الصهيوني.
ولا بد للتاريخ أن ينقل للأجيال القادمة أنه كان هناك سيد وقائد ناشد قومة وشعبهُ بجمع تبرعات للمقاومة الفلسطينية رغم أن قومه وشعبهُ وبلدهُ يتعرضون لما هو أشد وأقسى مما يتعرض لهُ الفلسطينيون، من حرب إجرامية وعدوان سعوصهيو أمريكي إماراتي، وحصار خانق، ومصادرة المرتبات وحرب اقتصادية للعام السابع على التوالي.
وأضاف: إن السيد الشاب عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله قائد المسيرة القرآنية، قائد بحجم الأمة الإسلامية، استشعر مسؤولية القائد وأكد واحدية العدو الصهيوني، وواحدية الموقف المحق والدفاع والمقاومة الوطنية العربية الإسلامية، من القدس إلى صنعاء، بالمقابل نجد أن السعودية منعت مواطنيها من التبرع لفلسطين، وسجنت قادة حماس لديها خدمة للصهيونية، ورفضت مبادرة السيد العلم بمبادلة أسرى فلسطينيين لديها مقابل أسراها الطيارين السعوديين المعتدين على اليمن التي عرضها عليها السيد القائد.
وتحظر حكومة السعودية التبرع الشعبي لفلسطين التي تتعرض للعدوان الصهيوني اليوم، وهذا يعني أن التبرع الحكومي والشعبي السعودي سيكون لصالح إسرائيل المجرمة كونها الأقرب لبني سعود، وكذلك نجد الإمارات التي طبعت مع العدو الصهيوني، يتحد موقفها مع العدو، فالطيارة الإماراتية “مريم المنصوري” التي قصفت صنعاء لسبعة أعوام تشارك اليوم في عمليات قصف مدينة غزة بفلسطين، بحسب المواقع الصهيونية، ويقدم محمد بن زايد ولي عهد حاكم الإمارات تبرعات بمبلغ 25 مليون دولار لأسر الصهاينة، الذين قتلوا بقصف المقاومة الفلسطينية على منازلهم التي ترد على العدوان الصهيوني، ويقوم حكام الإمارات وبني سعود بشراء المنازل المجاورة للمسجد الأقصى وتقديمها هدية لليهود.
وأكد أن الموقف الرسمي العربي الذي نتذكر معه قوله تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) السعودية والإمارات وغيرهما من المطبعين العرب المتصهينين، سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلا، وسيعلمون انهم بنوا بيتا من ورق عندما راهنوا على دولة الكيان الصهيوني، عندما ينتصر الحق الفلسطيني، وهنا تأتي أهمية دعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي للتبرع للشعب الفلسطيني، عملا بقوله تعالى:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)، اليمن المحاصر يدشن حمله تبرع بالمال من أجل فلسطين ضربه قوية في وجه دول الخليج الغنية بالمال، التي تعتدي على اليمن للعام السابع، والشعب اليمني يمرغ انفهم بالتراب للعام السابع.
وتوحدت العبارات بين صنعاء والقدس، شردوا شردوا، فما اجمل هذه العبارات في شوارع فلسطين اليوم بعد سماعنا لها في جبهات وبمادين المواجهة مع قوى العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني.
لقد أكد سيدي ومولاي قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن الجميع معنيون أن نتقي الله، وأن نضبط تصرفاتنا ومواقفنا وسائر أعمالنا بميزان التقوى.
وقال الدكتور الوشلي: لقد تبددت اليوم أحلام صفقة القرن الترامبية، وخيالات «المطبعين» من الحكام العرب بطابع الخنوع والعار، بددتها حرارة انتفاضة الشعب الفلسطيني وقواه الحية، والواقع الفلسطيني اليوم غيره بالأمس، وواقعه في الغد غيره اليوم! وأصبح عصيا على الشطب والاقتلاع ولا تستطيع قوة في الأرض منعه من انتزاع حقوقه العادلة! بوجود محور مقاوم من الشام إلى اليمن، وإعلان المقاومة الفلسطينية إدخال طائرات مسيرة انتحارية كسلاح جديد لقصف إسرائيل يعد تقدماً غير مسبوق، المقاومة غيرت شكل الصراع العربي الإسرائيلي بشكل كارثي على إسرائيل فنقل الحرب لعمق تل أبيب وتعطيل مطارات وموانئ إسرائيل لم تبلغه الجيوش العربية منذ أكثر من 73 عاماً من عمر الاحتلال، ما أشبه اليوم بالبارحة بين العدوان على لبنان عام2006م وبين العدوان على غزة 2021م، اعتقد الكيان الصهيوني بانتصار ساحقاً وسريعاً واليوم هاهي صواريخ المقاومة في فلسطين تصل إلى كل مستوطنة في الأراضي المحتلة.
لعشرات السنين وإعلام أنظمة الذل العربية يصوِّر لنا أن إسرائيل لا تقهر وانه يصعب قصفها وان لديها قبة حديدية حتى ظننا أن هناك قبة من الأستيل تغطي الكيان الصهيوني يصعب اختراقها وفي لحظة مجموعة صواريخ بدائية كشفت أكذوبة تضخيم إسرائيل، فقط كانت الأنظمة العربية العميلة تتهرب من المسؤولية بكذبة القبة الحديدية.
في العدوان على غزة رأينا إسرائيل تقصف البيوت والعمارات والمساجد والجامعات والمستشفيات والمدارس والبنوك والطرق وكل ما يتعلق بحياة المواطن في غزه.
في ملحمة بطولية، يسطر اليمانيون والفلسطينيون، أروع الصور في مواجهة الكيان الصهيوني ووكيليه السعودي والإماراتي.
عن ذلك تحدث المفكر الفلسطيني الدكتور سيف دعنا قائلاً:
إذا كان العدو الصهيوني كسب محمد بن زايد فإن فلسطين كسبت السيد عبدالملك الحوثي وشتان بين مكسب شعبنا الفلسطيني ومكسب العدو.
من اليوم وصاعد: لن يأمن كل معتد أثيم من أنظمة الاستكبار الظالمة، لن يأمن من الرد الموجع عندما يعتدي على الشعوب المستضعفة، فليفكر ألف مرة قبل البدء بعدوانه.
اليمن وفلسطين أنموذجاً
واليوم نجد 25 عضواً في الكونجرس الأمريكي يؤكدون برسالة لوزير الخارجية بلنكن أن ممارسات إسرائيل هي جرائم حرب، هذا التطور شديد الأهمية نقلة كبيرة بساحة المعركة وانقلاب كبير في موازين القوى فإسرائيل قامت ودعمها كثير من الدول على مستوى العالم خاصة أمريكا بأكاذيب، تبددها المقاومة يكسر أهم أسلحة إسرائيل، ألا وهو الدعم الأمريكي اللا محدود”.
مشاعر الشعب اليمني
بدوره تحدث الأكاديمي كمال ابو طالب – وكيل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لقطاع الإذاعات المحلية عن أهمية دعوة السيد عبدالملك للتبرع للشعب الفلسطيني في هذه الظروف بالذات حيث قال:
في البداية نرفع أسمى آيات التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد لكافة أبناء أمتنا الإسلامية والشعب اليمني بقيادته الثورية و السياسية ولكم في صحيفة “الثورة” أما بعد فإن لدعوة السيد القائد حفظه الله للتبرع للشعب الفلسطيني عدة جوانب أو نقاط نريد الإشارة إليها ألا وهي أولاً: الدعوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، فهذا جزء لا يتجزأ من عقيدة يؤكد عليها على الدوام ، وهذه العقيدة أو الالتزام ينص على أن فلسطين هي قضيتنا الأولى والقبلة الأساسية للأمة كرمز للجهاد ضد حلف الشر الصهيوني الذي يسعى لاحتلال وتدمير المنطقة بكلها وجر شعوبها إلى كل المفاسد واستعبادهم بكل ما تعنيه الكلمة .
ثانيا: الدعوة كانت ضمن خطاب قوي ومبادر ويدل على جهوزية عالية واقتدار في تقدير الموقف وضرورات التحرك في المرحلة ، وهذا ما يحسب له العدو الإسرائيلي ألف حساب ، فالسيد القائد يشير إلى قدرات الشعب اليمني ويضعها في متناول المجاهدين الفلسطينيين ضمن محور مقاوم مجاهد مناهض للمحور الصهيوني بمكوناته .
ثالثا: الدعوة عبرت عن مشاعر الشعب اليمني ونطقت بلسانه ، وفي ذات الوقت تشكل تهيئة إيمانية وجهادية ونفسية للشعب اليمني لأن يكون حاضرا ومشاركا في نصرة قضايا امته المركزية وتنفيذ واجباته الجهادية كنوع من التزكية الإيمانية التي تفرضها هويته كشعب الإيمان، كما أنه أراد من خلال توجيه هذه الدعوة ترويضا واستشعارا واستعدادا لمراحل قادمة تتطلب منه اكثر من مجرد الدعم بالمال ، بل التوجه إلى تطهير الأراضي المحتلة ،
رابعا: ردود الفعل الترحيبية من فصائل المقاومة الفلسطينية المجاهدة التي ثمنت الدعوة وقدرت صدق وقوة موقفها ،حيث أكدت الفصائل الفلسطينية أن مثل هذا التحرك السريع والمدروس ليس بغريب على شعب الإيمان والحكمة وقيادته الثورية المجاهدة الصادقة ، خصوصاً انه تزامن مع مبادرات عربية رسمية باهتة بتحركات شعبية مقيدة من أنظمتها العميلة أصلا التي تعمل لخدمة العدو المحتل” .
القدس والمسيرة القرآنية
الدكتور عرفات الرميمة علق على أهمية الحملة قائلا:
“ تأتي دعوة السيد عبدالملك الحوثي للشعب اليمني لحملة التبرع للشعب الفلسطيني لتؤكد واحدية القضية والتوجه وأن القضية الفلسطينية تشكل القلب النابض بالنسبة للمسيرة القرآنية، فقد عودتنا المسيرة القرآنية على الاحتفاء بيوم القدس العالمي وجعل تحرير القدس من أولويات المشروع القرآني سواء كان على لسان السيد حسين الحوثي رحمة الله تغشاه أو السيد عبدالملك ففي كل محاضراتهما أكدا أن العدو الإسرائيلي هو العدو الأكبر للأمة العربية والإسلامية وهو عدو حضاري وليس سياسياً أو ثقافياً وبالتالي الدفاع عن فلسطين واسترجاعها من أيدي اليهود والصهاينة من أولويات المسيرة القرآنية التي تثبت بأفعالها عمليا تجسيد محاضرات السيد عبدالملك فيما يتعلق بقضية فلسطين فجميعنا نتذكر مبادرته الشهيرة للعدو السعودي الإفراج عن قيادات من حماس مقابل الإفراج عن اسرى سعوديين، فهذه المواقف الثابتة للقيادتين السياسية والثورية تأتي من دافع إسلامي وإيماني وعروبي وتحقيقا لأهداف المسيرة القرآنية التي جعلت من تحرير القدس ضمن اهم أولوياتها التي لن تتخلى عنها، كما أن تحرك الشعب اليمني للمشاركة في هذه الحملة لدعم فلسطين يؤكد أن فلسطين باقية في كل عربي مسلم حر يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن منهجا في هذه الحياة فالقرآن يخبرنا أن عدونا الرئيسي هم اليهود ولا عدو لنا غيره ولذلك علينا تحرير فلسطين من براثن المحتل وبأي طريقة ومنها طريقة الجهاد بالمال باعتبارها اضعف الإيمان، ولكن بما أن موقعنا الجغرافي يمنعنا أن نجاهد بأرواحنا وكما قال السيد عبدالملك أن الشعب اليمني جاهز للدفاع عن فلسطين والتضحية من أجلها متى ما تهيأت له الفرصة جراء ما تتعرض له من هجمة شرسة من قبل اليهود المعتدين “.