في جلسة افتراضية لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية
الصين تدعو الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها واتخاذ موقف عادل تجاه الفلسطينيين
دعت الصين الفلسطينيين والإسرائيليين لإجراء محادثات مباشرة على أراضيها بغية وقف المواجهات.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ بي خلال جلسة مجلس الأمن أمس الأحد “نجدد دعوتنا لفلسطين وإسرائيل لمواصلة ذلك الحوار في الصين، ونرحب بممثلي الجانبين للحضور إلى الصين لإجراء مفاوضات مباشرة”.
وقال وانغ إن “الصين تعمل مع الدول المعنية بشأن البيان الصحفي لمجلس الأمن. وللأسف، ببساطة بسبب عرقلة دولة واحدة، لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد”، في إشارة محتملة لعرقلة الولايات المتحدة إصدار بيان سابق من المجلس مؤخرا حول الوضع.
وتابع الوزير “ندعو الولايات المتحدة إلى إظهار مسؤولياتها الواجبة واتخاذ موقف عادل ، وإلى جانب معظم المجتمع الدولي ، ندعم مجلس الأمن في تهدئة الوضع وإعادة بناء الثقة ودفع التسوية السياسية إلى الأمام”.
إلى ذلك حمل الأردن خلال الجلسة إسرائيل مسؤولية التصعيد الحاد للتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشددا على ضرورة “زوال الاحتلال” وتحرك المجتمع الدولي لإنهائه.
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في كلمة ألقاها أمس الأول خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي عبر الفيديو: “تتحمل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما تسبب من عنف وقتل ودمار”.
وأضاف: “يجب أن يتوقف التصعيد بوقف العدوان على غزة، وبوقف جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي فجرت أساسا هذا التصعيد في القدس المحتلة وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة. يجب التحرك فورا لتحقيق ذلك، ولتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “لا قفز فوق فلسطين. ولا قفز فوق القضية الفلسطينية. فهي أساس الصراع، وحلها على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية”.
واعتبر أنه “يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا لإيجاد أفق حقيقي لإطلاق مفاوضات جادة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين ووفق المرجعيات المعتمدة وعلى قاعدة الأرض مقابل السلام”.
واتهم الصفدي إسرائيل بأنها “تنسف كل الفرص لتحقيق سلام عادل وشامل” مع الفلسطينيين، مجددا أنه “يجب على هذا الاحتلال اللاإنساني أن يزول”.
من جهة أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن التصعيد الأخير للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بدأ مما وصفه بأنه عملية تهجير ممنهجة جرت في حي الشيخ جراح بالقدس.
وفي كلمته في أثناء جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو كونفرانس لمناقشة التصعيد الأخير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار شكري إلى أن أوضاع اليوم جاءت نتيجة لما وصفه بتراجع جهود السلام في الفترات الماضية.
وتابع شكري أن الممارسات الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين لم تقتصر على عمليات التهجير القسرية وتوسيع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة بالضفة العربية والقدس الشرقية، بل وصلت إلى حد “انتهاك حرمة شهر رمضان الكريم”، في إشارته إلى الأحداث في المسجد الأقصى وحوله.
وشدد وزير الخارجية المصري على أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
وفي تطرقه إلى تبادل الضربات بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، أكد شكري أن مصر سعت للوقف الفوري لوقف إطلاق النار بهدف إنقاذ أرواح الأبرياء.
من جهته دعا وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، في كلمته إلى توفير حماية دولية للفلسطينيين، وقال في كلمته إن “ما يعيشه الفلسطينيون حاليا هو تكرار لما عاشوه على امتداد عقود… ومن الواجب السياسي والأخلاقي والقانوني تحديد المسؤوليات”.
ودعا الجرندي المجموعة الدولية ومجلس الأمن إلى “توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتحمل مسؤولياتها وحمل إسرائيل على إنهاء الاحتلال”، لافتا إلى أن “تونس ستواصل جهودها لوقف فوري لإطلاق النار”.
وجدد الجرندي التزام بلاده بمواصلة المساعي البناءة “حتى تحقيق تسوية شاملة وعادلة” للقضية الفلسطينية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصف الأوضاع في غزة بالمروعة وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الوضع المروع في غزة والذي تطلب عقد اجتماع جديد على مستوى مجلس الأمن الدولي، من شأنه أن يقوض جهود إحياء عملية السلام وإحلال السلام.
وأضاف غوتيريش، في مستهل الجلسة الطارئة، أن أعداد الوفيات والإصابات بين صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية أمر غير معقول.
وأكد أن العنف له تداعيات خطيرة على أمن المنطقة على اتساعها، وقال إن “الأزمة الإنسانية والأمنية التي لا يمكن احتوائها تفاقم الوضع ليس فقط في الأراضي الفلسطينية وإنما في المنطقة بشكل عام، ما يسبب انعدام الاستقرار بشكل كبير”.
وأعرب عن أسفه لارتقاء الكثير من الشهداء في قطاع غزة ومن بينهم أسر كاملة، إضافة إلى مغادرة آلاف الفلسطينيين لديارهم وتوقف الأطفال عن التوجه إلى المدارس بسبب العدوان، فيما الموارد الطبيعية مستهلكة بشكل فعلي بعد العام الماضي الذي شهد انتشار جائحة “كورونا”.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة السماح للصحفيين بالعمل دون خوف في القطاع، منوها بأن تدمير المكاتب الإعلامية في غزة أمر غير مقبول على الإطلاق.
وأضاف أن الوضع الراهن والانتهاكات الإسرائيلية في الأماكن المقدسة بمدينة القدس لا بد أن يتوقف، ولا بد أن تحترم هذه المواقع.