جدد إدانته للمهرولين إلى التطبيع.. وأكد ضرورة المتابعة القضائية في انفجار بيروت
السيد حسن نصرالله: قرار الرد على الاحتلال الإسرائيلي قاطع وحاسم
بيروت/ وكالات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن قرار الرد على الاحتلال الإسرائيلي بقتل أحد مجاهدي الحزب قاطع وحاسم.
وشدد السيد حسن نصرالله -في كلمته بذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)- أن “ما فعله الإسرائيلي قبل أيام وقبل أسابيع مسجل بالحساب و”جاي حسابه”، هذا قرار قاطع وحاسم.
وأضاف “المسألة مسألة الميدان والوقت ونحن “مش مستعجلين”. في نهاية المطاف ستخرجون إلى الطريق وسنلاقيكم.. التهديدات لا يمكن أن تثنينا “.
وأشار إلى الوضع على الحدود الجنوبية، موضحاً “منذ عدة أسابيع وقعت غارات إسرائيلية على محيط مطار دمشق سقط شهداء من بينهم على كامل محسن، ونحن ملتزمون بمعادلة وهدفنا ليس الانتقام بل أن نعاقب القتلة ونثبت ميزان الردع للحماية منذ 2006م، بعد إعلان خبر الاستشهاد.. الإسرائيلي وحده “وقف على رجل ونصف” على الحدود من البحر إلى أعالي الجولان وقام بكل الإجراءات من إخلاء مواقع عسكرية وإلغاء الدوريات وأصبح يرسل آليات مسيرة فيها تماثيل..
وتابع: بالنسبة لنا هذا وحده جزء من العقاب، جيش يعتبر نفسه أقوى جيش في المنطقة الآن “يقف على رجل ونصف” والقلق موجود في الطرف الآخر حتى خلف الحدود، وإذا شعر الإسرائيلي بحركة معينة يبدأ بقصف محيط مواقعه في مزارع شبعا والمنارة والقطاع الغربي، وهذا يعَّبر عن حالة الارتباك والقلق والهلع، لو أردنا الرد من أجل المعنويات أو الاستهلاك الإعلامي لكنا قمنا بهذا الأمر منذ أول يوم لكن نحن لا نسعى إلى استهلاك إعلامي، نحن نريد تثبيت معادلة بأن الرد على قتل أحد مجاهدينا بقتل جندي إسرائيلي في المقابل، لا نبحث عن آليات لضربها.. هو يعرف أننا لا نريد صورة بل يعرف أننا نبحث عن جندي لقتله وهو يخبئ كل جنوده مثل الفئران وهذه نقطة قوة للمقاومة وهذا ليس فشلا بل نقطة قوة.. هو يريد أن يحصل أي شيء “وخلصونا”.
ونوه السيد نصرالله بأن “الإسرائيلي يحتل هذه الأرض منذ عام 48 إضافة إلى الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.. هنا باطل واضح لا لبس فيه.. احتلال واغتصاب ومصادرة حقوق بالقوة، وهناك حق الشعب الفلسطيني بكامل فلسطين من البحر إلى النهر، وحق الشعب السوري في الجولان والشعب اللبناني في أراضيه”، معتبرا أن “هناك من يريد فرض الاحتلال بالقوة والقتل والتجويع والحصار الاقتصادي.. في مواجهة هذا الباطل هناك من يتمسك بالحق ويقاتل من أجله وهم المقامون لهذا الاحتلال من دول وشعوب وحركات مقاومة.. نحن في حزب الله والمقاومة الإسلامية في يوم العاشر من محرم نؤكد التزامنا القاطع برفض هذا الكيان وعدم الاعتراف به ولو اعترف به كل العالم”.. وشدد على أنه “لا يمكن أن نعترف بهذا الباطل الواضح والظلم والغزو ومصادرة الأراضي والحقوق والمقدسات، وسوف نبقى إلى جانب كل من يقاتل لمواجهة هذا الكيان الغاصب”.
كما لفت إلى “هناك صراع حق وباطل. الحق تمثله الشعوب والحكومات التي تعبر عنه التي تريد أن تعيش حرة كريمة وأن تكون خياراتها لها نفطها لها وماؤها لها، أن تكون سيدة قرارها. والباطل الذي تمثله الإدارة الأميركية التي تريد السيطرة والتحكم وفرض الحكومات والتي تريد أن تنهب النفط والغاز وتسلب المال. هي تمثل هذا الباطل الواضح”، وقال “عندما ننظر إلى مظاهر هذا العدوان الأميركي على منطقتنا، مظاهر محاولات الإخضاع هي السياسيات الأميركية تجاه فلسطين، والحرب على اليمن منذ 6 سنوات فالسعودي والإماراتي يمثلان أدوات في بذل المال وشراء السلاح أما القرار الحقيقي فهو أميركي ويريد لهذه الحرب أن تستمر”. وقال “الحصار على سوريا وقانون قيصر والاحتلال الأميركي لأراض سورية والنهب المباشر لحقول النفط، الدعم الأمريكي لأنظمة التسلط وفي مقدمها معاناة شعبنا في البحرين والوقاحة في فرض الهيمنة على العراق ونهب خيراته ومن أكبر مظاهر العدوان والطمع هو العدوان المتواصل على إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية، حروب وعقوبات وحصار وتواطئ إقليمي ودولي”.
وأضاف نصرالله “أمام هذا الصراع بين الحق الذي يمثله محور المقاومة وبين الباطل الأميركي الذي يهيمن ويسيطر ويسلب وينهب وتترك شعوبنا في البطالة والجهل والأمية والجوع والمرض والخوف والحروب الداخلية لا يسعنا في يوم كربلاء إلا أن نقول إننا لا نستطيع إلا الوقوف إلى جانب موقع الحق والمقاتلين والمدافعين عن الحق في مواجهة الباطل الأمريكي، وفي هذه المعركة نحن كما انتصرنا خلال كل السنوات وفي لبنان وفلسطين وانتصر الصامدون في اليمن وانتصرت سوريا والعراق على داعش، وانتصرت إيران في حربها وصمودها وثباتها، مستقبل هذا الصراع في فلسطين والمنطقة هو الانتصار الآتي، أحد مؤشرات القوة لهذا المحور أنه واجه حربا كونية وخرج منها منتصرا وهذا الذي سيحصل في المستقبل”.
كما قال “ندين كل محاولات الاعتراف بإسرائيل من أي دولة أو مجموعة أو شخصية أو حزب، ونجدد إدانتنا لموقف المسؤولين في الإمارات الذين ذهبوا إلى هذا الخيار وانتقلوا إليه من السر إلى العلن، حتى ماء الوجه الإسرائيلي لم يحفظ لبعض المسؤولين في الإمارات وكذبهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤكدا أن الضم لا يزال على جدول أعمال حكومته”.
وفي الذكرى السنوية للتحرير الثاني في البقاع استذكر السيد نصرالله وهو يقول “معاناة أهلنا في البقاع خصوصا في بعلبك الهرمل الذين كانوا يواجهون اعتداءات الجماعات التكفيرية والتهديدات الدائمة بالاقتحام والعمليات الانتحارية والاعتداء على الجيش والقوى الأمنية وقتل ضباطها وإذلالهم، المعركة الحاسمة كانت انتصاراً جديداً صنعته معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ونحن نقدم مصداقية هذا الطرح من خلال إنجازات الميدان، وفي هذه الذكرى من واجبنا أن نتوجه إلى الشهداء وعوائلهم والمقاتلين في حزب الله وضباط وجنود الجيش اللبناني والجيش السوري، جميعهم بذلوا الدماء لنتمكن من الوصول إلى هذه النتيجة بالإضافة إلى البيئة الشعبية الحاضنة”..وحذر من وجود محاولة لإعادة إنتاج داعش في سوريا والعراق.. وقال “الجيش السوري وحلفاؤه يقاتلون هذه المجموعات وهم يدافعون عن أمن سوريا ويدافعون عن أمن لبنان، للأسف لو تمكنوا من الوصول إلى تدمر ستكون الجرود واحدة من الأماكن التي يتطلعون إليها، يجب أن نكون حذرين ونثمن الذين يقاتلون في منطقة الجزيرة”.
وعن ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، قال “هذه ذكرى وطنية جامعة لما كان يمثله الإمام على المستوى الوطني وهي قضيتنا جميعا، هم إمام المقاومة ونهج واضح ورسم لنا جميعا نهجا واضحا في قضية الصراع مع العدو الإسرائيلي، وفي ذكرى اختطافه نؤكد أننا ننتمي إلى هذا الإمام وعقله وروحه وفكره وخطه ونهجه، ونؤكد على عمق العلاقة بين حزب الله وحركة أمل والتعاون والتنسيق والتكامل بينهما هو الذي يحقق دائما أكبر مصلحة للبنان وهي حماية لبنان من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة.. بعض الأحداث المؤسفة بين الشباب في بلدة هنا أو هناك بفواصل زمنية متتابعة تحصل وهي أمور مرفوضة ومدانة ويجب أن تواجه بوعي، لكنها بالتأكيد وبفعل العلاقة المتينة بين القيادتين نستطيع أن نتغلب على هذه الأحداث بوعي ومسؤولية وحزم”، وشدد على “اننا كنا وسنبقى داعمين ومساندين لقيادة حركة أمل وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولعائلة السيد موسى ورفيقيه.. نحن إلى جانبهم وخلفهم لأنهم يحملون المسؤولية وكل ما يمكن أن يطلب منا في هذا الصعيد.. نضع أنفسنا بتصرفهم”.
وأعرب عن أمله بأن “تتمكن الكتل النيابية اليوم من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة دستوريا ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة”، لافتا إلى “إننا نحتاج إلى حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والحياتي وإعادة الإعمار وإنجاز الإصلاحات، ونحن نؤيد الذهاب بها إلى أبعد مدى ممكن، وسواء في تسمية رئيس للحكومة أو تشكيلها سنساهم في إخراج البلد من الفراغ”.. وقال “هناك دعوات دولية وإقليمية ومحلية عنوانها الاستجابة لمطالب الشعب اللبناني والشارع اللبناني وحكومة تعبر عن إرادته.. هذه دعوات ممتازة ومحقة بلا نقاش، لكن هل هي كلام حق؟.. رغبتنا نحن في لبنان دائما أن تعَّبر الحكومة والدولة بكل مؤسساتها عن رغبات شعبنا وتترجمها عمليا وواقعيا.. هنا يجب أن نكون واضحين لأنه توجد مغالطة أساسية”.
وذكر “قد يأتي أحد من الخارج أو الداخل ويفترض مجموعة مطالب، يفترض شكلاً من أشكال التمثيل ويقول إنه يمثل الشعب”، داعيا إلى معالجة هذه المسألة بمعنى أننا متفقون على أن أي دولة أو حكومة أو مجلس نيابي أو أي مؤسسة يجب أن تحقق أماني الشعب، وهنا نسأل مطالب الشعب اللبناني كيف يمكن معرفتها؟ هل نعتمد أسلوب المظاهرات كما يفعل البعض؟ هل نعتمد مثلا آلية الاستفتاء الشعبي؟ استطلاع رأي؟”. وأكد “أي شيء تريدونه نحن حاضرون لمناقشته ولكن هذا الموضوع يجب معالجته حتى يفهم بعضنا بعضا ونقطع الطريق على كل من يفرض مطالب وأماني ويقول عنها مطالب شعبية”، وأضاف “نحن لا ندَّعي أننا نعبِّر عن إرادة كامل الشعب، نحن نعِّبر عن إرادة من نمثلهم، لذلك هذا الموضوع بحاجة إلى علاج”.. وسأل “من قال أن الشعب يريد حكومة حيادية ومستقليين أو حكومة تكنوقراط أو حكومة سياسية أو تكنوسياسية؟”.
ولفت السيد نصرالله إلى “إننا “سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى عقد سياسي جديد، وسمعنا انتقادات فرنسية حادة للنظام الطائفي في لبنان، وهنا أود أن أقول إننا منفتحون على أي نقاش هادئ في مجال الوصول إلى عقد سياسي ولكن شرط أن يكون هذا الحوار بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية”، معتبرا أنه “من الجيد بعد مئة عام على قيام دولة لبنان الكبير أن يناقش اللبنانيون هذا الأمر، لكن لو افترضنا أن مرجعية دينية أو سياسية أو حزباً دعا اللبنانيين إلى عقد سياسي جديد لكانوا اعتبروه عميلاً ويأخذ الموضوع أبعاداً طائفية ومذهبية”.. وأوضح “قبل سنوات لم أتحدث عن عقد سياسي جديد بل مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف وهو عقد سياسي موجود وقائم ونتذكر ردود الأفعال وقمت بسحب الطرح، لكن لو أتى الطرح من الرئيس الإيراني أو السوري ماذا كان حصل في البلد؟ لكن بعض الدول لا مشكلة فيها.. في الشكل هذا الأمر يعَّبر عن مشكلة في العقلية السياسية اللبنانية”.
وعن انفجار مرفأ بيروت أكد “ضرورة المتابعة القضائية التي لا يجوز أن تضعف مع الوقت، وعلى المسؤولين القضائيين متابعة هذا الموضوع دون مجاملات، فدماء الشهداء والجرحى لا يجوز أن تضيع”، مشددا على” ضرورة الإسراع في التعويض”.. وندعو الجهات المختصة وخاصة الجيش إلى الإعلان عن نتائج التحقيق التقني والفني ليحسم النقاش والافتراءات الموجودة في البلد”.