أسطورة التاريخ وشخصية الزمان والمكان والعَلم المتفرد بالمشروع النهضوي الحضاري والتحرري والمنهج القرآني والسيرة الخالدة العطرة التي تتحدث عنها الأجيال جيلاً بعد جيل ويروي عنها الرواة ويكتب عنها المؤرخون والكتّاب ثقافةً قرآنية وعلماً ربّانياً وأخلاقاً وقيماً إيمانية راسخة حتى يرث الله الأرض ومن عليها،
تصلّب الزمان مذهولاً لرحيله وقصة استشهاده.
كما كان مندهشاً ومبهوراً بشخصيتهِ الحكيمة وعقليتهِ الوقّادة وعبقريته الفذّة التي أرعبتِ الطغاة المتجبرين ومنطقهِ الراجح ورأيهِ السديد الذي لازم الحق فكان بحق إماماً يُتّبع وقائداً يُجلّه الرجال الأحرار وكل من كان له قلبٌ وبصيرة من أراد لنفسه اتباع الحق والهدى فهداهُ الله ومن أبى الاتباع والهدى فقد ظلم نفسه بالغواية والضلال.
إنه الصوت الحق الصادح المجلجل ضد طواغيت وشياطين الأرض الذي هيأهُ الله ليكون لساناً ثرياً بآيات الرحمن كاشفاً للأسرار وفاضحاً للأشرار وقلباً مليئاً مترجماً لمكنون وعظمة كتاب الله الكريم.
علمٌ من أعلام أهل البيت عليهم السلام والقائد الذي خاض المواجهة الفكرية الشريفة ضد أعداء الله ورسوله.
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه من قذف الحق فأدمغ الباطل فإذا هو زاهق من صرخ وفضح المنافقين والظالمين والمستكبرين.
تجلّت حكمتهُ في وقوفه صادحاً وحاملاً للشعار الذي أرعب الطغاة وزلزل أركانهم واعلن تعلّقه وارتباطهُ الوثيق بالقرآن الكريم الذي من تمسك به نجا وفاز وأفلح ومن تركه وتعلّق بغيرهِ خسر و هلك و أشرك.
تجلّت سيرتهُ في رفضهِ القاطع لوجود المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة الماسخ للهوية الإيمانية والمنتقِص من السيادة العربية والإسلامية والناهب لخيرات ومقدرات الأمم والشعوب المستضعفة في هذا العالم.
سبعة عشر عاماً مرت منذ استشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وكلما واكبنا الأحداث التي اكتوت بآثارها ومساوئها الشعوب العربية والإسلامية وتورّطت أنظمتها بالرضوخ والاتباع لغير أولياء الله جرّاء التدخلات والإملاءات الأجنبية في القرارات العربية وشؤونها الداخلية.
تذكرنا وأدركنا مصداقية المنهج الثقافي القرآني والمشروع المناهض لوجود الاستكبار العالمي وازدادت وتعمّقت مع ذلك أفكار ومفاهيم السيد حسين حضوراً وتأثيراً وفاعلية في وجداننا ومشاعرنا كعوامل لمنطلقات المشروع القرآني المعتمد على العقيدة والثقة بالله والتوكل عليه والخروج بمسيرةٍ قرآنية أضحت حُجةً قويةً لكل من عاشها وأدركها وحُجة دامغة على كل من تعامى وتغافل عنها وأنكرها أو استنقص منها.
أصبحت المسيرة القرآنية تمثّلُ الإنتماء الحقيقي للدين الإسلامي وللهوية الإيمانية وقد تجاوزت بذلك الاعتبارات المذهبية والطائفية والجغرافية فكانت سلاحاً بيد المعتصمين بحبل الله المتين يقهر أعداء الله الطامعين المستكبرين وعملائه ويفضح مشاريعهم ومؤامراتهم التي تتكشف من حينٍ لآخر وبالذات مع أحداث العدوان الصهيوأمريكي على اليمن الذي يسعى عبثاً نحو طمس الهوية الإيمانية اليمانية التي تفرد بها أهل اليمن بنزعتهم الدينية الخالصة المبنية على الولاء العميق لله ولرسوله وأوليائه وتعلقهم الوثيق لدين الله.
سبعة عشر عاماً منذ استشهاده رضوان الله عليه والمنهج القرآني العظيم يسود ويترسخ في أفئدة أبناء الشعب اليمني والمسيرة القرآنية تتأسس وتتثبت في أذهان وتوجّهات الشعب اليمني موقفاً وبصيرةً وتحركاً وثقافة بعد أن كانت لديهم تأمُّلاً وقراءةً و رؤية ،
ولذلك فمن يريد أن يعي عظمة الجهاد وأجر المجاهدين وقيمة البذل و التضحية في سبيل الله فليقرأ أدبيات المسيرة القرآنية ومن يريد أن يكون مناهضاً لأعداء الله وللوجود الصهيوأمريكي في المنطقة العربية وأن يكون مؤمناً منفقاً تقياً يعمل صالحاً فليقرأ وليستمع محاضرات السيد حسين رضوان الله عليه، فهي كنزٌ وثراء ونجاة وفيها قيمٌ وإيمانٌ وفيها ومنها الهداية والثقافة والبصيرة.
فسلام الله على الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي يا من تشرّفت باحتضانك جبال مران وفخُر بك الدهر و الزمان وسعُدت بوجودك الأجيال والتفّ حولك الرجال والأشبال ونهض بك المستضعفون وتقهقر وانكسر منك المتجبرون والمستكبرون وتفاءل بك الأحرار والمتنوِّرون.
سلام الله عليك سيداً وعلماً ومجاهداً و شهيداً وقائداً وقائلاً :
إيمانٌ لا يبدأ من الله وينتهي بالمواجهة مع أعدائه ليس هو إيمان الرسل والأنبياء..