5 مرات تم اختيار المرشح الخاسر في صناديق الاقتراع ليكون الرئيس:الانتخابات الأمريكية الأكثر خداعاً للعالم وتزويراً لإرادة المواطنين
الانتخاب الفعلي لرئيس الولايات المتحدة يجري من قبل المجمع الانتخابي في ديسمبر وليس الآن
تسيطر الصهيونية على مفاصل الولايات المتحدة وسياستها ثابتة تجاه العرب والمسلمين والعدو الإسرائيلي
تقرير / ابراهيم الوادعي
وإن انتهت نتيجة الانتخابات الأمريكية – تمر بمرحلة عد الأصوات حاليا – لصالح أحد المرشحين دونالد ترامب الذي يرغب بتجديد ولايته عن الحزب الجمهوري أو جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذي يسعى لإزاحة ترامب بشكل شخصي والحزب الجمهوري عن الحكم فإن النتيجة الرسمية والحاسمة لن تظهر قبل ديسمبر حين يجتمع ما يعرف بالمجمع الانتخابي أو الهيئة الناخبة للتصويت الرسمي لاختيار الرئيس في أول اثنين عقب ثاني أربعاء من شهر ديسمبر وفقا للقانون الأمريكي .
ووفقا للقانون الأمريكي فان اختيار منصب الرئيس لا يجري بصورة مباشرة في الولايات المتحدة، فالنظام الانتخابي الأمريكي منذ وضعه في 1787م لم يجر عليه أي تغيير وهذا ما يجعل المواطن الأمريكي غير مهتم عادة بالانتخابات التي يجري إنفاق 15 مليار دولار عليها، فصوته لن يحدث فارقا.
538 عضوا يمثلون الولايات الأمريكية الخمسين بحسب تعداد سكانها يمثلون قوام الهيئة الناخبة الأمريكية وهم من ينتخب فعلا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، واختيارات الهيئة الناخبة لا تخضع كثيرا لنتائج التصويت الشعبي، وانما اختيار الرئيس الذي يرون في وجوده مصلحة أمريكا حتى وان كان الخاسر في الانتخابات، وفق المبدأ الذي تأسست به الولايات المتحدة حيث نظر مؤسسوها الى ان مبدأ الاختيار المباشر قد يأتي برئيس غير مناسب، وللفوز بالرئاسة يتطلب المرشح الفائز الحصول على 270 صوتا في الهيئة الناخبة، وليس مهما إن كان المرشح الذي جرى استبعاده قد حصد حتى 99% من الأصوات الشعبية .
وعلى مر تاريخ الانتخابات الأمريكية فقد وقعت حوادث من هذا النوع -خمس مرات في تاريخ الانتخابات بالولايات المتحدة الأمريكية- جرى خلالها اختيار المرشح الخاسر لدخول البيت الأبيض .
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، ففي 1824 فاز تشاب اندرو جاكسون باكتساح على مستوى التصويت الشعبي لكن المجمع الانتخابي استبعده واختار منافسه جون أدامز الخاسر بفارق كبير في صناديق الاقتراع ليفوز بالرئاسة ويدخل البيت الأبيض .
وفي عام 1948 م اختار المجمع الانتخابي هاري اس ترومان والذي صنعت في عهده القنبلة الذرية واستخدم السلاح النووي ضد اليابان في هيروشيما وناجازاكي، رغم اكتساح منافسه الجمهوري توماس ديوي ونشر الصحف لخبر فوزه .
وليس بعيدا عام 2000 م حين تنافس جورج دبليو بوش عن الحزب الجمهوري والديمقراطي الجور ووصلت الأمور الى المحكمة العليا التي قررت اختيار بوش الابن ووقف عملية إعادة عد الأصوات الـ 6 ملايين .
وفي هذا السياق فإن ما صرح به المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران السيد علي الخامنئي في كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف بكون الانتخابات الأمريكية على مدى تاريخها هي الأكثر تزويرا لإرادة الشعوب هو أمر حقيقي وواقعي، مضيفاً أن أمريكا هي آخر من يحق له الحديث عن إرادة الشعوب أو التشدق بحقوق الإنسان وحرية التعبير .
وفي هذا السياق كشف مراقبون قضائيون أمريكيون أنه في بعض الولايات كان هناك ما يقرب من ضعف عدد أصوات المواطنين الذين لهم حق التصويت، حسب الموقع الإلكتروني لمنظمة Judicial Watch.
وعلى سبيل المثال، في تكساس، سجلت إحدى الدوائر 187 بطاقة اقتراع لكل 100 ناخب. بشكل عام، حدد الفحص 1.8 مليون “روح ميتة” في 353 مقاطعة في 29 ولاية.
وقال رئيس جمعية مراقبي القضاء توم فيتون: “إننا نرى التهور الأعمى في إرسال بطاقات الاقتراع والطلبات بفضل هذا الفحص. “قوائم الناخبين القذرة تعني انتخابات قذرة”.
ولا تكاد تنفصل هذه التصريحات عن تغريدات ترامب برغم كونه الأسوأ بين رؤساء أمريكا التي تفضح جزءا من عمليات التلاعب والتزوير الذي يعتري نظام الانتخابات الأمريكية ويزور إرادة الناخب الأمريكي وإخضاعها للمصالح السياسية والدولة العميقة وفق مابات معلوما.
وتسيطر الصهيونية على مفاصل الدولة الأمريكية مشكّلةً ما يعرف في المصطلح السياسي بالدولة العميقة، وهي التي سمحت بتمتع اليهود في أمريكا بامتيازات وتقلدهم مناصب يحجبها عنهم الدستور الأمريكي ودخولهم الى البيت الأبيض ووصولهم لمناصب حساسة – مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وزوجته ايفانكا ترامب يهوديان – وكذا سيطرتهم على مفاصل الاقتصاد الأمريكي والدولي من خلال صندوق النقد الدولي، وليس بعيدا التحكم باختيارات الهيئة الناخبة من خلال السيطرة والسطوة على أعضائها .
ووفقا لجون ج. ميرشايمر وستيفن م. والت مؤلفي كتاب اللوبي الإسرائيلي، تبرز منظمة «إيباك» كذراع قوي للصهيونية، والصهيونية العالمية هي خليط من اليهود والمسيحيين الانجيليين، ولها تأثير على الرؤساء الأمريكيين، سواء في الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي، وقدرتها الكبيرة، من خلال تمويلها للحملات الانتخابية، على مكافأة المنتخبين والمرشحين نظير تأييد هؤلاء لأهدافها؛ وقدرتها على معاقبة أولئك الذين يرفضون طلباتها. ويشتغل ميكانيزم التأثير لدى هذه المنظمة بطرق عديدة، منها اعتمادها في ماليتها، على عطايا الكثير من المانحين الخواص، كما أن المنظمة تعمل على مساعدة المرشحين للانتخابات على إيجاد مانحين آخرين وموارد تمويلية إضافية، وإذا لم تنفع أساليب الردع والضغط الانتخابي تلجأ «إيباك» إلى التهديد الضمني للمسؤولين السياسيين المترددين.
ويسعى اللوبي الصهيوني دائما إلى الضغط في اتجاه انتخاب رئيس موال لإسرائيل، وفي هذا السياق يمكن فهم التصريح الأخير- حيث قالت رئيسة فرع “الحزب الديمقراطي” في كيان العدو الإسرائيلي هدار استون ،في تصريحات لقناة 24 الصهيونية إن جو بايدن صهيوني منذ نشأته في البيت.
وأكدت استون أن “جو بايدن صديق حقيقي لإسرائيل وسيساعد في إبقاء رؤية حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو صهيوني منذ نشأته في البيت”.
وبحسب القناة مساء الخميس 4 نوفمبر قالت ستون “لا داعي للقلق، جو بايدن صهيوني من البيت، نشأ مع مقولة مفادها أنه إذا لم تكن إسرائيل موجودة لكان يجب إيجادها” وأضافت : إن بايدن ليس الصديق الوحيد فقط، إنما دائرته ستكون كذلك، مؤكدة “لا داعي للقلق بشأن ذلك”، في إشارة إلى قرب بيرني ساندرز من بايدن.
وبايدن هو من بين المرحبين بالاتفاقيات الموقعة بين كيان العدو الصهيوني ودول الخليج والسودان، وبالتالي من المتوقع أن يستمر على نفس الخط السياسي الذي بدأه ترامب في الشرق الأوسط، وسبق وتعهد بضمان أمن إسرائيل، خلال كلمة له في الذكرى الثانية للهجوم على كنيس “شجرة الحياة” في بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، مشددا على تعهده بمواجهة العداء للسامية بكل حزم.
وقال خلال حملته الانتخابية إنه إذا فاز في انتخابات الرئاسة الأمريكية الوشيكة، فإنه سيتصدى بكل قوة لـ”معاداة السامية لأن هذه المعاداة سرطان أدى إلى زيادة خطيرة في جرائم الكراهية على مدى السنوات الأربع الماضية”.
ومن هذا المنطلق تكمن الحقيقة في أن المساندة الأمريكية لإسرائيل تتجاوز حدود مجموعات اللـوبي والكتلة اليهودية التي لا تتجاوز 3% من حجم المجتمع الأمريكي، وهذا ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، أثناء عمله كسفير لإسرائيل في واشنطن، حيث قال : أعتقد أن ارتباط الشعب الأمريكي وإدارته في إسرائيل يفوق وزن الجالية اليهودية ونفوذها.
ووجه آخر للحقيقة انه لا مصلحة للدول الإسلامية في مجيء رئيس أمريكي ديمقراطي أو جمهوري، فالموت لا يفرق في نتيجته أكان ذبحا بسكين ام خنقا بخيط من حرير، ولا يمكن بحسب الرئيس الكوبي فيديل كاسترو المفاضلة بين فردتي حذاء، فالسياسة الأمريكية ثابتة تجاه العدو الصهيوني والخيار المتاح للدول الإسلامية هو امتلاك القوة والعمل بجد لطرد أمريكا من المنطقة والتخلص من هيمنتها كسبيل وحيد لعودة القدس وفلسطين وإزالة الغدة السرطانية المسماة إسرائيل .