محمد الصفي
حرب خالية من انفجارات وضجيج القذائف والمدافع، لا يستخدم فيها جنودها الأسلحة العسكرية، بل يستبدلونها بأسلحة فكرية ايدلوجية تمكنهم من اسقط الوعي الجمعي الفطري، واختراق المجتمع، واستعباد العقول، واستهداف قيم وثقافات وهويات الشعوب.
هي حرب خشنة بما تحمله الكلمة من معنى، إلا أن مؤسسيها أطلقوا عليها مسمى الحرب الناعمة، ويستخدمون فيها كافة الوسائل للتأثير على الآخرين، باستثناء أداة القتل والقوة العسكرية، لكن نتائجها تفوق بكثير الحرب العسكرية، إذ انها تستهدف العقول والأرواح والنفوس والعقول.
دون الحاجة لاستخدام الأسلحة والقوة العسكرية وإطلاق صاروخ واحد أو قذيفة، قد يتمكن المخططون لها والقائمون عليها من احتلال الدول والشعوب وجعلهم تحت إرادتهم وطوع أمرهم، مالم يتحصن المجتمع والفرد بالهوية الإيمانية التي تمكنه من التصدي لهكذا غزو واحتلال وهزيمته أيضاً.