"بختم كربلاء" شعار الذكرى الـ41 لانتفاضة المحرم 1979 في القطيف والأحساء
يوميات ملحمة الثورة على الطغيان السعودي
على مدى عقود من الحكم والسيطرة السعودية على مناطق شبه الجزيرة العربية تجرّع شعب الأحساء والقطيف مرارة الظلم والاضطهاد، وقاسوا ويلات الحرمان الاقتصادي والتنموي والتمييز المذهبي الطائفي والتهميش السياسي، وهم يعيشون في أغنى منطقة خاضعة للحكم السعودي حيث آبار النفط والغاز والإطلالة الاستراتيجية على الخليج، والتماس الحدودي مع البحرين وقطر وعمان والكويت والعراق والأردن، وفي السادس من محرم 1400 الموافق 25 نوفمبر1979 انفجر طوفان الغضب الشعبي في انتفاضة جماهيرية عارمة واجهتها السلطات السعودية بوحشية وشراسة، فدفعت بالحرس الوطني ومشاة القوات البحرية وراحت تحصد أرواح المتظاهرين بالرصاص الحي من الأرض والجو عبر مروحيات “الهليوكبتر” فقتلت نحو 30 متظاهراً وجرحت المئات واعتقلت ما يزيد على ألف ومائتي متظاهر، وفي هذا التقرير سوف نسلط الضوء على يوميات الانتفاضة وتفاصيل أحداثها..
نظراً للأوضاع الاجتماعية والسياسية الرديئة في الجزيرة العربية كانت الأجواء بطبيعة الحال مشحونة جداً، وبالتالي، كان معظم الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر أو يلامسونه، بانتظار لحظة الصفر للثورة ضد حكم آل سعود. جرت بالتوازي أحداث سرّعت من وتيرة الانفجار الشعبي وأعطته زخماً ثورياً، إذ كانت الجارة إيران قد أعلنت لتوّها انتصار الثورة الإسلامية على الحكم الشاهنشاهي عام 1979، على الحكم الملكي الذي استحلّ ثروات البلاد وأراق دماء شعبها. في ضوء هذه العوامل الداخلية والخارجية اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مختلف أنحاء القطيف والأحساء.
وبما أن انتصار الثورة الإسلامية، يشكّل تهديداً عظيماً على قوى الاستكبار، حشدت الولايات المتحدة كل قدراتها لمحاصرة إيران في محاولة بائسة لإسقاط الثورة. وبالطبع جرى استخدام آل سعود لتنفيذ هذا المخطط. ففي 20 تشرين الثاني 1979، وصلت مجموعات الكوماندوس الأمريكي إلى قاعدة الظهران لتكون قريبة من إيران عند الحاجة إليها في التدخل العسكري، وقد لاحظ الأهالي في مطار الظهران بعض جنود الكوماندوس يدخلون المطار بملابسهم العسكرية.ثم اتجهت شاحنات الجنود إلى المنطقة الشرعية وفتحت مخازن الذخيرة على مصراعيها في معسكرات الحرس. كان هذا الحدث بمثابة الصاعق الذي أشعل الفتيل الثوري لدى الشعب فبدأ يتجهز لمواجهة عنيفة مع النظام. والسبب أن الأهالي كانوا في قمّة التضامن مع الثورة الإسلامية، التي انتصرت وسط أجواء مماثلة لتلك التي يعيشونها الناس في الجزيرة العربية. ذلك أنهم كانوا يعيشون نفس المعاناة مع نظرائهم في إيران فشعروا بنشوة النصر وحماسة الاندفاع للتغيير، لذا لم يكن هيّناً عليهم أن يتخذ الأعداء من أرضهم ساحة لإلحاق الضرر بالثورة الإسلامية. وسنعرض أدناه كيف تطورت التحركات الشعبية منذ بداية محرم حتى إخمادها مستعرضين أبرز الأحداث التي حصلت:
في ليلة 2 محرم، خرجت مسيرات تقليدية للعزاء بعدما كانت تقتصر على المدن الرئيسية،وحين رصدت السلطات السعودية هذه التحركات أخذت تنشر عملائها ومرتزقتها في المناطق لثني الناس عن المشاركة في التظاهرات. جرى استدعاء الكثير من المتظاهرين ليهدّدوا الناس بأن السلطة ستتصدى بقوة لهذه المسيرات. لكن ذلك لم يردع الأهالي عن مواصلة ما بدأوا فيه، وباشروا بتنظيم أمورهم تحضيراً للانتفاضة.
شرارة الانتفاضة
ظلت الأوضاع تسير بوتيرة هادئة حتى ليلة 6 محرم، كانت هذه الليلة بمثابة الانطلاقة الفعلية للانتفاضة، فقد ارتفعت الحرارة الثورية في مجالس العزاء والمحاضرات، حيث دارت أحاديث الخطباء في القطيف والقرى المجاورة حول ضرورة مواجهة الظلم وعدم الخوف من الإرهاب والطاغوت مهما بلغ من القوة لأن الإنسان في مثل هذه الحالة يكون قد “باع نفسه إلى الله”. ما أن انتهت المحاضرة حتى وقف أحد الشبان وأخذ يصيح “الله أكبر”، كان هذا النداء ذلك كافياً لإشعال المجلس فراح الناس يصرخون من أعماق قلوبهم “الله أكبر.. الله أكبر” وتهافتوا نحو الخارج في مظاهرة حاشدة تردّدت فيها شعارات الثورة الإسلامية،وكان أبرزها: “عاشورنا حسيني.. قائدنا خميني”. بالإضافة لشعارات الوحدة الإسلامية مثل “عباس حامل اللوا.. السنة والشيعة سوا”.
قُدّر عدد المتظاهرين في تلك الليلة بالآلاف، شاركت فيها كافة فئات الشعب من الشيوخ الطاعنين في السن إلى الشباب والأطفال الصغار. التظاهرات جابت معظم شوارع القطيف الرئيسية ثم راحت الجماهير تتجمع في “ساحة الخزان” التي عرفت أثناء الأحداث وبعدها بـ”ساحة الشهداء” لكثرة الشهداء الذين ارتقوا فيها. حين وصلت التظاهرات إلى حي المسعودية قرب ثانوية القطيف حدث أول التحام مباشر بين قوات القمع السعودية المزودة بالرشاشات والهراوات وقنابل الغاز بالإضافة إلى السلاح الأبيض مقابل جماهير الشعب الأعزل.فانقضّت القوات السعودية على المتظاهرين لتفريقهم وتم اعتقال البعض منهم فتفرقت التظاهرات. وكان لافتاً في هذه الأثناء التحركات المماثلة التي شهدتها بقية المناطق أمثال العوامية وسيهات وصفوى ورأس تنورة، بالرغم من عدم وجود تنسيق مع بقية المناطق.
عندما ذاع صيت أخبار الليالي الماضية عن مظاهرات الجماهير، وإجراءات النظام التعسفية حيال المتظاهرين،امتلأت مختلف المناطق في الشرقية غضباً، وتهيّأت لمواجهة النظام في ليلة 7 محرم. طبعاً السلطات أيضاً استعدت للمواجهة لكن هذه المرة، حضّرت لمواجهة من النوع الناعم وهو الأسلوب الذي تعتمده سلطات الرياض لإجهاض أي نشاط شعبي ضدها. وعليه، دفعت السلطات عملاءها وجلاوزتها من الشخصيات الاجتماعية لردع الناس عن العزاء وإقناعهم بالتخلي عن ما شرعوا القيام به. بالتوازي حشدت كذلك لأكبر عدد ممكن من القوات السعودية كخطة بديلة للانقضاض على المتظاهرين.لكن رغم ذلك استطاع الخطباء المخلصون الإمساك بزمام الأمور وتوجيه الناس نحو الطريق الصحيح بعدما تفشى بينهم المنافقون الذين حاولوا تمييع التحرك وتجريده من جدواه. فاستجمع الناس قواهم واحتشدوا في المجلس الحسيني حتى غصّت “ساحة الخزان” بالجماهير.
أثناء المجلس، اقتحمت إحدى سيارات النجدة التابعة للنظام صفوف الجماهير، فقامت مجموعة من الشبان بوضع حصير في الشارع وجلسوا عليها غير آبهين. لمّا رأى الضابط هذا المشهد خفّف من سرعة السيارة وحاول الدخول عدة مرات لكن دون جدوى. عقب انتهاء المجلس اندفع الناس إلى التظاهرات وجالت في الأحياء مظاهرات ضخمة شارك فيها الأهالي من مختلف المناطق، تحت شعار”الله أكبر” وسارت في “شارع القلعة” حتى وصلت إلى “شارع الحرية” الذي تسميه السلطة “ذارع الملك عبد العزيز”، ثم عبرت أمام الإشارة المرورية اليتيمية في القطيف، مروراً بمسجد الفتح ثم اتجهت إلى المسعودية ووقفت في الساحة المقابلة لمبنى ثانوية القطيف. كان من المفروض أن تتجه إلى مسجد حي المسعودية، لكن لعدم وجود جهة تشرف على تنظيم التظاهرة، بحيث تعيّن لها بدايتها ونهايتها والطرق التي تسلكها، تفرّق الناس بعد وصولهم إلى قرية التوبى التي كان يؤمل أن يشارك أهلها. ما إن وصلت التظاهرة إلى هناك، حتى كمنت لهم سيارات السلطة من قوات الجيش وقوات الطوارئ وقد تموضع الجنود في نقاط استراتيجية حيث أحاطوا بكافة أطراف القرية، فيما سدّت مجموعات أخرى منافذ الطرقات التي قد يلجأ لها المتظاهرون للخروج. وحين أُعطيت لهم الإشارة بالهجوم انقضّوا بشراسة منقطعة النظير على المتظاهرين مستخدمين قنابل الغاز المسيّلة للدموع والهراوات والعصي الكهربائية،في حين راحت الجماهير تدافع عن نفسها باستخدام الحجارة وسعف النخيل. أما أهالي التوبى فقد احتضنوا المتظاهرين واحتووهم في منازلهم خلال الليلة التي احتدمت فيها المواجهات مع القوات السعودية.
في ليلة 8 محرم، احتشدت الجماهير في حسينية السنان وقد بدأ جمعٌ من المتظاهرين بتوزيع منشورات لحثّ الناس على الثورة. الحاضرون انتظروا وصول الخطيب الذي كان يبثّ في نفوسهم نفحات الثورة، إلى الحسينية لكنه لم يأتِ. فيما صعد خطيب آخر إلى المنبر، وراح يتحدث عن مواضيع روتينية لا علاقة لها بالأحداث الراهنة. انتظرت الجماهير انتهاء الخطبة على أحرّ من الجمر وبعد انتهاء الخطيب خرج سيل من المظاهرات قدّر بالآلاف. كان الناس يطلقون الهتافات بحرارة من أعماق قلوبهم للتنديد بحكم آل سعود، فأرسلت السلطات السعودية مفاوضاً لتفريق التظاهرات وأخذ يتحدث مع المتظاهرين بدبلوماسية غير معهودة عن النظام،ظنّاً منه أنه سيقنع الجماهير بالتراجع عن ما أقدموا عليه، إلا أن ردهم كان بالسؤال “لماذا اعتقلتم إخوتنا في الليالي الماضية؟” فسكت الضابط، ثم أكملت التظاهرات مسيرها حتى التاسعة والنصف مساءاً، هنا قامت قوات الطوارئ السعودية بالإغارة على أطراف المظاهرة وقذفوا المتظاهرين بقنابل غاز، فيما راحت كل مجموعة من الجنود السعوديين يسحبون متظاهراً وينهالون عليه بالضرب، والأجواء عينها قد سادت في المناطق الأخرى، فسيهات شهدت ليلة 8 محرم زخماً ثورياً مع ارتفاع مستوى الوعي بأهداف الانتفاضة، وقد استعدّ المتظاهرون للمواجهة بعشرات قنابل المولوتوف، أما في صفوى تجمّع المتظاهرون في حسينية الشهداء، وفي العوامية خرجت تظاهرات قدّر عددها بحوالي 4000 فرد، اشترك فيها عدد كبير من النساء وكانت أبرز شعارات المتظاهرين “لا شرقية ولا غربية.. لا سنية ولا شيعية.. ثورة ثورة إسلامية”.
ذروة الشجاعة
بلغ حماس المتظاهرين خلال ليلة 9 محرم ذروته، خصوصاً بعدما وصلت أحداث الليالي الماضية إلى أسماع الناس في مختلف المناطق، فصمّمت الجماهير على الخروج في تظاهرات حاشدة وهو ما حصل بالفعل، حيث لفّت الحشود أحياء وشوارع العوامية وصفوى وسيهات وأم الحمام وغيرها. علماً أنه دارت اشتباكات بين الناس والقوات السعودية على أطراف التظاهرات لكنها لم تؤثر على تقدّم الجماهير رغم ترهيبهم لثنيهم عن الخروج في المسيرات.
يوم 9 محرم، تفجّر الغضب الجماهيري ضد قوات السلطات السعودية حيث أبدى المتظاهرون نموذجاً غير مسبوق في مقارعة الطغاة والمستكبرين، ذلك أن جميع المدن وقعت تحت سيطرة الأهالي منذ الساعة الحادية عشر صباحاً حتى الخامسة عصراً. فنزلت في هذا اليوم تعزيزات جديدة من الحرس الوطني وفتحوا النار على المتظاهرين.. ضباط الكوماندوس الأمريكي الذين قدموا إلى الظهران اشتركوا أيضاً في التخطيط للهجوم على المتظاهرين واستعادة المنطقة، فسقط العدد الأكبر من الشهداء في هذا اليوم الأسود.
في ليلة 9 محرم أيضاً، سقط الرسالي سعيد عيسى مدن الذي قدم من مدينة صفوى، واستشهد في القطيف. وما إن وصل الخبر إلى الأهالي باشروا بمظاهرات متصلة من صفوى إلى سيهات لتشييع الشهيد جددوا فيها روح النقمة على آل سعود، وفي الصباح وجّه خطباء المآتم الحسينية الناس ليخرجوا في تشييع الشهيد رجالاً ونساءاً ومن كل الأعمار وكل المناطق لا سيما العوامية وسيهات وأم الحمام وتاروت والبحاري وسنابس والجارودية وغيرها من القرى، حتى بلغ عددهم 24 ألف شخص، أخذت مكبّرات الصوت تبثّ من المقبرة “إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”، الأمر الذي زاد من حماس الجماهير فتحوّلت مشاعر الحزن والألم إلى شجاعة وإقدام، ودارت مواجهات عنيفة بين الجماهير وقوات السلطة،ثم أكملت المسيرات طريقها تتقدمها صورة الشهيد مدن محاطة بورود حمراء وأصوات الحاضرين تعلوا بالهتاف “بالروح بالدم نفديك يا إسلام.. بالروح بالدم.. نفديك يا إمام.. الله أكبر الله أكبر”.
إخماد الانتفاضة
لم تحتمل القوات السعودية هذا المشهد، فهجمت على المتظاهرين مطلقةً الرصاص الحي، بعدما أعطيت الإشارة لمجموعة من جنود الحرس الوطني الذين كانوا مستعدين خلف مدافع الرشاشات وراح المتظاهرون يتساقطون واحداً تلو الآخر بين جريح وشهيد، وكان في طليعة الشهداء: علي محمد علي المعلم، مكي علي ناصر، مالك عبد الرزاق آل مدن، علي أحمد البحراني، سلمان آل رهين، حسن كريم آل إبراهيم، عبد الوهاب عبدالله عواد، كما سقط 37 جريحاً بينهم 3 نساء، ثم عادت القوات السعودية مرة أخرى وأطلقت النار على جنازة الشهيد سعيد المدن فمزقوا جسده الطاهر بعشرين رصاصة وحينما حاول المتظاهرون إنقاذ الجرحى انهالت عليهم قوات الحرس الوطني بوابل من الرصاص الحي، كان ذلك في صفوى.
في هذه الأثناء، كانت المواجهات قد احتدمت بين الأهالي والقوات السعودية في القطيف حيث عمد الأهالي إلى تجهيز قنابل المولوتوف قبل أن تقوم السلطة بمحاصرة المدينة بالكامل، هنا قام الشبان بتشييد متاريس من جذوع النخيل والسيارات المهترئة كما قاموا بإحراق الإطارات ورفعها في الشوارع حتى يمنعون القوات السعودية من الدخول إلى المدينة، وفي مشهدية ثورية، عمد الأهالي إلى تجريد حرّاس المؤسسات السعودية من أسلحتهم، فقد تجمهر عدد من الشبان أمام بنك الرياض بهجوم خاطف على المكان، فسلّم بعض الجنود أسلحتهم خوفاً من الثوار. توازياً تقدمت مجموعات أخرى باتجاه البنك البريطاني لكن المعركة هنا كانت أشدّ شراسة،حيث بادر الحراس إلى إطلاق سيل من الرصاص الحي باتجاه صدور المتظاهرين العزّل وقد ارتقى على إثرها الشهيد حسين العلقم شهيداً، عقبها، تجمع المتظاهرون أمام البنك العربي وقرروا مهاجمته بسرعة خاطفة فهجم اثنان من طلائع الثوار على حراس البنك وجرداهما من أسلحتهما وطردوهما من المنطقة، كما قام الشعب بإحراق عدة مؤسسات تابعة للسلطة بدءاً بإمارة القطيف، وتحطيم واجهة مبنى الخطوط الجوية السعودية، وغيرها.
استمرّت القوات السعودية حتى ليلة 10 محرم في إطلاق النار على مدينة القطيف المحاصرة بعدما طوّقت جميع مداخلها، وقد انتشر القناصون في مناطق استراتيجية حيث راحت رصاصاتهم الحاقدة تنال من كل شخص يتواجد في الشارع، وفي هذه الليلة تمكنت القوات السعودية من الدخول إلى المدن والقرى مسنودةً برصاص تطلقه طائرات الهليوكوبتر ففتحت الطريق في مدينة العوامية والقطيف وصفوى وبقية المناطق الأخرى.
لكن بالرغم مما حصل في ليلة 10 محرم في القطيف وقراها، احتشدت الجماهير الثائرة في الأحساء وخرجت مندفعة في تظاهرات صاخبة رغم حظر التجوال الذي فرضته القوات العسكرية السعودية وقد تدفقت الجماهير في “شارع الفوارس”وانطلقت من “دوار البلدية” بعد أن استمع الأهالي إلى قراءة المأتم الحسيني بمناطقهم لكن ما إن طافت التظاهرات في الشوارع جرى استدعاء القوات السعودية لتطبيق قرار حظر التجوال، عند وصولها هاجمت المتظاهرين بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع وعمدت إلى اعتقال أكثر من 70 شخصاً بينهم أطفال وعجائز، كما جرى محاصرة منطقة الفوارس.
وفي مساء 11 محرم، كانت القوات الحكومية قد انتشرت في جميع الأحياء والمناطق، فخيّم جو حزين يشوبه الحذر والإرهاب حيث جرى منع دخول السيارات وقنص كل من يتواجد في الشارع لأي سبب كان، فيما راحت قوات مكافحة الشغب تتجول في الشارع مهدّدةً بقتل كل من يشارك في التظاهرات.
بعدما فرضت القوات السعودية حالة الطوارئ على البلاد واستخدمت القوة المفرطة في قمع التظاهرات السلمية، أكمل الثوار احتجاجاتهم بطريقة أخرى، إذ أضربت الجماهير عن العمل والدراسة لمدة أسبوع كامل في صفوى وسيهات والأحساء والقطيف وجميع القرى المجاورة، احتجاجاً على ممارسات السلطة، كما كانت المنشورات المنددة بحكم آل سعود، لا تزال تٌطبع بكثافة بعيداً عن أعين السلطة. وبدأت حرب الشعارات على الجدران فانصبّت جهود القوات السعودية على الدوران بين الشوارع بالأصباغ لشطب الشعارات المعادية للنظام السعودي.