مع إطلالة السيد القائد لتهيئة النفوس والأذهان والتأكيد على تعزيز مبدأ التكافل في رمضان
اليمنيون يستقبلون رمضان للعام السابع مع موجة غلاء كبيرة في الأسعار في ظل عدوان وحصار اقتصادي شامل
القوة الشرائية لليمنيين انخفضت هذا العام (70 % إلى 80 %)
اقتصاديون يحمِّلون الصناعة والتجارة مسؤولية ما تشهده السوق من ارتفاع غير مبرر للأسعار وعدم التصدي لجشع التجار
في آخر جمعة من شهر شعبان أطل علينا سماحة السيد القائد بخطاب روحاني عظيم لتهيئة النفوس والأذهان لاستقبال شهر رمضان الكريم، داعيا إلى أهمية استغلال هذا الموسم الرباني المبارك والورشة الإيمانية التي منحها الله للمسلمين للتوبة وتربية الأنفس على الصبر والإنفاق والتزود من الطاعات والإحسان إلى الفقراء وتفقد المحتاجين والمعوزين وتعزيز مبدأ التكافل والتراحم بين الناس، ليسود الخير والمحبة والرحمة في المجتمع اليمني والإسلامي .. كما أكد على ضرورة تنظيف الأنفس والأفنية والمنازل والشوارع من الأوساخ والمخلفات استعداداً لاستقبال هذا الشهر الفضيل..
الثورة /أحمد المالكي
وللعام السابع على التوالي يستقبل اليمنيون شهر الرحمة والغفران تحت القصف والحصار والتجويع والإجرام وكل مفاسد العدوان ، وهذا الموسم كالمعتاد يشهد حراكا تجاريا وشعبيا لتوفير متطلبات الصيام وإن كان في الأصل والشرع الذي شرع الله لأجله صيام شهر رمضان وجعله ركنا من أركان الإسلام الخمسة للتزود من التقوى والزهد عن الشهوات والرغبات الدنيوية الفانية من المأكل والمشرب وشهوات النفس الجنسية بل جاء ليوطن الشعور بالمسؤولية نحو الفقراء والمحتاجين..
وفي هذا الموسم الرمضاني المبارك الذي يدخل علينا هناك موجة غير عادية من ارتفاع الأسعار وبشكل مضاعف وجنوني، سواء أسعار السلع الغذائية أو أسعار المواد الاستهلاكية الأخرى، حيث يشكو المواطنون ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية كالقمح والدقيق والسكر والأرز والمنتجات الغذائية والزراعية في البلاد إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة، بما فيها الخضروات والزيوت والبيض والألبان والمشروبات الغازية والمعلبات والعديد من السلع الأخرى، التي وصلت نسبة ارتفاعها إلى 250 إلى ٪300 مقارنة ببداية العدوان.
ويواجه اليمنيون بالفعل تحديات اقتصادية متراكمة زادت في تفاقمها بصورة غير مسبوقة الأوضاع المتردية التي فرضها الحصار الاقتصادي الشامل ، وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد منذ أكثر من ستة أعوام ناهيك عن انهيار العملة المحلية (الريال) وهبوطها إلى أدنى مستوياتها ليصل سعر الريال اليمني حاليا إلى أكثر من 900 ريال للدولار الواحد في المحافظات المحتلة نتيجة الطبع غير القانوني للعملات الجديدة غير المغطاة من قبل حكومة المرتزقة وأكثر من 600 ريال للدولار في صنعاء والمحافظات الحرة ، وهو الأمر الذي ضاعف تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق.
ويحمل محللون ومتابعون اقتصاديون وزارة الصناعة والتجارة مسؤولية ما تشهده السوق حالياً من ارتفاع غير مبرر للأسعار وعدم العمل على التصدي لجشع التجار الذين استغلوا عملية الاضطراب في قيمة العملة المحلية أمام العملات الصعبة في السوق وعملوا على رفع الأسعار إلى مستويات قياسية للمواد الغذائية الضرورية مثل الدقيق والقمح والزيوت والأرز والسكر رغم أن مخزونهم الغذائي من المواد الأساسية في مخازنهم يكفي لستة أشهر أو أكثر وجرى شراؤها بالسعر السابق.
ويلجأ تجار المواد الاستهلاكية إلى إخفاء المواد الغذائية كعادة موسمية قبيل شهر رمضان، حيث ترتفع أسعار بعض السلع الرئيسية وخصوصا القمح والغاز المنزلي لكن هذا العام ارتفعت معظم أسعار السلع الرئيسية والثانوية المرتفعة أصلاً، ما يفاقم الأوضاع السيئة للمواطنين ويعمق الأزمة الإنسانية الصعبة غير المسبوقة التي تعاني منها البلاد.
ويستقبل اليمنيون رمضان هذا العام في وضع أشد تعقيداً من الأعوام السابقة وبقدرة شرائية ضعيفة جداً، خصوصاً مع استمرار انقطاع المرتبات وانتشار جائحة “كورونا” العالمية.
عادة موسمية
وكالعادة ما إن يدخل الشهر الكريم حتى يستعد الناس لاستقباله بالتوجه نحو الأسواق لشراء وتوفير الاحتياجات الرمضانية التي تتميز بإضافات غذائية وسلعية معينة تعّود اليمنيون على إضفائها في موائد الإفطار طيلة شهر رمضان حيث تزداد كمية الطلب على المواد الغذائية بالذات الألبان واللحوم والسمن والحليب والأرز والحلويات والعصائر والنشويات وغيرها من المواد والسلع الغذائية وكذلك مادة الغاز المنزلي، ومما لا شك فيه أن هناك بعض ضعفاء النفوس من التجار وسماسرة الأزمات يستغلون هذا الموسم لتوريد وتسويق بعض السلع والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستخدام الآدمي ..
فواتير رمضان
ومما لا شك فيه أن الوضع والحصار الاقتصادي يؤثر بشكل كبير على أغلب الأسر في توفير كافة المتطلبات والفواتير الرمضانية، كما أن القوة الشرائية انخفضت بنسب كبيرة خاصة مع توقف المرتبات وسبل ومصادر العيش لغالبية الناس نتيجة للعدوان والحصار واستهداف المصانع والمنشآت ونقل البنك المركزي إلى عدن، حيث يؤكد خبراء الاقتصاد أن المستهلك يعيش أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة الظروف الاقتصادية والحرب والحصار وانهيار الريال أمام العملات الأجنبية بصورة غير مسبوقة مما أثر على أسعار السلع والخدمات وأصبح المستهلك متفرجاً لما يعتمل بالسوق كونه غير قادر على توفير ولو الحد الأدنى من احتياجاته الأسرية ، نتيجة الأسعار المرتفعة وضيق سبل المعيشة وتوقف الرواتب لما يزيد عن أربعة أعوام والسوق مليء بالسلع الرديئة والمخالفة ومتدنية الجودة والمغشوشة والمنتهية.
نفقات
وبحسب الدراسات الاقتصادية فإن اليمنيين ينفقون حوالي 40 إلى 60 مليار ريال خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لشراء وتوفير احتياجات ومتطلبات الموائد الرمضانية إذا ما كان متوسط انفاق الأسرة الواحدة يصل إلى ما بين 50 – 60 ألف ريال يمني لكل أسرة يمنية من ذوي الدخل المحدود وهم الغالبية من سكان اليمن، بينما هناك الأسر الغنية التي يصل إنفاقها إلى ما بين 100 – 300 ألف ريال لبعض الأسر من الأغنياء، بحسب تلك الدراسات.. في الوقت الذي تشير فيه تقارير الأمم المتحدة إلى أن معدل الفقر ارتفع إلى 80 % منذ العام 2015م وأن هناك أكثر من 13 مليون شخص مهددون بانعدام الغذاء وأكثر من 21 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والغذائية العاجلة.
القوة الشرائية
وبحسب خبراء الاقتصاد فإن القوة الشرائية لليمنيين انخفضت هذا العام إلى ما بين 60 % إلى 75 % إذا ما تم القياس على نسخة الموارد وقلة الدخول وتوقف مرتبات ما يقارب مليوناً و200ألف موظف في القطاع العام الحكومي، ناهيك عن توقف الملايين من فرص العمل في مئات المنشآت والمصانع والأسواق والمزارع الخاصة التي تعرضت للقصف المباشر أو غير المباشر من قبل طيران التحالف الأمريكي السعوصهيو إماراتي.
التكافل
…ومن المهم في هذه المناسبة الدينية الغالية على قلوبنا أن يسود بين الناس مبدأ التكافل الاجتماعي من خلال تفقد الناس لبعضهم البعض وتلمس احتياجات المساكين والفقراء من قبل الميسورين، والأسر الغنية تتفقد الأسر الفقيرة في الحارات، في القرى ،في كل مكان ،في مخيمات النزوح واللاجئين..
ومن المهم أيضاً أن نشير هنا لتوجيهات السيد القائد في هذا الخصوص وتوجه هيئة الزكاة التي أنشئت مؤخراً في عهد الشهيد الرئيس صالح الصماد – سلام الله عليه- والدور البارز الذي تقوم به في هذا المنحى والتوجه القيادي والثوري نحو صرف الزكاة في مصارفها الشرعية التي حددها القرآن الكريم حيث تقوم باستهداف وصرف حالات غذائية وإعاشية في عدد من المحافظات …
شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير