إن لم نحتفل بميلاد نبينا محمد.. فبمن نحتفل؟!

 

 

 

حسن عردوم

 

يقول المؤرخ كريستوفر داوسون في كتابه قواعد الحركة في تاريخ العالم” إن الأوضاع العالمية تغيّرت تغيراً مفاجئـًا بفعل فرد واحد ظهر في التاريخ هو محمد”.

بدأت مقالي بعبارة لمؤرخ من المملكة المتحدة، وهو بالطبع ليس مسلماً ولكنه نهلَ من سيرةِ محمد فوجده الشخص والإنسان المختلف تماما عن كل من قرأ عنهم.

حين يقول مؤرخ بريطاني إن محمداً غيّر العالم فجأة ماذا يعني ذلك …؟

الحداثيون الذين تجاوزت حداثيتهم الشعر واللغة وتعدوا ذلك إلى الدين والقران والحديث النبوي، كان يجب عليهم أن يقفوا برهة أمام هذه العبارة التي قالها المؤرخ البريطاني، ليعرفوا أن جماجمهم بداخلها رمادٌ يلفه السواد ، وليعترفوا أنهم ينفثون سما زعافا، وأن نفوسهم صارت أشبه بكثير من نفس  شيطان مارد تحول إلى بؤرة للقاذورات، يلتهم كل من فتح شفتيه له مبتسما.

إنه محمد يا سادة….. النبي الذي جعل روح الشاعر الألماني الشهير “جوته” تهتزُ داخل جسمه حيرةً وخجلاً مما وصل اليه نبينا محمد من العظمة والسمو الذي لا يضاهيه آدمي على هذه البسيطة..

حين يكتب “جوته” وهو أحد أشهر أدباء ألمانيا والذي صارت كتبه يقتنيها كل مثقفي بلاده، لما ترك فيها من إرث أدبي وثقافي، ويقول عن نبينا بأنه لم يجد في كتب التاريخ مثلاً أعلى للإنسان كمحمد،  فإن على كل مثقفينا أن يراجعوا كتبهم التي لم توصلهم لمحمد ويحولوها إلى رماد.

ليس “جوته” وجورج ويلز” و” توماس كارليل” و”مايكل هارت” وغيرهم من الأدباء والفلاسفة والمؤرخين من ذابوا في محمد، ووصفوه بأفضل ما انتجت ذائقتهم الأدبية ، بل هناك الكثير من فلاسفة الشرق والغرب ومفكري وعلماء وأدباء المعمورة، جميعهم تنافسوا على نسج أعذب العبارات وأصدقها في وصف النبي محمد ورسالته الخالدة.

لم نجد تفسيراً لحب هؤلاء وصدق عشقهم لمحمد وهم يتبعون ديانات مختلفة، سوى أنه وحده النبي الذي خُلق رحمة للناس جميعا من أقصى الأرض إلى أدناها ومن شرقها إلى غربها …

لمن يعشقه هؤلاء.. ألا يحق لنا أن نعيشه ونحيا به ونحتفل ونفرح ونفاخر به بين الأمم ونحن أمته وأنصاره …

قد يعجبك ايضا