منذ 2000 يوم ، وفي 26 مارس/ آذار 2015، أَعَلَن «من واشنطن عاصمة الولايات المتحدة» تحالفٌ عسكري مكون من 22 دولة ، بزعامة أمريكا إلى جانب شركائها «السعودية والإمارات» ، شن حرب عسكرية على اليمن ، بذريعة إعادة «الرئيس» الذي فر من عاصمة اليمن «صنعاء» إلى الرياض بعد تقديم استقالته مع حكومته التي يقيم معها حتى اليوم في فنادق العاصمة السعودية ، ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم يدفع اليمنيون ثمناً باهظاً للحرب العسكرية العدوانية التي تدير عملياتها أمريكا ، وبتمويل شركائها الإقليميين «السعودية والإمارات»، وليس ثمة نور في توقف الحرب ، فالإدارة الأمريكية ترغب في استمرار الحرب ، وترفض وقفها لجملة أهداف تسعى لتحقيقها ، والأهم من ذلك أن إدارة ترامب ترى في استمرار الحرب مصدر تمويل وإنعاش للاقتصاد الأمريكي ، إضافة إلى أن استمرارها يحقق لأمريكا أهدافاً سياسية وعسكرية في المنطقة.
عبدالرحمن الأهنومي
في 26 مارس/ آذار 2015، أعلن من العاصمة الأمريكية «واشنطن» ، عن حرب عسكرية على اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم 2000 يوم عاشها المدنيون في اليمن تحت القصف الجوي الكثيف ، والتجويع بالحصار ، والأوبئة المختبئة في الأنقاض ، الحرب التي أعلنت من واشنطن عاصمة أمريكا ، جعلت أبناء اليمن يعيشون في أسوأ كارثة إنسانية على ظهر الكوكب ، حفلات أعراس ومآتم تحوّلت إلى مجازر بصواريخ أمريكية الصنع ، ، طُرق تربط أرجاء البلاد انقطعت بفعل القصف الجوي من قاذفات الـ”إف15″ الأمريكية ، ومدنٌ كانت مأهولة ومفعمة بالحياة كنستها معارك «عاصفة الحزم» التي أُعلنت من عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية ، وتركتها أطلالاً، أو نصف مسكونة ، الحرب الأمريكية كما يصفها اليمنيون مستمرة على اليمن حتى اليوم ، وتدخل في ألفيتها الثالثة ، أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث.
هناك أكثر من 300 ألف غارة جوية شنتها طائرات الـ «F15» أمريكية الصنع على اليمن ، استهدفت الأسواق والتجمعات والمدن والطرقات والبنى التحتية ، قتلت وأصابت ما يزيد عن خمسة وأربعين ألف مدني في اليمن ، 80% من السكان في اليمن تحت خط الفقر ، بما في ذلك 10 ملايين شخص باتوا مهددين بالمجاعة ، وقد أدى استمرار الحرب التي تتزعمها واشنطن إلى غرق اليمن أفقر بلد في العالم العربي في مستنقع الفقر والكوارث الاقتصادية ، رغم ذلك ما تزال «أمريكا» مصرة على استمرارها فقد باتت مصدر تمويل وإنعاش للاقتصاد الأمريكي كما عبر الرئيس ترامب عن ذلك مرارا.
بلغ عدد الغارات التي شنتها الطائرات الحربية المصنوعة أمريكيا إلى أكثر من ثلاثمائة ألف غارة جوية ، وأكثر من 600 ألف صاروخ ، حسب إحصائيات وتقارير رسمية صدرت في العام الحالي ، أي أكثر من ربع مليون غارة جوية ، وما يزيد عن نصف مليون صاروخ ، منها أكثر من 6000 قنبلة عنقودية أمريكية وبريطانية الصنع ، وما لا يقل عن 2951 قنبلة ضوئية ، وما يزيد عن 3721 قنبلة صوتية وعشرات القنابل الفراغية .
22 دولة تشارك في القصف الجوي على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والنظامان السعودي والإماراتي ، قالت الأمم المتحدة إنّه وبالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة ، فإن فرنسا وبريطانيا شاركت في جرائم حرب باليمن من خلال تقديم العتاد والمعلومات والدعم اللوجيستي للتحالف الذي يشن الحرب على اليمن وتقوده ظاهريا «السعودية» ، وتتزعمه أمريكا وتدير عملياته العسكرية ، وأشار التقرير الأممي إلى أن التحالف الذي أعلن من واشنطن شن الحرب على اليمن ، يلجأ لتجويع المدنيّين كأسلوب حرب ، وقال التقرير إن التحالف الأمريكي السعودي يواصل قتل مدنيّين بضربات جوية موثقة ، ويحرمهم من الطعام عمداً ، وأن الضربات الجوية التي يشنها تنتهك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط ، وهي أفعال قد تصل إلى حد جرائم الحرب”.
الصورة الكاملة لما فعلته أمريكا من جرائم في حربها على اليمن خلال 2000 يوم ، توثقها أرقام وتقارير رسمية صدرت تزامنا مع بداية الألفية الثالثة من بدء الحرب التحالفية التي تقودها أمريكا عمليا ، ومن خلال شركائها الإقليميين ، وكشفت التقارير أنه ومنذ بداية العدوان على اليمن والذي أُعلن من العاصمة الأمريكية واشنطن في مارس 2015، قتلت الحرب الأمريكية على اليمن وأصابت ما يزيد عن ثلاثة وأربعين ألف و181 ألف مدني ، (رقما «43181» ، بلغت حصيلة الشهداء منهم ستة عشر ألفاً وتسعمائة وثمانية وسبعين شهيدا ،”16978″ ، بينهم ثلاثة آلاف وسبعمائة وتسعين طفلا «3790» ، وألفان وثلاثمائة وإحدى وثمانون ،»2381» امرأة ، وعدد الجرحى ستة وعشرين ألفاً ومائتان وثلاثة «26203» جريحى ، بينهم أربعة آلاف وتسعة وثمانون طفلا «4089» ، وألفان وسبعمائة وثمانون «2780» امرأة.
وبلغ عدد المنشآت المدمرة والمتضررة والتي تخص البنية التحتية للبلاد تسعة آلاف ومائة وخمسة وثلاثين «9135» منشأة مدنية ، وسبب القصف الجوي في تدمير وتضرر 15 مطارا و16 ميناء و304 محطات ومولدات كهربائية و537 شبكة ومحطة اتصال ، واستهدفت طائرات التحالف الذي تقوده أمريكا في اليمن تدمير 2098 خزان وشبكة مياه ، و1965 منشأة حكومية ، و4200 طريق وجسر بري ، كما بلغ عدد المنازل المدنية المدمرة والمتضررة من القصف الجوي لطائرات التحالف بقيادة أمريكا «565973» منزلا ، و ما يزيد عن «576528» منشأة خدمية منها ، «176» منشأة جامعية و”1375″ مسجدا ، و”365″ منشأة سياحية ، و”389″ مستشفى ، ومرفقاً صحياً.
وفي قطاع التعليم دمر تحالف العدوان بقيادة أمريكا «1095» مدرسة ومركزا تعليميا ، وفي قطاع الزراعة استهدف الطيران «6732 حقلا زراعيا ، كما أن المنشآت الرياضية المدمرة بلغت «132» منشأة رياضية دمرها القصف الجوي ، و”244″ موقعا أثريا ، و47 منشأة إعلامية ، بلغ عدد المنشآت الاقتصادية المدمرة والمتضررة نتيجة العدوان 22404منشآت اقتصادية ، وتسبب العدوان في تدمير وتضرر 392 مصنعا و286 ناقلة وقود و11227 منشأة تجارية و407 مزارع دجاج ومواش ، وتعمد العدوان تدمير 6899 وسيلة نقل و463 قارب صيد و884 مخزن أغذية و391 محطة وقود و672 سوقا و783 شاحنة غذاء.
يقول تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان: إن الحرب على اليمن أدت لأسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث ، وأن 80% من السكان، أي نحو 24.1 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بشكل أو بآخر ،أدى الحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه التحالف «الأمريكي السعودي» على اليمن إلى تفاقم الوضع الإنساني الرهيب ، عمد تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ، إلى إغلاق الموانئ الرئيسية ، ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ ، كما منع وصول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات وضخ المياه إلى المنازل ، ويتعمد توقيف ناقلات الوقود عرض البحر ويمنعها من التفريغ في موانئ اليمن.
أبقى التحالف الذي يشن على اليمن عدواناً عسكرياً بإشراف أمريكا ومن خلال شركائها السعوديين والإماراتيين ، مطار صنعاء الدولي مغلقاً منذ أغسطس 2016، تسبب في وفاة أكثر من 250 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج ، مؤخراً عمدت أمريكا ومجموعة دول تحالف العدوان إلى فرض قيود على تدفق المساعدات وأوقفت تمويل المشاريع الإنسانية.
تستخدم أمريكا “التجويع” “استراتيجية” في الحرب الإجرامية التي تقودها على اليمن ، ففي تقرير نشر في يناير 2018، اتهمت لجنة خبراء أمميين، التحالف الأمريكي السعودي باستخدام “التهديد بالتجويع وسيلة للمساومة وأداة للحرب” باليمن ، ورغم تسبب الحصار البحري على الموانئ في الأزمة الإنسانية الأكثر حدة باليمن، وقام تحالف أمريكا باستهداف متعمد لمخازن الغذاء والمصانع والمستودعات ومحطات توليد الطاقة والمواقع الاقتصادية الأخرى ، وتتولى أمريكا إدارة حرب التجويع والإبادة الجماعية في اليمن، فقد هدد سفير الولايات المتحدة في وقت سابق بشن حرب على العملة والاقتصاد والبنك الذي توقف عن دفع المرتبات بعد قيام تحالف العدوان نقل عملياته إلى اليمن ، ويعتبر تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا ، نقص الغذاء السلاح الأكثر فاعلية في اليمن، يريد بذلك إخضاع المدنيين باستخدام سياسة العقاب الجماعي.
بعد 2000 يوم من الحرب الأمريكية السعودية على اليمن ، ترفض أمريكا السماح لأي مفاوضات تحقق السلام ، وتصر الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب على استمرارها لجني الأموال وتحقيق أهداف السيطرة ، وتتبنى أمريكا في حربها على اليمن تدمير إنتاج الغذاء وتوزيعه في اليمن ، فإضافة لمنع دخول المواد الغذائية إلى الأراضي اليمنية ، تستهدف بالغارات الجوية البنى التحتية من الصيادين والمزارع والأسواق والمخازن، وتستمر في القصف المتعمد للإمدادات الغذائية ومواقع تخزينها وتفريغها ، وقد أدى قصف تحالف العدوان الأمريكي السعودي لميناء الحديدة ، في 17 أغسطس 2015، إلى تدمير جميع الرافعات المستخدمة لتفريغ حمولات السفن بالميناء، ما جعل عمليات تفريغ الشحنات بطيئة جدا ، إن تحالف العدوان الأمريكي السعودي يجوع اليمنيين بطريقة معلنة، وأمام مرأى ومسمع العالم والرأي العام والمنظمات والأمم المتحدة.
الصورة الكاملة لجرائم أمريكا في اليمن
تقرأون في الملف :
بالتجويع وبالأوبئة وبأسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث : أمريكا «أعادت الأمل» إلى المدنيين في اليمن
50 ألف جريمة ارتكبتها أمريكا خلال 2000 يوم من العدوان على اليمن
بعد 2000 يوم من العدوان على اليمن:السلام بعيد المنال بقرار أمريكي