أصدقاء اليمن 

الاجتماع الوزاري الذي من المقرر أن تعقده “مجموعة أصدقاء اليمن” في الـ24 من سبتمبر الجاري بمدينة نيويورك¡ وإن كان يعبر عن متانة العلاقات وجسور الشراكة التي تربط اليمن بكافة أشقائه وأصدقائه¡ فإن هذا الاجتماع يعكس في الوقت نفسه إدراك الجميع لحقيقة أن استقرار اليمن الموحد وازدهاره ي◌ْعد من المرتكزات الأساسية لاستقرار المنطقة والأمن الإقليمي والسلم العالمي بحكم موقعه الاستراتيجي وما تفرضه حساسية هذا الموقع من تحديات وأعباء على هذا البلد الذي يواجه اليوم العديد من التحديات وفي مقدمتها معركته مع الإرهاب وعناصره المتطرفة والضالة التي وضعت اليمن في خانة الاستهداف م◌ْراهنة على الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لتنفيذ مشروعها التدميري الذي لا يقتصر خطره على تهديد الأمن والاستقرار في اليمن بل يتعداه ليشكل خطرا◌ٍ على أمن واستقرار المنطقة والعالم برمته ناهيك عن الأضرار التي أحاقت باليمن جراء تدفق موجات النازحين من الصومال والقرن الأفريقي إلى أراضيه وتأثير ذلك على أوضاعه الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. ومثل هذه الأعباء وغيرها لايمكن أن يتحملها بلد يعاني من شحة الموارد وتراجع انتاجه من النفط علاوة على الانفجار السكاني الذي يفوق قدراته على تلبية وتغطية الاحتياجات التنموية المتزايدة الأمر الذي يستدعي من أصدقاء اليمن الذين سيجتمعون في نيويورك النظر بواقعية إلى أن الدعم الذي يحصل عليه اليمن من أشقائه وأصدقائه لا يتوازى ولا يقارن بحجم التضحيات التي يقدمها في حربه ضد الإرهاب¡ ودوره الفاعل كشريك أساسي مع المجتمع الدولي في مجابهة تلك الآفة الخبيثة التي ليست انتاجا◌ٍ يمنيا◌ٍ بل إنها وفدت عليه من الخارج وهو اليوم يدفع نيابة عن الآخرين الثمن باهظا◌ٍ لتلك الإفرازات الناتجة عن حقبة الصراع الدولي إبان “الحرب الباردة” التي سبقت انهيار المعسكر الاشتراكي. مما يعني معه أن الدعم الذي ي◌ْقدم لليمن هو أقل مما يجب أن يحصل عليه. ولذلك فإن ما نتطلع إليه من الاجتماع المقبل لمجموعة أصدقاء اليمن” في نيويورك¡ هو أن يأخذ بعين الاعتبار احتياجات هذا البلد التنموية والاقتصادية حتى يتمكن من الوقوف على قدميه وتوفير متطلبات شعبه الذي يفوق تعداد سكانه 25 مليون نسمة معظمهم من الشباب وصغار السن¡ خاصة وأن هناك شعورا◌ٍ عاما◌ٍ لدى اليمنيين بأنه لا مقارنة على الإطلاق بين ما يقدم لليمن من المنح والمساعدات وبين ما تحصل عليه دول أخرى من الدعم والمساندة رغم جسامة التحديات التي تتعرض لها اليمن. ويحدونا الأمل أكثر في خروج “اجتماع نيويورك” بنتائج عملية يلمس المواطن اليمني مردوداتها الايجابية على أرض الواقع بعد أن صار لايكترث بتلك الوعود التي لاتفضي إلى شيء¡ فالواقع أنه منذ انعقاد مؤتمر لندن للمانحين لازال هناك كثيرون ممن لم يفوا بتعهداتهم التي أعلنوا عنها في ذلك المؤتمر مما ألقى بظلاله السلبية على الخطط والبرامج التي وضعتها الحكومة اليمنية من أجل النهوض بالأوضاع الاقتصادية والحد من البطالة وعوامل الفقر. وحتى لا يخرج الاجتماع القادم لأصدقاء اليمن بتعهدات إضافية تبقى مجرد أرقام في مفكرات رؤساء الوفود المشاركة¡ فمن الواقعية أن يأتي الاجتماع القادم لأصدقاء اليمن مختلفا◌ٍ عن سابقيه وذلك باتخاذه لقرارات تفضي إلى إنشاء صندوق لدعم اليمن تنمويا◌ٍ واقتصاديا◌ٍ إلى جانب إقرار الآليات التي تتضمن السبل الكفيلة بتأهيل العمالة اليمنية وفتح أسواق العمل أمامها وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي وهو ما يتطلب من هذا الاجتماع العمل على تحديد التزامات كل طرف وكذا الأنشطة التي سيقوم بدعمها¡ إذ لا يكفي اطلاق الوعود فيما يظل الإيفاء بها مرتهنا◌ٍ بمدى جدية هذا الطرف أو ذاك!. وإذا ما خرج “اجتماع نيويورك” بمثل هذه المحددات فإنه سيؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة البناءة والفاعلة بين اليمن وأشقائه وأصدقائه الذين سيحتفظ لهم الشعب اليمني بالجميل على وقوفهم إلى جانبه ودعمهم له ومساندته لجهوده التنموية والاقتصادية¡ ولن ينسى شعبنا دعم أي شقيق أو صديق¡ وسيظل على الدوام وفيا◌ٍ لأشقائه وأصدقائه يبادلهم الوفاء بالوفاء¡ والحب بالحب.

قد يعجبك ايضا