حملني خطاب السيد القائد الأخير حول مخططات إفساد دول الاستعمار هوية وأخلاق ومشروع الشعب اليمني إلى مشاهدة فيلم “أين كنا وأين سنصبح؟” أما أين كنا فذلك قبل أن يحمل الاستعمار الغربي عصاه على كتفه وترحل جيوشه عن الأرض العربية والإسلامية، فيما- بعد الحرب العالمية الثانية- قام بهندسة الأوضاع لتواصل إنتاج المشاكل وفي نفس الوقت الذي تمنع فيه إفراز الحلول ، ومع هذه الهندسة تماهى وتواطأ الكثيرون من أبناء جلدتنا، حتى وصل حجم الإفساد والفساد في أفكار وضمائر ولسان مفكري ومثقفي وإعلاميي وسياسيي واقتصاديي شعبنا وأمتنا إلى أن يكونوا هم أشد الناس نقدا ، ورفضا لنظرية حتمية التحرر والاستقلال، وهم المصدر الأساسي للنظريات البديلة الاستسلامية والارتهانية والوضعية، والدعاة لتطبيقها في الدولة وفي الحكم وفي القانون وفي الاجتماع وفي الأدب وفي الفن وفي الرياضة… إلخ..
أما اليوم وغدا وأين سنصبح بوعي وقيم ومشروع نهج ومواقف المسيرة القرآنية وردودها المتتالية على الأمريكان والبريطانيين والصهاينة ، فيمكننا القول إننا في عصر يدافع فيه الأحرار عن هويتهم وأوطانهم ومواقعهم، وفي ذات الوقت إنه عصر زوال قوى الطاغوت والفساد والإفساد والغزو والاحتلال والحصار وكل ما قام ويقوم على أساس نظرياتهم الفاسدة ، وإنه يمكننا استعادة الأخلاق والقيم ، واستعادة الكرامة الوطنية، وإصلاح الاقتصاد المنهار، وإقامة حياة ديمقراطية شعبية، ومعالجة كل الخطايا والمعاصي التي أنتجتها أنظمة تغيير الهوية الإيمانية اليمنية والعربية والإسلامية..
ختاما ، انظروا إلى النهايات التي تحيق بخصوم الأمة وأعداء اليمن، سوف تجدون أن المصالحة السعودية مع قطر والتقارب مع تركيا، دلالتهما الوحيدة أن كل القوى الرجعية والمعادية للأمة العربية تتوحد تحسبا واستعدادا لمواجهة انتفاضة وعي وقيم ومشروع جماهيرية عارمة في أغلب الأقطار العربية ، أما الدول اللقيطة على التاريخ والجغرافيا مثل السعودية والإمارات وإسرائيل فسوف تجدون- بعد تراجع الموقف الأمريكي عقب سقوط ترامب وصعود بايدن- أنها دول قائمة على الدعم الخارجي ، وخاصة الدعم الأمريكي والبريطاني ، يعني أن إسرائيل بدأت تمثل عبئا على الاستراتيجية الأمريكية والبريطانية في المنطقة، وأن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل والسعودية انكشفت وتعرت وانهزمت، بمعنى أن (القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام استعمارية) وأنها دول مشاريع استعمارية لا علاقة لإسرائيل باليهودية ولا علاقة للسعودية بالعروبة والإسلام ولا علاقة للإمارات بالاقتصاد ، وإذا انتهي هذا الهدف انتهت إسرائيل والسعودية والإمارات..