علماء ودعاة وخطباء بمحافظة الحديدة لـ"الثورة ":
الهجرة النبوية أرست تعاليم قوية في كيفية مواجهة أعداء الإسلام
الهجرة النبوية خير هجرة عرفتها البشرية منذ بدء الخلق، فقد هاجر خير خلق الله تعالى إلى المدينة المنورة لتكون خطوة أولى في نشر الدعوة الإسلامية، ليبدأ بعدها الإسلام ببسط نفوذه في مناطق واسعة من بعد هذه الذكرى الإسلامية عظيمة الأثر والمكانة، ويستذكر المسلمون في كل سنة، هذا الحدث العظيم، الذي يذكرنا بأن في مثل هذا اليوم قبل آلاف السنين قد هاجر فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في سبيل الله تعالى، فتحمل الآلام والعذاب وضرب خير مثال في الصبر والتضحية في سبيل الله تعالى.
وكثيرة هي العظات والعبر التي استخلصت من الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة المنورة وقال علماء ودعاة وخطباء بمحافظة الحديدة في أحاديث لـ”الثورة” مع حلول هذه الذكرى الدينية العظيمة أن الهجرة أرست تعاليم قوية في كيفية مواجهة الإسلام والدفاع عن الأرض وطرد الغازي المحتل :الثورة / أحمد كنفاني
•بداية أكد الداعية الدكتور محمد العقيلي أن مضامين سيرة الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة حملت الكثير من العبر والدروس في الدفاع عن الدين الإسلامي وتحصين المسلمين من مظاهر الشرور التي يدبرها أعداء هذا الدين.
وأوضح العقيلي أن هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت مدرسة حقيقية أراد من خلالها تأسيس جيل من المؤمنين الصادقين في الدفاع عن دينهم، والتصدي لمؤامرات الأعداء.. مبينا أن ترك البعض لمناصرة القضية الفلسطينية جاء نتيجة للبعد عن تطبيق مفاهيم الإسلام.
وأشار إلى أن زوال الاحتلال المغتصب لأي أرض عربية أو إسلامية يكون من خلال اتباع نهج القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. لافتا إلى إن الهجرة إلى المدينة كانت بمثابة مدرسة تعلم فيها الصحابة مبادئ وقواعد الأخلاق والوفاء وحفظ الأمانات والعمل بتفان وإخلاص.
ودعا جميع المسلمين إلى ضرورة تحصين انفسهم بإتباع وتطبيق ما جاء في كتاب الله والسنة النبوية حتى لا يتغلب عليهم أحد، ولحماية عرض هذه الأمة العربية والإسلامية من المخططات التي تستهدف كل شيء يمتلكوه وحباهم الله به ..حاثا جميع الدعاة والمراكز الدينية والدعوية إلى عقد اللقاءات والندوات والخطب لنشر عبر ودروس تلك الهجرة العطرة لكافة المسلمين، والحفاظ على ديمومتها.
ظلم وجبروت زعماء آل زايد
• فيما أوضح مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة الشيخ سليمان محمد الفقيه أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر والصحابة من مكة إلى يثرب والتي سميت بعد ذلك المدينة المنورة، بسبب قهر وجبروت زعماء قريش خاصة بعد وفاة أبي طالب، وكانت في عام 14 للبعثة، الموافق لـ 622م، واستمرت “عشرة أعوام” حتى فتح مكة في العام 8 هـ.
ونوه إلى أن الهجرة النبوية، هجرة من الباطل إلى الحق وطريق ازدهار الإسلام، فعلى المسلمين إحياء ذكرى هذا اليوم في كل يوم من أيام السنة من خلال الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمضي قدما على رشده وهديه، والامتثال لأوامره لأنه قدوة حسنة في الأخلاق والتعامل الحسن مع الآخرين، ومن الجدير بنا إبقاء هذه الذكرى حية في نفوس الأمة من خلال الاعتماد على التأريخ الهجري في توثيق المناسبات الدينية والوطنية.
وعبر الفقيه عن أسفه أن يتم احتفال المسلمين بهذه المناسبة العطرة مع التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني المشؤوم برعاية أمريكية.. واصفا إياه بــ”خنجر مسموم في خاصرة الشعب الفلسطيني المكلوم”.
وتابع مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة ” هذا التطبيع خطأ تأريخي لن يغفر له” ملمحا إلى أن التاريخ سيسجل بأن دولة الإمارات ارتكبت خطأ فادحا بحق الفلسطينيين، ولن يستطيع أحد أن يمحوه من ذاكرة الأجيال المقبلة”، مضيفاً أن هذا التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية ، وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي لا يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف خطة الضم نهائيا، مؤكدا أن ذلك يعطي ذريعة للاحتلال بمواصلة خطته الاستيطانية، مشيرا إلى أن إسرائيل ضربت بكل المواثيق الشرعية عرض الحائط.
ركائز المجتمع الإسلامي
•بدوره أضاف الشيخ العلامة محمد بن محمد علي مرعي – رئيس جامعة دار العلوم الشرعية – رئيس لجنة الإفتاء بالمحافظة أن الهجرة أدت إلى قيام دولة الإسلام في المدينة ، والتي أرست ركائز المجتمع الإسلامي على أساس من الوحدة والمحبة والتكافل والتآخي والحرية والمساواة وضمان الحقوق ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو رئيس هذه الدولة وقائد جيوشها وكبير قضاتها ومعلمها الأول، وقد طبق الرسول صلى الله عليه وسلم شريعة الإسلام، وكان القرآن ينزل بها فكان الصحابة يدرسون ما ينزل ويطبقونه على أنفسهم، ويتعلمون تفسيره وبيانه من النبي صلى الله عليه وسلم فتكون جيل رباني تمكن من الجمع بين عبادة الله وعمران الحياة وعمل تحت شعار “أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”.
الرسالة المحمدية
•من جانبه أكد الشيخ العلامة علي صومل الأهدل نائب مسؤول وحدة العلماء و المتعلمين بالمحافظة أن الهجرة النبوية خير هجرة عرفتها البشرية منذ بدء الخلق، إذ تجمع هذه الذكرى مزيجا من القيم النبوية الطيبة، والمتمثلة بالصدق، والعزيمة، والإخلاص، والتضحية، والصبر، والتي تنبئ عن رعاية الله للرسالة المحمدية التي بدأت دعوتها في مكة المكرمة.
تطبيق شرائع الله
•وقال الشيخ موسى معافى إمام جامع بمديرية المراوعة: يحتفل المسلمون بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة 1442هـ، حيث ركزت هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، المتمثلة في تطبيق شرائع الله عزو جل وأخلاقيات المعاملات بين العباد وعلمت المؤمنين الدفاع عن دينهم من الأعداء المتربصين له كما هو في فلسطين حاليا.
مشيرا إلى أنه مع مرور ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم تشهد الساحة السياسية في اليمن تفاعلا كبيرا مع القضية الفلسطينية جراء تآمر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على القضية، وسعيهما لتطبيق مخططاتهم التهويدية، وطرد ساكنيها.
معبرا عن أمله بالخير والمحبة لكل الشعوب والدعاء إلى الله بأن العام الهجري الجديد فاتحة خير ونصر وتمكين لليمن واليمنيين على أعدائهم ومن تكالب عليهم وأن نحتفي بهذه الذكرى العظيمة التي تشكل مرجعية حضارية للإسلام وأهله واليمن في امن وأمان واستقرار في ظل قيادته الحكيمة وكنف أجهزته الأمنية وقواته المسلحة ولجانه الشعبية.
تعاليم الإسلام الصحيح
•وأختتم الحديث العلامة الشيخ عصام الهجاري بالقول: أن هدف الهجرة كان بناء دولة قوية لديها جيش من الصحابة، ترتكز في الأساس على تعاليم الإسلام الصحيح، حيث حرر جيش المسلمين مكة من الكفار.
داعيا اليمنيين إلى التلاحم والتعاضد والاصطفاف خلف قيادتهم السياسية الحكيمة حتى تحقيق النصر على العدوان وجحافله وطرد الغزاة.
وحث الهجاري الدعاة والعلماء إلى ضرورة إحياء هذا الحدث التاريخي الإسلامي وربطه بقضية فلسطين في كافة المساجد والمراكز الدعوية لتبقى حاضرة في أذهان المسلمين والعرب مهما تغيرت أولوياتهم.