عهد الاستفراد بالقدس ولَّى إلى غير رجعة

هنية: مستمرون في التصعيد ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس

 

 

الفصائل الفلسطينية تحذر العدو الصهيوني من التمادي في عدوانه

عواصم / وكالات

تدخلت الولايات المتحدة كعادتها لصالح الكيان الإسرائيلي، بعرقلتها إصدار مجلس الأمن الدولي بيانا بشأن الأحداث في مدينة القدس المحتلة، معتبرة أن الوقت غير مناسب لتوجيه الرسائل العلنية بهذا الشأن، فيما قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تزعم العمل على تهدئة الوضع من خلف الكواليس.
وتهدئة الوضع من جانب أمريكي لن يكون إلا على حساب الفلسطينيين أصحاب الأرض وفي الساعات الحرجة التي يمر بها هذا الكيان اللقيط، وفي غير ذلك فإن الولايات المتحدة مشارك فعلي في العدوان الإسرائيلي، ولن تكون خطواتها إلا منصبة لصالح الاحتلال.
من هنا جاء الرد الفلسطيني على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية بقوله إن المقاومة قررت أن تستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، وكذلك قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، إن الجهود السياسية لوقف اطلاق النار لا معنى لها إن لم يتوقف العدوان الصهيوني.

تعنت إسرائيلي
في المقابل أعلن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن القدس المحتلة هي عاصمة أبدية لكيانه وان عمليات البناء ستستمر في جميع أحيائها، وان حركة حماس تخطت الخط الأحمر وان كيانه سيرد بقوة على ذلك، وتوعد بأن الكيان لن يتسامح مع استهدافه وان كل من هاجم قواته سيدفع ثمنا باهظا، على حد تعبيره، مضيفا أن الصراع الحالي قد يستمر لفترة معينة، مجددا تأكيده على أن فصائل المقاومة في قطاع غزة تخطت الخط الأحمر وان ردها على الاعتداءات في القدس المحتلة هو اعتداء.. هكذا.

أوجه الشبه مع حرب تموز 2006م
إن ما يدور حاليا يذكرنا بالعدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب الـ33 يوما 2006م، حيث سارعت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المؤسسة الأممية “صنيعة الاستكبار العالمي” إلى التدخل المباشر لإنقاذ الكيان الإسرائيلي من ورطته في عدوانه على لبنان بعد أن كان ميزان القوة إلى جانب الكيان الإسرائيلي طيلة شهر كامل، لكن سرعان ما تبدلت المواقف على المستوى الأممي والأمريكي والأوروبي عندما مالت كفة ميزان القوة والصمود إلى جانب المقاومين اللبنانيين، عندها.. تدخلت المؤسسة الأممية لإنقاذ هذا الكيان اللقيط من ورطته.
وحينذاك انبرى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في حينه ليقول إن زعماء لبنان و’إسرائيل’ وافقوا على وقف لإطلاق النار اعتبارا من صباح يوم الاثنين 14/ 8/ 2006م، لإنهاء الحرب الدائرة منذ شهر بين الكيان الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله. وحث عنان في بيان له، الجانبين على وقف القتال فورا وأكد لهما أن قوة الأمم المتحدة على الأرض ستعمل معهما لمراقبة الالتزام بقرار مجلس الأمن، في وقت تخلت فيه هذه القوة عن مسؤولياتها طيلة شهر من العدوان الإسرائيلي ولم تحرك ساكنا.

وإن عُدُّتم عُدنا
واليوم ها نحن نمر بتصعيد إسرائيلي جديد مماثل لحرب تموز 2006م، لكن هذه المرة ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض..
وجاء في تصريح صحفي صادر عن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية القول: إن إرادة شعبنا تنتصر، ونحن قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وكان الفعل المقاوم هو صاحب القول سريعا حيث اطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عشرات الصواريخ نحو مستوطنات وبلدات كيان الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة وعدة مناطق ردا على جرائم الاحتلال، وقالت مصادر إعلامية انه تم اطلاق نحو 150 صاروخا وقذيفة باتجاه مناطق الاحتلال، وافاد شهود عيان بأن أصوات انفجارات سمعت في القدس المحتلة وقد انطلقت على اثرها صفارات الإنذار، وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن ما تسمى بـ”القبة الحديدية” العاجزة أساسا عن صد حتى صاروخ بدائي الصنع تمكنت من إسقاط صاروخ واحد من اصل 7 اطلقت باتجاه القدس المحتلة، فيما أعلنت بلدية تل أبيب أنها قررت فتح الملاجئ العامة في المدينة.

معركة “سيف القدس”
وكان قد صدر بيان مشترك عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية جاء فيه: إن فصائل المقاومة الفلسطينية ونصرة للمدينة المقدسة وردا على جرائم الاحتلال بحق أهلها، واستجابة لصرخات أحرارها وحرائرها، تمكنت وفي إطار الغرفة المشتركة وضمن معركة “سيف القدس” من توجيه ضربات للاحتلال، افتتحتها بضربة صاروخية للقدس المحتلة واستهداف مركبة صهيونية شمال القطاع، تلاها قصف صاروخي مكثف استهدف محيط تل أبيب ومواقع العدو في المدن المحتلة ومغتصبات ما يسمى بـ “غلاف غزة”.
ووجهت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بإعلان أربعة ثوابت هي:
أولاً: نقول للعدو بأننا سبق وأن حذرناه من التمادي في عدوانه على مقدساتنا وأبناء شعبنا، لكنه استمر في غيّه بلا وازع ولا رادع، لذا فقد آن الأوان له أن يدفع فاتورة الحساب.
ثانياً: لقد راكمنا قوتنا لحماية أبناء شعبنا في كل مكان ولن نتخلى عنهم مهما كانت التبعات، فسلاحنا هو سلاح لكل شعبنا أينما كان.
ثالثاً: ليعلم العدو الجبان بأن عهد الاستفراد بالقدس والأقصى قد ولى إلى غير رجعة.
رابعاً: نطمئن أبناء شعبنا عامةً وفي القدس خاصةً، بأن المقاومة التي راهنتم عليها لن تخذلكم وستبقى درعكم وسيفكم.

الفصل العنصري
من جانبها قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”: إن الوحشية التي تتعامل بها سلطات الاحتلال مع المتظاهرين الفلسطينيين في القدس، ناجمة عن منهجية القوة المفرطة، والإفلات من العقاب عن الانتهاكات الجسيمة، وإن قوات الاحتلال تسعى بذلك إلى قمع المظاهرات، وبالتالي سحق التصدي للفصل العنصري.
ولم يقتصر التوحش الإسرائيلي على الآلة العسكرية القمعية بل شارك المستوطنون المحتلون قوات الاحتلال في الهجمة الشرسة ضد الفلسطينيين، حيث استشهد “على مستوى المستوطنين المحاربين” فلسطيني وأصيب آخرون برصاص مستوطنين خلال مواجهات في مدينة اللد داخل الخط الأخضر.
إلى ذلك قالت مصادر طبية وإعلامية فلسطينية إن الشاب موسى حسونة استشهد جراء إصابته برصاص مستوطن خلال مواجهات بين الفلسطينيين ومستوطنين مسلحين في مدينة اللد شمال غرب القدس المحتلة، فيما تناقلت بعض المصادر أنباء عن استشهاد شاب فلسطيني ثان في مدينة اللد أيضا برصاص المستوطنين.

قد يعجبك ايضا