الثورة / عبدالقادر عثمان
تحت عنوان: «صنعاء تتزيَّن بأبطال اليمن الأحرار»، احتشد الآلاف من المواطنين في صنعاء لاستقبال الأسرى المحررين يوم أمس، كان مشهد الاستقبال على أرض المطار وخارجه وصولا إلى أطراف شارع المطار باتجاه الجراف جميلاً ومعبراً ومؤثراً، مجاهدون ومناضلون أسرى يعودون إلى أرضهم، إلى أهلهم، إلى ذويهم، من حقهم أن يلقوا ترحيب شعبهم وأهلهم، وفي مقدمة هؤلاء رفاقهم المجاهدون.
لكنه مشهد ناقص، بما تبقى من أسرى ما يزالون في سجون العدوان ومرتزقته، وسيكون جميلا لو أن الطرف الآخر تعامل مع هذا الملف باعتباره ملفا انسانيا يجب تحييده، لكن العدوان لا يكترث بمعاناة الغياب والفقد الذي يعانيه أهالي الأسرى من جميع الأطراف.
وقد توجَّه رئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، باعتذاره الشديد للأسر التي ما زالت تنتظر عودة أبنائها الأسرى من سجون العدوان ومرتزقته.
وقال المرتضى «نقدم اعتذارنا الشديد لكل الأسر التي لم يتحرر أبنائها خلال هذه الصفقة.
وأضاف: نؤكد لهم أننا حاولنا بكل استطاعتنا ان تكون الصفقة شاملة لكل الأسرى، ولكن ظروف المفاوضات فرضت علينا التجزئة، ونعدهم بأننا سنبذل كل جهودنا لتحرير جميع أسرانا الكرام. سواءً عبر صفقات جزئية أو عبر صفقة شاملة، إن شاء الله.
وفي الاستقبال أوضح رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى أنه تم تحرير 250 أسيراً من الجيش واللجان الشعبية من السجون السعودية و220 أسيراً من محافظة مارب.
وأشار إلى أنه سيصل اليوم الجمعة 200 أسير من الجيش واللجان الشعبية من سجون العدوان في محافظة عدن ليكون عدد المحررين 670 أسيراً.
وقال المرتضى «كان من المفترض تحرير 680 أسيراً من الجيش واللجان الشعبية إلا أن التحالف استثنى عشرة أسرى من سجون محافظة مارب الأمر الذي جعلنا نستبعد عشرة من أسرى العدوان الموجودين في صنعاء».
وأكد الحرص على أن يتم تبادل الكل مقابل الكل من الطرفين كما نصت عليه اتفاقية السويد.. معرباً عن أسفه لعدم تنفيذ ذلك بسبب الخلافات الكبيرة بين المرتزقة وتحالف العدوان.
وطمأن رئيس اللجنة الوطنية للأسرى، أهالي الأسرى الذين لا يزالون في سجون العدوان أن هناك صفقات أخرى سيتم خلالها تحرير كافة الأسرى .. وأضاف «لدينا ما نضغط به لإجبار العدوان على تحرير كافة الأسرى والمعتقلين في سجونه».
وقد جرى للأسرى المحررين وعددهم 470 أسيرا وصلوا الذين أمس، فيما سيصل 200 اليوم الجمعة، استقبال رسمي وشعبي مهيب في المطار تقدمه أعضاء المجلس السياسي الأعلى ومدير مكتب الرئاسة وعدد من الوزراء ومحافظي المحافظات وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات عسكرية وأمنية ومشايخ وشخصيات اجتماعية.
وقد تحولت «ساحات مطار صنعاء الدولي» وشارع المطار الممتد إلى قرب منتصف العاصمة صنعاء، إلى كتلة بشرية واحدة، بعد أن احتشدت الجموع في استقبال الأسرى، بينهم الأهالي الذين رأوا أحبابهم بعد غياب لسنوات.
أسرى ومخطوفون
الملفت أن هؤلاء الآتين من سجون العدو ومعتقلاته، لم يكونوا أسرى من الجبهات فحسب، بل إن أعداداً منهم صيادون خطفتهم القوات السعودية من البحر الأحمر في الحديدة، وبعضهم مخطوفون خطفتهم مليشيات الإصلاح من الطريق العام بمارب.
وقال وزير الإعلام ضيف الله الشامي «اليوم نقرأ عناوين النصر على وجوه أبناء الشعب اليمني، وهم يستقبلون الأبطال الأسرى في مطار صنعاء الدولي».
وأكد أن الأسرى والجرحى يحظون باهتمام كبير من قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط.
وأضاف «قيادتنا لا يمكن أن تفرَّط بأي أسير من أسرانا، وكل الأسرى سيفرج عنهم في صفقات قادمة».
من جهته اعتبر مدير عام مطار صنعاء خالد الشايف، أن استقبال الأسرى يوم تاريخي تزامن مع الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية.. لافتا إلى أن الجماهير توافدت إلى مطار صنعاء الدولي منذ الصباح لاستقبال الأسرى المحررين.
فيما أعرب عدد من أسرى الجيش واللجان الشعبية عن الشكر لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لاهتمامه بتحريرهم والاهتمام بأسرهم ورعايتها.
وأكدوا العزم على مواصلة الصمود والثبات حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن.
فرق طبية وترتيبات صحية
أكدت وزارة الصحة العامة والسكان الجهوزية الكاملة للتعامل مع أي حالة صحية للأسرى المحررين والعائدين إلى أرض الوطن.
وأوضح ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أن الوزارة استنفرت طواقمها وإمكانياتها الطبية لمعالجة الأسرى المحررين من الجيش واللجان الشعبية الذين وصلوا أمس بما يليق بتضحياتهم وما قد يحتاجه بعض المرضى منهم.
وأشار إلى أنه تم إعداد 14 فريقاً كل فريق يضم «طبيب عام، طبيب جلدية، مخبري، صيدلي وممرض» للفحص الأولي للأسرى المحررين أثناء وصولهم مطار صنعاء الدولي وأخذ عينات منهم للفحص وتجهيز سيارات إسعاف تحتوي بعضها على عنايات مركزة لبعض الحالات الحرجة ونقل بعضها مباشرة إلى المستشفيات.
ولفت الدكتور الحاضري إلى أنه تم تجهيز صيدلية متنقلة بها أدوية إسعافية وطارئة لأي حالة قد تكون مصابة بالضغط أو السكري أو القلب أو جروح جلدية أو غيرها من الأمراض وكذا تجهيز وسائل الأمن والحماية الصحية لكل المحررين.
وأكد أن المرحلة الثانية من العناية الصحية للمحررين ستبدأ بعد الاستقبال الشعبي بإخضاعهم لكشف طبي شامل عبر أخصائيين في القلب والأوعية الدموية، الباطنية، العظام، المخ والأعصاب، الجلدية، العيون، الأنف، الأذن والحنجرة والنفسية بالعاصمة صنعاء قبل أن يتم إرسال بعض منهم إلى محافظاتهم والتنسيق مع مكاتب الصحة في المحافظات لتقديم كامل الرعاية والعناية والخدمات الصحية لأي حالة من الأسرى المحررين.
اليوم استكمال صفقة التبادل
من المقرر أن تستكمل صفقة التبادل اليوم، حيث ستصل مطار صنعاء طائرتان قادمتان من مطار عدن تحملان 200 أسير من أبطالنا الموجودين في سجون المرتزقة بعدن، فيما ستقلع طائرتان من مطار صنعاء إلى عدن وتحملان على متنيهما 150 أسيرا من الطرف الآخر.
أمل يتعزز
وتبدأ اليوم الانتقال إلى ترتيبات المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، حسب ما نص عليه اتفاق السويد الموقع مؤخرا، وبالتأكيد ستبدأ اليوم تساؤلات الأسر التي انتظرت أبناءها حول مستجدات قضية أولادها، فأهالي الأسرى اليوم أصبحوا أكثر أملا في تحرر أبنائهم الأبطال، وبالتأكيد فإن قائد الثورة يولي هذا الملف اهتماما كبيرا ويضعه في سلم الأولويات المطلقة، بحسب الحاج أحمد محمد علي، والد الأسير علي الذي صار له أكثر من ثلاثة أعوام، فهو يشتاق لولده الوحيد، وهو ينتظر فرجا قريبا.