ترحيب عبدالسلام وبيان غريفيث
فهمي اليوسفي
من وجهة نظري إن ترحيب رئيس الوفد المفاوض والناطق الإعلامي لحركة أنصار الله محمد عبدالسلام في مضمون بيان المبعوث الأممي مارتن غريفيث بشأن التصعيد في محافظة الحديدة. يعد ترحيبا وفق روتين أي عمل تفاوضي لكنه بالغ الأهمية بالتزامن مع مجريات الأحداث ويحمل طابعا دبلوماسيا في حال غصنا بترجمة ما بين السطور.
سنجده ترحيبا ذا حدين الأول يكشف من خلاله وبشكل غير مباشر طبيعة الصمت والإغفال المستمر والمتعمد لغريفيث حول الخروقات المتواصلة والجرائم المستمرة التي ترتكبها قوى العدوان ولازالت بكافة الجبهات على رأسها الساحل الغربي، وبنفس الوقت تذكيرا بالصمت الأممي عن استهداف قوى العدوان للمدن والمدنيين وغيرها منذ 5 أعوام أهمها جبهة الساحل التي أغفلها هذا المبعوث بشكل متعمد في كل مواقفه وإحاطاته وبياناته بل أتقن هندسة المشاريع الغلاطية وأنحاز لدول العدوان.
الترحيب يضع النقاط على الحروف بشكل غير مباشر حول آليات الغلاط والاحتيال لغريفيث التي اتبعها ولازال لمحاولة تمكين قوى العدوان من استكمال انتزاع الساحل الغربي برمته وبما يخدم المطامع الصهيونية في هذا المربع.
الترحيب من الباطن يسلط الأضواء على الموقف السلبي لغريفيث حول هذا الشريط الساحلي تحديدا وللعبة السحرية السابقة واللاحقة التي ينفذها عبر النافذة الأممية عن بقية المشاريع الغامضة مع تحديد درجة الانعكاس السلبي لمواقف هذا المبعوث. على حياة معظم اليمنيين بحكم أن من يفرض ويصمت عن الحصار البحري وغيره على اليمن سواء بالصمت عن منع وعرقلة السماح بدخول المشتقات النفطية وترحيل قضية عدم الزام قوى العدوان من صرف مرتبات موظفي جهاز الدولة،؛ غريفيث بهذه الحالة يمارس عملية الشراكة بالجريمة على اليمن أرضا وإنساناً من خلال صمته وترحيله لهذه القضايا وإغفاله للحصار عبر النافذة الأممية وهذه تعد جزءاً من الشراكة غير المباشرة بالجريمة.
الحد الآخر من الترحيب ربما يكشف من خلاله القوى الدولية الطامعة في موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته وعطشها على الجزر السيادية وإبراز طبيعة المشروع الانجلوأمريكي بطابعه الصهيوني في اليمن بشكل عام والبحر الأحمر بشكل خاص إضافة لتصويب دور غريفيث بإدارة اللعبة لخدمة الغرب وإسرائيل عبر نافذة الأمم المتحدة ولكون عبدالسلام قد أدرك لعبة غريفيث ويعي أن الانتصارات للقوى المناهضة للعدوان في الساحل الغربي وتزامنها مع انتصارات كوكتيل 21 سبتمبر بجبهة مارب وما وراء الحدود أصبحت مزعجة لدول الرباعية وللأجندات التابعة للمطبخ التغريبي ترتب عليها تنامي درجة الانهيار المعنوي لقوى العدوان كما هو ملموس في معركة الدريهمي بمحافظة الحديدة ومجريات المعركة بمحافظة مارب خلال هذين اليومين المنصرمين.
الترحيب بالبيان يعد فضحا ومزيدا من الإرباك للعبة القذرة لسفيري واشنطن ولندن في بلدنا وترجمة أن انتصارات أسطول 21 سبتمبر مستمر في تحرير الأرض والإنسان وستكون فشلا للدور الحلزوني والغلاطي لهذا المبعوث المتصهين.
وبالتالي: البيان جاء ناعما بحكم أن انتصارات القوى الوطنية المضادة للعدوان متواصلة خصوصا مع انتهاء عملية الحسم لمعركة الدريهمي في الساحل واستمرارا لمواصلة الانتصارات الجهادية في مارب هي ثم هي ثم هي لطمة بين العيون لسفير بريطانيا الذي يحشر ذاته فيما لا يعنيه وأيضا صفعة قوية للسفير الأمريكي الذي لازال خارج التغطية برهانه على محافظة مارب.
ترحيب عبدالسلام ليس كلاما مفرغا من المعنى بل هو مدروس وتتويج غير مباشر ذي حدين لانتصارات الساحل مع مارب، وكشفا للعبة سفيري واشنطن ولندن ويحمل في طياته تلميحا للقذارة السعوأماراتية، والإشارة المبطنة للانهيارات المتوازية والمزدوجة لمرتزقة ودواعش العدوان بشقيها العفاشية في الساحل والداعشية في مارب.
فعن أي تدابير يتحدث هذا المبعوث كما ورد بمضمون بيانه طالما والأزمة تتعمق بشكل متسارع والحلول المنطقية والمنصفة غائبة عن الواقع ؟؟
أليست تدابير غلاطية، إجرامية، عدوانية ناعمة.
بالعقل والمنطق تلك التدابير الإنسانية والاقتصادية والسياسية الذي ترد بهراء هذا المبعوث هي غامضة وهي كذب وخداع والتفاف..
إذا نظرنا إليها من الناحية الإنسانية فهي تدابير عمقت الأزمة الإنسانية فأصبحت كارثية بكل المقاييس، وفي حال نظرنا إليها من الناحية الاقتصادية فهي مزيد من التدمير لما تبقى من اقتصاد اليمن وتنمية لمراكز الفساد بشقيه الداعشي والعفاشي وإذا نظرنا إليها من الناحية السياسية فهي حبر على ورق بل تمثل مشاريع ناعمة تصب لخدمة قوى العدوان وتكفل توسعة مطامع الناتو وإسرائيل في بلدنا، تبا لهذا المبعوث.
البيان يوحي بدرجة الإرباك لغريفيث ولانزعاج قوى العدوان والناتو وقلق إسرائيل من استمرار الانتصارات لقوى 21- سبتمبر لكنه يحمل جوانب غلاطية كعادته تكفل استمرارية غلاط هذا المبعوث بلعبته القذرة..
على هذا الأساس الترحيب بالضيف جانب إيجابي والاستضافة 3 أيام بموجب أعراف وأسلاف اليمن وفقا لرغبة من يستضيف والاستمرار في دحر العدوان في الساحل ومارب وغيره حق مشروع كفلته الأديان السماوية والقوانين الوضعية، على اعتبار الدفاع عن الأرض والعرض واجبا مقدسا.
ولأن مسيرة القرآن تقود أسطولا ثوريا عيار 21 تقوم على الحق ضد الباطل، فمن هو ضد العدوان سيكون حتما مع الحق ومن هو بصف العدوان هو مع الباطل، وأسطول 21 يتولى قيادته شخص جدير بالقيادة يحمل قضية أمة، وهو جدير بتحمل مسؤولية الأمة وحمل الأمانة، وحكيم متسلح بأخلاق وقيم إنسانية 100 % ولا يمكن أن يسير في طريق خيانة الوطن والمواطن.
تحية لرجال الرجال من المجاهدين بأسطول 21 سبتمبر ولعبدالسلام ولرمزها الشاب الزاهد والمجاهد، السيد، القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله.
نائب وزير الإعلام