بعد فشلها في إبادتهم أَو الانتصار عليهم وإخضاعهم رغم كُـلّ الحروب التي شنتها ضدهم، قرّرت أمريكا اعتبارَ حركة أنصار الله منظمة إرهابية.
مما لا شك فيه أن أمريكا تعتبرُ أُمَّ الإرهاب وأمّ الإجرام والتوحش، فقد تأسَّست على دماء الهنود الحمر، وقصفت هورشيما وناجازاكي بقنبلتين نوويتين، وغزت تايلاند وأفغانستان والعراق وقتلت شعوبهم، وارتكبت كُـلَّ الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، وقادت العدوان على سوريا واليمن، وارتكبت الكثير من المجازر، قصفت كُـلّ تجمع لليمنيين سواء في الأسواق أَو في الأعراس والعزاء، حتى دار المكفوفين لم يسلَمْ من قصفها، قصفت الأحياء على الأرض والأموات في القبور، وقصفت مزارع الدجاج والبقر وإسطبلات الخيول، وقصفت المدارس والمستشفيات ومنازل المواطنين والطرق والجسور، وكل شيء في اليمن تم قصفه من قبل أمريكا، وبعد كُـلّ ذلك تأتي لتتهمنا بالإرهاب!
من تكون أمريكا حتى تصدر القرارات وتتهم وتصنِّف مَن تشاء بما تشاء، وتقصِف وتحاصر وتفرض العقوبات على من تشاء؟!
هُزِمَت أمريكا في فتنام ومُرِّغَ أنفُها بالتراب، وخرجت وهي تجر خلفها أذيالَ الهزيمة والذل والانكسار، وهُزمت في العراق وخرجت وهي منكسرة بعد أن أذاقها الحشد الشعبي الويلات وكانت تطلب وتترجى الشهيد القائد قاسم سليماني أن يوقف العمليات ضدها ويسمح لها بالخروج بسلام، لكن هيهات لها ذلك، وقد صرّح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله– وقال: كنا نتمنى بأن ندخلَ في مواجهة عسكرية بشكل مباشر مع أمريكا، لكنها أبت إلا أن تقاتلَنا من وراء جُدُرٍ، وتستعينَ بأحذيتها في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية والإمارات ودواعشهم.
إذا كانت هذه القشةُ التي تسمى أمريكا لم تستطع أن تحمي مبنى الكونجرس حين اقتحمه المتظاهرون في أقل من 24 ساعة، فكيف ستحمي السعودية والإمارات!
بل كيف ستحمي جنودها حين تزج بهم لغزو واحتلال أي بلد!
أن نصل إلى أن تصفنا أمريكا بالإرهابيين فهذا يعتبر أننا حقّقنا ما يريدُه الله منّا حين قال {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، أي أن كلمة “إرهاب” كلمة قرآنية مطلوبٌ من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، ولكن أمريكا لديها تفسيرٌ آخر لكلمة “إرهاب”، فكل من يرفض الخضوع والانصياع لهيمنتها تدخله في قائمة الإرهاب، كذلك جعلت من مصطلح “الإرهاب” مبرّرا لغزو البلدان واحتلالها تحت ذريعة مكافحة منابع الإرهاب!
اليهودُ والنصارى هم منابعُ الشر ومنابع الفساد، وهم من حكى لنا اللهُ عنهم بأنهم يسعَون في الأرض فساداً؛ لذلك يجب أن نرجعَ إلى القرآن الكريم في كُـلّ الأحداث التي تمر بها الأُمَّــةُ الإسلامية لنستقيَ من نوره ولنكتسبَ العلم والبصيرة، وليكونَ حصناً لنا من الشيطان الأكبر أمريكا رأسِ ومنبعِ كُـلّ شر ومنكر.