قبل الخوض في موضوع هذا اليوم، كان لزاما على أن أوضح شيئاً مهماً وهو أن مقالي الأسبوع الماضي بعنوان “مبادرة القلعة الحمراء.. ولكن” والذي تحدثت فيه عن سلبيات وقعت خلال حفل تسليم مساعدات مالية قدمها رجل الأعمال حسن الكبوس رئيس النادي الأهلي للاعبين القدامى، وأنه تم التصرف ببقية المبلغ في أمور غير مناسبة وأحدث انزعاجاً لدى البعض أن المعلومات التي حصلت عليها غير دقيقة.
زميل عزيز أرسل لي سند المبلغ الذي حمل رقم 12952 الخاص بالنادي الأهلي والمقدم من التاجر الكبوس وهو مبلغ مليونان ومائتا ألف ريال وليس كما ذكرت في المقال السابق ثلاثة ملايين ريال، وأن المبلغ وبحسب ما قال مليون وسبعمائة ألف ريال للاعبين وعددهم 17 لاعبا يدا بيد وبقية المبلغ ضرف في تجهيزات الحفل وغيره، وأن المشروبات والترتة قدمت من صاحب مطعم هدية للاعبين وليس كما ذكرت، هذا ما أردت توضيحه عن المعلومات التي سردتها في موضوع الأسبوع الماضي، كما أن الشفافية مهمة لتوضيح الحقيقة لعامة الناس.
موضوعنا لهذا اليوم أن الرياضة في اليمن من أكثر الأنشطة تعقيدا عن بقية الأنشطة والمجالات الحكومية. وبصدق وبدون مقدمات أن الرياضة والرياضيين ليسوا في حسبان الحكومات على الإطلاق، كما أن الرياضيين يعانون من القائمين على الرياضة وتعقيدات تعاملاتهم فلا تدري من المسؤول عن الرياضة في هذه البلاد.
هل المسؤولية تقع على وزارة الشباب والرياضة أم أن دورها إشرافي برتكولي ديكوري فقط، وأن المسؤولية تقع أولا و أخيرا على الاتحاد العام لكرة القدم والاتحادات الأخرى المماثلة في بقية الألعاب الرياضية.
وقد تكون كل الجهات المسؤولة التي ذكرناها أنفا غير مسؤولة تماما عن الرياضة والأنشطة الرياضية، وإنما تقع كامل المسؤولية على الاتحادات الرياضية واللاعبين أنفسهم. بصراحة أصبحت الرياضة وأنشطتها المختلفة ومنتسبيها يعيشون في متاهات التنصل عن الرياضة والرياضيين.
هذا الوضع المزري للرياضيين اليمنيين والرياضة عموما يشبه تلك المقولة التي يرددها كل اليمنيين “كيس داخل كيس”. هذه هي الرياضة في بلادنا وباختصار، لا تدري من الذي بيده حل مشكلتك ويمتلك القرار في تنفيذه وأيضا محاسبتك عن أخطاء منتسبي الرياضة. إن العمل في الوسط الرياضي متعب ليس له طرف. يعني كما وصفه المثل اليمني “كيس داخل كيس”، وهو الواقع الذي يجسده حال الرياضة في بلادنا اليوم لا أحد يدري أين تذهب ومن بيده الحل لكثير من الأشياء.
محترفون ولاعبون وقدامى لا يجدون من يخاطبون، ولاعبون لا يجدون أندية ومسؤولين لشرح مشاكلهم. الرياضة في بلادنا تقترب من الموت بعد معاناة الموت السريري، اتحادات خارج نطاق الخدمة أو أنهم مغلقون ويعانون من الغربة ويجب محاولة الاتصال بهم لاحقا أو عند العودة.
وضع الرياضة والرياضيين أصبح في متاهة كيس داخل كيس وليس له منفذ أو مخرج أو طرف أو حتى نهاية.. متاهة الأكياس والاستحواذ والهروب والغربة والغياب والتغابي هو واقع الرياضة في بلادنا، حتى أن الرياضيين واللاعبين الذين لديهم طموح في الخروج من هذه المتاهة التي ليس لها طرف، لا يجدون من يجيب على تساؤلاتهم أو مساعدتهم وإرشادهم قانونيا أو في طريقة الخروج الصحيح وآلامن للعمل خارج أو داخل البلاد، وكذا الإجراءات الواجب إتباعها وما هو واجب أطراف المنظومة الرياضية.
ليس لدينا من مهرب من هذا الوضع المقيت والمميت إلا الصبر وانتظار الفرج من الله وانتهاء هذا العدوان وأن تضع الحرب أوزارها حتى نتمكن من الخروج من أكياس المسؤولين في هذه البلاد.. اللهم فرجك القريب لهذا الشعب والبلاد وعلى الرياضة وأهلها.