أكثر من 80 موقعاً أثرياً ومعلماً تاريخياً تم تدميرها من قبل العدوان والتنظيمات الإرهابية
نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأستاذ/ عبدالله ثابت: احتضنت اليمن على امتداد التاريخ الدويلات اليمنية الصانعة للتاريخ فأصبحت متحفاً مفتوحاً
لدينا ملف كامل عن القطع الأثرية المهربة والتي يتم عرضها في المزادات العالمية، وسيتم رفع قضية دولية لاستعادتها
نظمنا مؤتمر الآثار الوطني الأول بمشاركة أكاديميين وباحثين من جميع المحافظات الجمهورية
مؤخراً تم اكتشاف مقبرتين صخريتين لمومياوات تعود إلى آلاف السنين شمال العاصمة صنعاء
أوضح الأستاذ عبدالله ثابت -نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأهمية التاريخية للمواقع الأثرية باعتبارها نتاج إحدى الحضارات الإنسانية الأولى، وأشار إلى أن اليمن تعتبر متحفاً مفتوحاً احتضن على امتداد تاريخ الدويلات اليمنية التي صنعت الحضارة منذ فجر التاريخ الإنساني وحتى الآن، خلفت وراءها كماً هائلاً من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية وعدداً كبيراً من القطع الأثرية المعبرة عن الحقب التاريخية المختلفة.
وأكد في حوار أجريناه معه المكانة الكبيرة لليمن بين الأمم والتي لم تأت من فراغ بل من تطور حضاري لليمنيين في تشييد السدود وبناء المعابد، ونقوش اليمن تدل على حضارة ومكانة وعلم وفكر الإنسان اليمني.
واستعرض الأضرار التي تعرضت لها المعالم الثقافية والمواقع التاريخية، وقال إن الهيئة قد قامت بتوثيق أكثر من 80 معلماً وموقعاً تاريخياً منها 60 موقعاً استهدفها طيران العدوان، و20 موقعاً استهدفتها المنظمات الإرهابية.
كما تطرق في الحوار إلى إنجازات الهيئة في مجال البحث والتنقيب واكتشاف مقابر صخرية أثرية، وتنظيمها للمؤتمر الوطني الأول للآثار والمتاحف الذي عقد لأول مرة في اليمن.. نتابع تفاصيل الحوار:
حوار/ خليل المعلمي
بداية هل يمكن أن تعطونا فكرة عن المعالم الأثرية والمواقع التاريخية، وما تحتويه من آثار، وعن الأهمية التاريخية والمكانة التي تحتلها اليمن عبر التاريخ؟
– تعتبر اليمن بمختلف مناطقها الجغرافية والإدارية متحفاً مفتوحاً احتضن على امتداد التاريخ الدويلات اليمنية التي صنعت الحضارة منذ فجر التاريخ الإنساني قبل الميلاد بآلاف السنين وحتى يومنا هذا، وكان نتاج ذلك أن خلفت وراءها كماً هائلاً من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية وعدداً كبيراً من القطع الأثرية المعبِّرة عن الحقب التاريخية المختلفة التي مرت بها اليمن.
وتكمن الأهمية التاريخية لهذه الآثار باعتبارها نتاج إحدى الحضارات الإنسانية الأولى، ومنها خرجت موجات الهجرة -لظروف طبيعية عديدة- إلى مناطق الشام وبلاد الرافدين، فأصبحت اليمن أصل العرب ورافدها الرئيسي.
ولا تخفى على العالم أجمع هذه الأهمية التاريخية، فجذور التاريخ والآثار في بلادنا يعرفها الجميع وكذلك المكانة التي احتلتها اليمن في الفترات السحيقة قبل الميلاد ومنذما قبل أكثر من 9 آلاف سنة، فآثارنا هي هويتنا وبلادنا معروفة على مستوى العالم بغزارة آثارها ورونقها التاريخي.. ونظراً لأهمية الموقع الجغرافي لليمن فقد أصبحت الحضارة اليمنية هي موقع اهتمام وأنظار العالم أجمع، فاليمن تحتل مكانة كبيرة بين الأمم وهذه المكانة لم تأت من فراغ بل من تطور حضاري لليمنيين في تشييد السدود وبناء المعابد، ونقوش اليمن تدل على حضارة ومكانة وعلم وفكر الإنسان اليمني، وقد كتب عنها الكثير من المستشرقين الأوروبيين والمهتمين العرب، وما هذه إلا لمحة بسيطة لأن الحديث عن آثارنا وتاريخنا وحضارتنا بحاجة إلى متسع من الوقت، لأنه لا يسفعنا في هذه المقابلة.
حدِّثنا عن حجم الأضرار والخسائر التي تعرضت لها الآثار والمواقع الأثرية نتيجة العدوان؟
– لقد تعرضت الكثير من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية لقصف طيران دول العدوان منذ بداية العدوان على بلادنا، وتعرضت الكثير من هذه المواقع والمعالم لأضرار وخسائر متفاوتة، فهناك من المعالم ما تم تدميره كلياً ومنها ما تعرَّض لأضرار وخسائر جزئية، وقد سعت الهيئة العامة للآثار والمتاحف إلى توثيق وتسجيل المعالم التي تعرضت للقصف وتحديد حالة الضرر (جزئي أم كلي)، وأصبحت لدينا إحصائية كاملة بكافة هذه المعالم، والكشف لا يزال مفتوحاً حتى اللحظة ويتم توثيق كل حالة اعتداء جديدة.
قامت الهيئة بتوثيق أكثر من 80 موقعاً أثرياً ومعلماً تاريخياً تم تدميرها من قبل العدوان بكافة التفاصيل، منها أكثر من 60 موقعاً تم استهدافها من قبل طيران دول العدوان و20 موقعاً استهدفتها التنظيمات الإرهابية (القاعدة)، ويشمل الكشف جميع المعالم والمواقع التي تضررت واستهدفت ليس في مناطق معينة بل في جميع المناطق اليمنية في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وفي ظل العدوان والحرب علينا، لا يزال الكشف مفتوحاً ولم يغلق بعد.
ونحن نتابع هذه المواقع بشكل يومي وباستمرار، كما أن بعض المواقع التي لم نستطع زيارتها أو توثيقها وتحديداً في المناطق التي تدور فيها المعارك هي موثقة لدينا، ويتم التواصل مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والعديد من الجهات، والقيام بعرض هذه الأضرار عليها وعن طريقها نوصل رسالة إلى العالم من أجل وقف استهداف المواقع الأثرية، وإذا كان مبرر دول العدوان أن هذه المواقع هي مواقع عسكرية، فهذا كلام خاطئ لأنها لم تستطع هزيمة الشعب اليمني عسكرياً، فتقوم باستهداف التراث والموروث الشعبي والمواقع والمعالم الأثرية، ونحن نوجه نداء عبركم إلى المنظمات الدولية لمساعدتنا بالتخاطب مع دول العدوان بعدم استهداف المواقع الأثرية لأن هذا تراث إنساني بالدرجة الأولى وتراث يمني، واستهدافه فيه نوع من التعمد، ولكن لن تهزم اليمن عسكرياً وبالتالي لن تهزم فكرياً ولا تاريخيا ولا حضاريا، ونحن لا يمكن أن نسكت على ضرب صخرة في بلادنا فما بالك بتاريخ وحضارة اليمن، ولايزال الشعب اليمني يتصدى لهذه الحملات كل من موقعه.
هل تم اتخاذ بعض الإجراءات بخصوص عملية الترميم ومعالجة الأضرار خاصة في المناطق التي باستطاعتكم الوصول إليها؟
– هناك متابعات وبسبب ظروف الحرب وبشاعة الاستهداف نحن الآن بحاجة إلى إمكانيات وبحاجة إلى بيئة من السلام والاستقرار لكي نصل إلى هذه المناطق ونبدأ بترميمها، ولكنها موثقة ومحرزة والضرر كبير وبحاجة إلى وقت ومال وجهد، لكننا متفائلون بأن هذه المواقع ستعود إلى ما كانت عليه في القريب العاجل.
من خلال موقعكم وعملكم الطويل في مجال الآثار، برأيكم ما هدف العدوان من تدمير واستهداف هذه المواقع؟
– أنا أجزم أن هذا الاستهداف ليس عشوائيا، وإنما هو استهداف ممنهج ومدروس من قبل دول العدوان وهذا الاستهداف ما يزال قائماً، لكننا نتصدى له بكل الوسائل، فالضرر كبير ولازالت البلاد تعيش تحت وطأة الحرب، ولدينا خبرة طويلة في التعامل مع هذه الأضرار من خلال تجربتنا وتجربة كادر الهيئة سواء في الديوان أو في فروع المحافظات الذين يتم التواصل معهم، وأكرر أن السبب في استهداف دول العدوان لهذه المواقع الأثرية في اليمن، هو لعدم امتلاكها ما يملكه اليمن من مخزون ثقافي وموروث شعبي ولهذا تجدهم يعمدون إلى استهداف هذه المواقع.
هناك عدم وعي لدى بعض المواطنين بأهمية الآثار والمواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وما يحصل من تهريب للآثار هو نتيجة لذلك.. كيف يمكن توعيتهم وإشراكهم في الحفاظ على هذه المواقع؟
– نعم هناك قلة في الوعي لدى بعض المواطنين، وهذه تعتبر مشكلة وعلينا التعاون في هذا الموضوع كل من موقعه، وعلى وسائل الإعلام المختلفة دور في مجال التوعية والمشاركة بمساعدتنا في نشر الوعي الثقافي والوعي الأثري لدى المواطنين عبر المدارس والجامعات، لأننا بالفعل نعاني من هذه المسألة، أحياناً تنتشر إشاعة بأن شخصاً ما حفر في منطقة معينة وحصل على كنز، فيبدأ المواطنون بالحفر في بعض الأماكن والنبش لكي يستخرجوا الكنوز، وبالتالي يتم تدمير أي مواقع محتملة لمواقع آثار، والبعض منها تسريبات لوسائل الإعلام، ونحن نقوم بالرد عبر وسائل الإعلام على هذه المواقع الإلكترونية التي تبث هذه الإشاعات، ولدينا أعداء كثر في البلد يبدأون بنشر هذه الإشاعات لكي يخلقوا نوعاً من الفوضى، “هناك كنز في هذا الموقع وفي ذاك الجبل”، فيأخذ بعض المواطنين معاولهم ويتحركون خاصة مع الظروف الصعبة التي يعيشونها.
لكننا نتابع ونضبط الكثيرين ولدينا قضايا في المحاكم وفي نيابة الآثار بخصوص النبش العشوائي ونقوم بالإجراءات القانونية حسب قانون الآثار فيما يتعلق بذلك.
وبالنسبة للتوعية لدينا هذا العام خطة لاستهداف مجموعة من شرائح المجتمع، حيث سنبدأ في المدارس والجامعات وبعض مؤسسات الدولة، من خلال برنامج نقوم بإعداده وسيتم البدء بعد شهر رمضان المبارك باستهداف هذه الشرائح وتبسيط المعلومة للجهات التي سنستهدفها ويتم نشر الوعي الثقافي ونرجو أن تساعدنا وسائل الإعلام في هذا الموضوع.
بالنسبة للعام 2020م.. ما هي الإنجازات التي قامت بها الهيئة في مجال عملها وأنشطتها؟
– في 2020م بدأنا بتسجيل وتنظيف وتخزين قطع كثيرة ضمن مشروع تسجيل وتنظيم وتخزين القطع الأثرية في المتحف الوطني وبعض المتاحف في المحافظات، وكانت لدينا خطة بواسطة كادر يمني ولدينا مواقع تم العثور عليها تحتوي على “مومياوات” وتم تكليف فرق للنزول إليها، وانهينا ثلاث مراحل في المتحف الوطني منذ 2018م وبعض المتاحف في بعض المحافظات في ذمار وإب وتعز وأيضا في حضرموت والعمل جار في ذلك، والطموح أكبر، ولكن نحن نعمل حسب الظروف المتاحة وسنواصل في العام الحالي المراحل المتبقية وذلك باستهداف خمسة متاحف في ظفار وذمار، متحف بينون والمتحف الوطني بصنعاء، ومتحف مدينة إب، وهذه جاهزة للعمل فيها خلال الأسابيع القادمة.
عقد في شهر ديسمبر من العام الماضي المؤتمر الوطني الأول للآثار والمتاحف.. ما أهمية هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة وما هي مخرجاته؟
– لقد جاء هذا المؤتمر كضرورة وطنية، وبالطبع لم يعقد مؤتمر وطني للآثار والمتاحف من قبل، لا في الشمال ولا في الجنوب ولا حتى بعد تحقيق الوحدة اليمنية، فقمنا بالإعداد والتحضير لهذا المؤتمر، ووضعنا الكثير من التساؤلات، فجاءت الإجابة عليها عن طريق هذا المؤتمر..
وقد تضمن المؤتمر أوراق عمل متميزة ومتعددة، وميزة هذا المؤتمر هو الحضور الكثيف من قبل الباحثين من جميع المحافظات اليمنية بما فيها حضرموت، أبين وغيرهما، وقدمت أوراق علمية ممتازة، وشارك فيه بعض الباحثين من بعض الدول العربية والأوروبية كالأردن وفرنسا، وكانت نتائج المؤتمر ممتازة جداً، وتم الخروج بـ 18 توصية، وهناك فريق متخصص في الهيئة للإشراف والمتابعة على تنفيذ توصيات المؤتمر، ونحن نشكر كل من ساعد في إنجاح المؤتمر الوطني الأول للآثار الذي يعتبر خطوة مهمة قامت بها الهيئة العامة للآثار والمتاحف في العام 2020م.
ما هو دور الهيئة كجهة حكومية ومسؤولة عن هذه المواقع والمعالم الأثرية في التواصل مع المنظمات الدولية وإيصال صوت الآثار إلى العالم؟
– الهيئة العامة للآثار وبحسب قانون إنشائها ووفق لوائحها، هي الجهة المسؤولة والمخولة بالحفاظ على الإثار وإدارة قطاع الآثار بشكل عام، ولدينا قانون الآثار وهذا الذي يلزمنا بالحفاظ على الآثار وهو الوثيقة الرئيسية والمهمة، والهيئة هي المسؤولة عن الآثار في الجمهورية اليمنية والمسؤولة عن التراث وعملها كبير ومتشعب، والتواصل مع المنظمات الدولية مستمر مثل منظمة اليونسكو والايكوم “منظمة المتاحف العالمية” وبعض معاهد الدراسات الأثرية، مثل المعهد الالماني للدراسات الأثرية، والمعهد الفرنسي للدراسات الأثرية، ونسعى من خلال التواصل معهم لتقديم الدعم المادي والمعنوي لتنفيذ البرامج والمشاريع التي تعدها الهيئة، وكذا إيصال رسالة إلى العالم بالأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية في بلادنا من اعتداء وتدمير من قبل دول العدوان.
تم في العام الماضي الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة في منطقتي شملان وذهبان.. هل لديكم خطة للتنقيب، وكيف تمت هذه الاكتشافات الجديدة؟
– تم اكتشاف مقابر صخرية للمومياوات في منطقتي ذهبان وشملان عن طريق بلاغ من المواطنين، فقمنا بتشكيل فريق لمعاينة ومسح الموقع كاملاً، وتم التأكد من أن هذا الموقع هو مقابر لمومياوات قديمة، فتم توثيق الموقع وتسجيله لدى الهيئة، وكذلك تحريزه، ونحن الآن بصدد التوسع في إجراء تنقيبات أثرية في هذين الموقعين، ولدينا خطة وبرنامج سنبدأ بهما قريباً.
هل تم تحديد العمر التقريبي لهذه المقابر؟
– من خلال إجراء الفحوصات الأولية لهذا الموقع تم تحديد عمر تقريبي للموقع يبلغ حوالي أربعة آلاف سنة، ولكن تأكيد هذا العمر يحتاج إلى مختبرات ومواد كيمائية لإجراء الفحوصات، ويعتبر هذا موقعاً مهماً وطريقة الدفن فيه هي طريقة يمنية قديمة.
إضافة إلى ذلك تم اكتشاف مومياء في محافظة إب بحالتها الممتازة وتم إجراء المعالجات الأولية للحفاظ عليها وهي موجودة الآن في متحف إب، وهي من أفضل المومياوات التي لاتزال ملامحها قائمة متكاملة، وهذا اكتشاف كبير، ولدينا برنامج وخطة للنزول إلى الموقع للبحث والتنقيب فيه خلال الأشهر القادمة.
ما مدى التنسيق بين الهيئة ومنظمات المجتمع المدني من أجل الحفاظ على الآثار والمعالم الثقافية؟
– تقوم منظمات المجتمع المدني بدور كبير ومهم ونتطلع إلى أن يكون أكبر مما هو حاصل الآن ولدينا علاقات وتواصل معهم، واتفاقيات مع منظمات المجتمع المدني ونحن نعمل معهم بشكل طبيعي، ونرجو تفعيل هذه العلاقة خاصة مع المنظمات المتخصصة في مجال التراث والموروث الثقافي، ونحن نستهدف هذه المنظمات ولنا علاقة تعاون طيبة معها.
ما أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجه عمل الهيئة وكيف يمكن تجاوزها؟
– الصعوبات والمعوقات التي تواجهها الهيئة كثيرة، أبرزها العدوان على بلادنا، وكذلك الوضع المادي الذي تمر به، فنحن نعاني من شحة الموارد، لأننا هيئة ليست إيرادية، ولكن نعتمد على بعض الدعم الخارجي من المنظمات الأجنبية المهتمة بالآثار، وذلك عندما نعد برنامجاً ونقوم بتقديمه فتتم مساعدتنا، ولكن الصعوبات كثيرة.
ولن نستطيع تجاوز هذه الصعوبات إلا في فترة إحلال السلام ووجود استقرار في بلادنا وتكون الأمور عادية والبلاد مستقرة، ولكننا نبذل جهوداً في محاولة لتجاوز المشاكل بقدر المستطاع، ونعرف أن وضع بلادنا غير مستقر، وإن شاء الله القادم سيكون أفضل.
بالنسبة لتوثيق جرائم العدوان والضحايا الناتجة عنه.. ما هي الطرق الفاعلة الممكن استخدامها كي تصل إلى الأجيال القادمة؟
– نحن نقوم بتوثيق كل القضايا التي تستهدف الآثار ولدينا قائمة بكل الآثار وهي مسجلة لدينا بكافة التفاصيل، وقبل فترة أصدرت وزارة الثقافة والهيئة كتاباً أسميناه “عاصفة على التاريخ” وهو إصدار مهم تم توثيق وتسجيل المواقع الأثرية حتى ذلك التاريخ، (قبل التدمير وبعد التدمير)، وعندما يتم تحديث هذا الكتاب بمواقع جديدة أخرى سيظل في الذاكرة وسيحفظ إلى الأجيال القادمة.
ونحن الآن بصدد إقامة دعوى قضائية ضد دول العدوان بتعمدها تدمير آثار اليمن، وإذا لم يتم البت فيها في هذا الجيل فلا شك أن الأجيال القادمة ستحمل على عاتقها متابعة القضية، والقضية لن تسقط بالتقادم، ولا بد من تحمل دول العدوان المسؤولية القانونية عن هذا التدمير، وهذا الموضوع مهم وسنشرك فيه مع العديد من الهيئات والوزارات الحكومية مثل وزارة الشؤون القانونية ووزارة الخارجية، لمتابعة هذه القضية، وهذا محل اهتمام الهيئة العامة للآثار والمتاحف والوزارة وقطاعاتها بشكل عام.
بالنسبة لتهريب الآثار.. هل لديكم خطة لمكافحتها وهل هناك تنسيق مع الجهات الأمنية؟
– يقوم تجار الآثار وضعفاء النفوس بالحصول على الآثار من المواقع الأثرية، ويتم تهريبها بطريقة عشوائية، لكننا نتابع هذا الموضوع ولدينا ملف كامل عن القطع الأثرية التي تم تهريبها إلى الخارج والتي يتم عرضها في المزادات في الخارج، ونتابعها ولدينا توثيق حولها، في الفترة الأخيرة ظهر “وعل يمني” بحجمه الطبيعي في دولة قطر، وعرض في معرضين في اليابان وفرنسا ونحن حالياً سنصدر بياناً حول ذلك سيتم توزيعه على نطاق واسع وعلى وسائل الإعلام، كما نتابع الموضوع عبر المنظمات الدولية والانتربول الدولي، تشاركنا في ذلك مجموعة جهات مثل رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية لأن التراث اليمني هو ملك للبشرية، ونحن بصدد تجهيز ملف متكامل وتم إرساله إلى المنظمات الدولية.
كلمة أخيرة تود قولها في نهاية اللقاء؟
– أتقدم بالشكر الجزيل للمؤسسات الإعلامية المختلفة سواء الرسمية أو الحزبية أو الخاصة المهتمة بالآثار والتراث والثقافة، ونرجو منها بذل المزيد من الجهود، ونحن على استعداد لتقديم المعلومات لكل الوسائل الإعلامية، وأناشد عبركم كل المواطنين الشرفاء من أبناء اليمن بسرعة إبلاغنا عن أي موقع أثري يتم التعرض له، أو أي موقع جديد يتم اكتشافه بطريقة أو بأخرى، فنحن متواجدون ونستقبل البلاغات على مدار الساعة، كما أتقدم بالشكر والتقدير لكل من يساهم ويشارك في الحفاظ على الآثار اليمنية.