صمود المعلمين يفشل مخطط العدوان
فؤاد الشامي *
يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم الخامس من أكتوبر من كل عام، فيما يحتفل المعلمون في بلادنا بهذه المناسبة في ظل انقطاع رواتبهم للعام الرابع، بفعل العدوان السعودي الأمريكي الظالم ومساعيه المستميتة لإيقاف العملية التعليمية .
لقد مثّل انقطاع رواتب المعلمين أحد أكبر التحديات والذي كان له ولا يزال الأثر البالغ على إمكانية حصول الأطفال على التعليم في اليمن، حيث لم يحصل ما يقرب من ثلاثة أرباع معلمي المدارس الحكومية على رواتبهم على مدى أكثر من ثلاثة أعوام في محاولة فاشلة منه لإغلاق المرافق التعليمية .
منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في مارس 2015م، خلّفت هجمات العدوان التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرةً على النظام التعليمي في البلاد وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.
بلغه الأرقام لدينا (2641 منشأة تعليمية وتربوية) شاملة المدارس ومكاتب التربية ومعاهد وتدريب المعلمين والنقابات التربوية هي إجمالي ما استهدفه العدوان منذ أولى غاراته في 26 مارس 2015م وحتى 2018م فقط، منها (293) منشأة تعليمية وتربوية تم تدميرها كلياً فيما دمرت (2348) دماراً جزئياً ، أما ما تم تدميره بسبب غارات العدوان وعبث مرتزقته فعددها (1761) أما المدارس التي تضررت بسبب استخدامها كمقرات إيواء ومساكن للنازحين الذين دمرت منازلهم بفعل الغارات الجوية فبلغ عددها (880) منشأة تعليمية.
وهي مناسبة لنشيد بثبات وصمود التربويين من المعلمين والمعلمات العاملين بقطاع التعليم، كما نُحيي دور الطلبة أيضا في هذا الجانب ، رغم الظروف الاستثنائية الصعبة جراء العدوان والحصار الذي دخل عامه السادس .
إن صمود التربويين في جبهة التعليم لا يقل أهمية عن صمود المقاتلين في جبهات القتال .
اليوم يتوجه ملايين الطلاب في الـ17 من الشهر الجاري إلى مدارسهم، معلنين انتصار الجبهة التربوية بفضل ثبات وصمود معلميها وكادرها التربوي الذي يرسم أسمى معاني التضحية والتفاني والإيثار في القيام بواجباته متجاوزا الظروف الصعبة التي أوجدها العدوان .
كما أننا في جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، بصدد استهداف ٣٥٠ ألف أمي وأمية خلال العام الدراسي الجديد ، رغم تواصل العدوان والحصار .
كل هذا بفضل الله عز وجل و ثبات وصمود كافة المعلمين والتربويين في الميدان الذين نقف لهم إجلالا وتقديرا.
إن كل هذا الحقد الأسود الذي يكنه العدوان على العلم والمعلم، وحرصه المستميت في حرمان ملايين الطلاب من التعليم والإصرار على تجويع المعلمين، يحتم على الجميع تضافر الجهود الرسمية والشعبية في الإسهام الفاعل في دعم العملية التعليمية والعمل على تخفيف الأعباء المعيشية للمعلم .
*رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار