يعدُّ التميز واحداً من أفضل السلوكيات التي من شأنها أن تُنَشِّط القدرة على التخيُّل، وهو ما يجعل العقل يقتنع بالأفكار، ويجد حلولاً وطُرُقاً ابتكارية من أجل تنفيذها وتطويرها، وبالتالي يجد الفردُ نفسَه في وضعية إنتاج خِطَط وتحضير لمشروعات أفضل، هذا بالضبط ما تقوم به إدارة نادي وحدة صنعاء ممثلة بالمميز أمين جمعان، فيكون أكثر قدرةً على ابتكار أفكار جديدة بناءً على المفاهيم والمعرفة المخزنة في عقله؛ وعلى مستوى آخر، يجعل التميز الفرد أكثر شَغَفاً بما يحيط به من أمور وأحداث، وحتى في علاقاته الشخصية والعاطفية، وهو ما سيُفْضِي إلى ملاحظة مَن حوله للتغير الطارئ في شخصيته وطريقة تفكيره، فينال اهتمام الجميع، ناهيك عن القدرة على استيعاب الأحداث، وطرق التعامل مع المحيط الإنساني والبيئي، والقدرة على التحكم في النفس وتحقيق التوازن بين الرغبات والقدرات.
والتميز كذلك يعني أن الفرد المتميز يقدم لعمله الكثير، ويبذل فيه الجهد المُضاعف من أجل الوصول إلى هدفه في العمل، حتى لو كان ما يتقاضاه من العمل لا يتناسب مع ما يحصل عليه كأجر، فالمتميز كشخص مسؤول ومتفانٍ يَسْعَدُ بالمسؤوليات الموكلة إليه، ويرحِّب بها، ولا يتذمر منها، ولا يتهرب من ثقل أعبائها، وذلك يستلزم إزالة كافة العقبات وتنفيذ المهام وابتكار الحلول بِغَضِّ النظر عن درجة الصعوبة التي تعترضه.
هذا الحال يفترض وجود العديد من المقومات لدى الشخص المتميز، تمنحه القدرة على التفكير بدقة والفصل الصائب في الحقائق والمعلومات، وأيضاً الحُكم الصحيح على الأمور، وامتلاك قدرة أكبر على التركيز في أشياء معينة في الوقت والمكان المناسبين، والمتميز كذلك يُعْلِي من قيمة التعاون والشراكة مع الآخرين، وعدم الاستئثار الفردي بالنجاح، ويجعل التعلم من الأخطاء والاستفادة منها قوة لبناء المستقبل الناجح، ويتسم أيضاً بخصال التسامح مع الآخرين، والقدرة على نَبْذِ الكراهية وعدم التفريق في التعامل مع الجميع.
الأسبوع الماضي شاركنا بفخر واعتزاز نادي وحدة صنعاء الثقافي والرياضي زعيم أندية اليمن.. مهرجان تدشين الملتقى الشتوي الرابع، الملتقى الذي يشهد له الجميع بالتفرد والتميز، كون هذا الملتقى الرياضي يأتي في ظل انعدام جزئي للأنشطة والفعاليات الرياضية، وانعدام تام للمنافسات الكروية التي قضت عليها أسوأ أزمة عامة مرت في تاريخ الكرة اليمنية.
زعيم الأندية اليمنية عام بعد عام يثبت بأن روح الإدارة الرياضية الحديثة الاحترافية، وحدوية بتميز لا ينازعهم عليها أي ناد من أندية الجمهورية اليمنية، حقيقة أكدها وبإصرار وتحدي الأمين.. أمين جمعان، الذي تعرض لمحاولة اغتيال ذات أبعاد سياسية ارتباطية بذيول العدوان والمرتزقة، لكنها فشلت وأفشلت مخطط تدمير التاريخ الرياضي، رغم أنهم نجحوا في اغتيال رجل الشباب والرياضة الأول في زمن الحصار والعدوان الوزير الشهيد الأستاذ حسن محمد زيد.. جمعان رحل للعلاج وظن الجميع أن آخر مصدر لصناعة الأفراح والمناسبات الرياضية قد ولى هاربا لكنها أشهر معدودة حتى عاد، وأعلن مهرجان الملتقى الشتوي الرابع الذي تنكر له اتحاد كرة القدم رغم اعترافه بالملتقيات السابقة.
التميز وحدوي.. بدون زعل وبدون تحامل على ما اكتبه من قبل باقي الأندية، فما جاء أنتم سبب فيه لم نر لكم نشاطا ولم نشارككم في فعالية “الأهلي.. العروبة.. 22 مايو.. اليرموك.. شعب صنعاء” الأقرب للزعيم لكنهم لم يلتمسوا جدارته ولم يقتدوا به ولم يحاولوا تقليده في إدارة أنشطتهم وفعالياتهم.. حتى المحاولة الوحيدة لعميد الأندية أهلي صنعاء والتي كرم من خلالها بعض رواد الرياضة الأهلاوية الذين كان لهم بصمة في إبراز وتلميع اسم نادي أهلي صنعاء، أمانة نادي أهلي صنعاء ورغم أنها عتيقة عاصرت كثيرا من الإنجازات الرياضية والفعاليات الشبابية والمجتمعية بدءا بالمنتدى الصيفي السنوي 1994 – 1997م وبطولة عبدالجبار غنيمة لبناء الأجسام وغيرها.. إلا أنهم لم يتذكروا أصحاب الجهد والفكرة والعمل في إنجاح تلك الفعاليات ولم يكلفوا نفسهم حتى بتوجيه دعوة حضور ليظل التميز وحدويا والنجاح وحدويا.. وليظل اتحاد كرة القدم متميزا في تجديد المواعيد.. متفردا في تأجيل الدوري.. رائعا في إلغائه.. وتحجيم فرع الأمانة.