إقرار الخطة الرئيسية للحفل المركزي بصنعاء والخطط الفرعية في المحافظات

الثورة /
تأخذ الاستعدادات الخاصة بإقامة الحفل المركزي الذي ستشهده العاصمة صنعاء الخميس المقبل الموافق 12 ربيع الأول بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف منحى تصاعدياً على مستوى العاصمة ومختلف المحافظات.
فيما ازدانت العاصمة صنعاء بالأضواء وطُليت واجهات المنازل والمباني الحكومية والمركبات بالألوان والشعارات كما زُيّنت الشوارع الرئيسية والفرعية بألوان البهجة والنقاء فرحاً وابتهاجاً بهذه المناسبة الغالية على قلوب اليمنيين خصوصاً والمسلمين عموماً.
وأقرت اللجنة العليا للاحتفاء بالمولد النبوي عليه وآله افضل الصلاة وأتم التسليم في اجتماعها امس السبت الخطة الرئيسية للحفل المركزي المقررة إقامته بأمانة العاصمة وكذا الخطط الفرعية للاحتفاء على المستوى المحلي ومختلف الترتيبات الأمنية والخدمية والإجرائية والتنظيمية والفنية السابقة والمصاحبة، كما استعرضت اللجنة تقريرا عن سير التحشيد في العاصمة والمحافظات من اجل مشاركة شعبية واسعة تنسجم والأهمية البالغة للمناسبة ومكانتها الكبيرة في قلوب الشعب اليمني .
وفي مشهد جمالي وروحاني مليء بالكثير من المظاهر والصور الاحتفالية المعبرة عن حب الرسول الأعظم وخصوصية هذه المناسبة الدينية العظيمة تحولت مدينة صنعاء وشوارعها إلى ساحة كبرى للاحتفال، فيما بدا ميدان السبعين أشبه بخلية نحل تسابق الزمن للتهيئة للاحتفاء بمولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخميس القادم.
وخلال الأيام القليلة الماضية وتحديدا منذ بدء شهر ربيع الأول الحالي، بدت مدينة صنعاء وعواصم المحافظات وهي في أبهى الحلل وقد اكتست بالزينات الضوئية والرايات الخضراء والبيضاء التي راحت ترفرف خفاقة في أرجاء العاصمة والمدن اليمنية.
كما ازدانت المساجد بالألوان والعبارات الترحيبية بالمولد النبوي وحلقات الذكر والثناء وسرد سيرة الرسول الأعظم وصفاته ومناقبه، وصدحت عبر مآذنها الصلوات والتواشيح الدينية المعبرة عن روحانية هذه المناسبة وخصوصيتها.
وانتشرت في الشوارع ومفترقات الطرق سيارات تتولى طلاء المركبات والدراجات النارية والهوائية التي يقدم بعضها خدمات مجانية لقاصديها والبعض الآخر مقابل مبلغ متواضع من المال في مشهد يعكس مدى الفرحة بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.
واعتاد اليمنيون في هذه المناسبة الإعداد والتحضير لها منذ بداية شهر ربيع الأول حتى يوم ذكرى المولد النبوي الشريف ويقومون بالاحتفال عن طريق التجول في المدن وسماع الموشحات الدينية.
ويؤكد المواطنون الاستعداد الكامل من اجل مشاركة واسعة ومشرفة في الحفل المركزي وفي كل الفعاليات المصاحبة على المستوى المحلي وبما يليق بعظمة المناسبة، فيما يؤكد مسؤولو اللجان التحضيرية على المستويين المركزي والمحلي اكتمال الترتيبات لإقامة الحفل المركزي ولم يعد هناك سوى بعض اللمسات البسيطة وستكون جاهزة تماما قبل حلول الخميس.
إلى ذلك تواصلت في العاصمة والمحافظات الفعاليات الاحتفائية بذكرى المولد النبوي الشريف.
وكانت اللجنة العليا للاحتفال بالمولد النبوي قد استعرضت في اجتماعها أمس برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الترتيبات النهائية للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة.
وأقر الاجتماع الذي ضم رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ونائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول ونائبي رئيس الوزراء لشؤوني الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، الخطة الرئيسية الخاصة بالحفل المركزي الذي ستشهده العاصمة صنعاء يوم 12 ربيع أول والخطط الفرعية للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الهامة على المستوى المحلي ومختلف الترتيبات الأمنية والخدمية والإجرائية والتنظيمية والفنية السابقة والمصاحبة.
واستمع الاجتماع بحضور وزراء الإدارة المحلية علي القيسي والشباب والرياضة حسن زيد والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والدولة لشؤونِ مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية أحمد القنع والأوقاف والإرشاد نجيب العجي، إلى تقرير عضو مجلس الشورى رئيس لجنة التحشيد الشعبي خالد المداني، عن سير التحشيد في العاصمة والمحافظات للمشاركة الشعبية الواسعة بما ينسجم والأهمية البالغة لهذه المناسبة ومكانتها الأثيرة في قلوب ووجدان الشعب اليمني الذي ناصر رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم منذ فجر الدعوة الإسلامية بحمل راية الفتوحات إلى أصقاع الأرض.
ونوه المجتمعون بالتفاعل الكبير لأبناء الوطن مع مختلف الفعاليات التي أقيمت خلال الأسبوع المنصرم .. لافتين إلى ما تمثله ذكرى مولده الشريف من محطة سنوية هامة لتجديد العهد لله ورسوله وأن الشعب اليمني سيظل محافظا على نهجه في حبه وتعظيمه للرسول الكريم وفي مناصرة الدين الإسلامي والانتصار لقيمه ومبادئه الرفيعة وتمثل الخلق العظيم للنبي الخاتم.
وأهاب الاجتماع الذي حضره نواب وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين والكهرباء والطاقة عبدالغني المداني والعدل القاضي سعد هادي والثقافة محمد حيدرة والأمين العام المساعد لرئاسة الوزراء يحيى الهادي ورئيس دائرة الدفاع والأمن برئاسة الوزراء طه الصنعاني، بكافة أبناء الشعب اليمني المشاركة المشرفة واللائقة بهم وبحبهم ومناصرتهم للنبي الخاتم في الفعالية المركزية بأمانة العاصمة وتلك التي ستقام في عواصم المحافظات الحرة.
أكد المجتمعون أن الجميع مطالب في ظل ما تشهده المنطقة من تطبيع عدد من الدول مع الكيان الصهيوني الغاصب، بالحضور والمشاركة الواسعة في هذه المناسبة لإرسال رسالة واضحة ومدوية للعالم أجمع بأن اليمنيين ضد التطبيع مع العدو الصهيوني وأنهم سيظلون على موقفهم الثابت في مناصرة الدين والرسول الكريم والقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في استعادة أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
وأشادوا بجهود مختلف الجهات المبذولة في سياق العملية التحضيرية للاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبتفاعل الوزارات والمؤسسات والسلطات المحلية في أمانة العاصمة والمحافظات والمديريات مع البرنامج الاحتفائي القطاعي الذي دشن مطلع الأسبوع الماضي.
على صعيد متصل أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن الكوادر الطبية كانت عند مستوى المسؤولية في تحقيق الأمن الصحي رغم شحة الإمكانات والاستهداف العدوان للبنية التحتية للقطاع الصحي بصورة عامة.
وثمن عضو السياسي الأعلى الحوثي في احتفالية نظمتها وزارة الصحة العامة والسكان اليوم في ذكرى المولد النبوي، دور الكوادر الصحية والطبية في استمرار تقديم الخدمات وتخفيف معاناة المرضى والجرحى ومواجهة كورونا .
وأشاد بدور المنشآت الطبية الخاصة في مساندة جهود وزارة الصحة في تخفيف معاناة المواطنين .. داعيا إلى استغلال هذه المناسبة الدينية في تقديم تخفيضات في رسوم الخدمات الطبية والعلاجية وتعزيز مبدأ التكافل المجتمعي.
وأشار محمد علي الحوثي إلى أهمية الاحتفال بذكرى المولد النبوي .. مبيناً أن الاحتفال بمولد الرسول الأعظم هو احتفاء بالرحمة المهداة والتأسي به قولاً وعملاً.
وحث الأطباء والكوادر الصحية على استحضار أخلاق الرسول وصفاته وهم يؤدون واجبهم الإنساني تجاه المرضى والجرحى .. موجها وزارة الصحة باستيعاب كافة التخصصات في مختلف المستشفيات.
وتطرق إلى عملية الاستقطاب للكوادر الطبية النوعية من قبل دول العدوان .. مبيناً أن التمسك برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو تمسك بحياة العزة والكرامة.
ولفت عضو السياسي الأعلى الحوثي إلى الغموض الذي يكتنف الشارع اليمني حول الحق من الباطل حول ما يتعرض له اليمن من عدوان طال الأطفال والنساء والشيوخ وكل مقومات البنية التحتية .. وقال” من يسير مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو في الخط المستقيم مع الذين أنعم الله عليهم في حين من يسير مع العدوان والتطبيع وقتل اليمنيين والفلسطينيين هو من المغضوب عليهم”.
وأكد أن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني يقفان عقبة أمام السلام في اليمن .. مشيرا إلى أن من يقتلون اليمنيين هم اليوم مع قتلة الفلسطينيين.
وأضاف” لم نر المطبعين يذهبوا بطائرات “إف 16″ الأمريكية ومدافع القيصر الفرنسية لنصرة الفلسطينيين بل أتوا بها لقتل اليمنيين” .. لافتاً إلى أن الإمارات تقدّم اليوم إمكاناتها للعدو الصهيوني مقابل فتات لا يذكر كانت تقدمه للقضية الفلسطينية.
من جانبه أشار وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الجليلة لاستشعار قيّم التراحم والأسوة الحسنة من سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح أن مولد الرسول الخاتم هو إيذاناً بمولد القيم الإنسانية .. داعياً كوادر القطاع الصحي والطبي إلى استحضار عظمة هذه المناسبة، بما ينعكس إيجاباً على الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين.
وأكد الدكتور المتوكل أهمية إحياء هذه المناسبة لما تمثله من محطة للتزود منها بالمعاني النبيلة لسيرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما قدّمه للإنسانية من خدمات جليلة في إيصال رسالة السماء إلى أصقاع المعمورة.
كما أكد أن الرسالة المحمدية جاءت للأمة والبشرية جمعاء، وأن الأمة في هذا العصر بحاجة ماسة للاقتداء بنبي الإنسانية ومنهاجه العالمي بما شمله من تشريعات وأنظمة تنشر العدل وتنصر المستضعفين وتحقق لهم النصر والصلاح والفلاح.
وتطرق وزير الصحة إلى جهود الوزارة للنهوض بالقطاع الصحي سواء ما يتعلق بالمستشفيات الخاصة أو الصيدليات .. مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من تقييم المستشفيات وتنفيذ نظام الأتمتة فيها.
وثمن صمود الاستشاريين والأطباء والكوادر الصحية واستمرارهم في تأدية مهامهم الإنسانية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار.
بدوره أشار وزير الدولة لشؤون الحوار والمصالحة الوطنية أحمد القنع إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لاستلهام قيم الرحمة وأخلاق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وعبّر عن الفخر والاعتزاز باحتفال الشعب اليمني بميلاد خير البرية الذي جاء ليبدد الظلام بالنور ويرسخ مبدأ التسامح والتكافل والإخاء بين أبناء الأمة.
ودعا الوزير القنع من يوقف في صف العدوان للعودة إلى حضن الوطن والاستفادة من قرار العفو العام لتفويت الفرصة على قوى العدوان النيل من الوطن وأمنه واستقراره.
وخلال الفعالية تم عرض أوبريت عن نبي الهدى وقصيدة لشاعر الثورة معاذ الجنيد وفقرات إنشادية وفنية عبرت عن عظمة المناسبة وكذا أوبريت عن الجيش الأبيض ودورهم في تخفيف معاناة المرضى.
تصوير/عادل حويس