السقوط الأضخم!!
عفاف محمد
وهكذا دنسوا عروبتهم ،وعلى العلن بتطبيعهم السافر الذي كان من تحت الطاولات. ولكن ترامب المخلوق العجيب، كشف عنهم الستار وفضحهم لأكثر من مرة حتى جعلهم يخرحون من تحت تلك العباءة النتنة التي تصور لأعوام خلت أنها عباءة دين رصينة حصيفة، تراعي حقوق الإسلام والمسلمين. وتصدر الأحكام والفتاوى التي كان الجميع يصدقها ويتماشى معها على أنها من صلب الإسلام. وفي حقيقة الأمر هي تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية ولا تخدم بأي شكل من الإشكال الدين الإسلامي ومصالح المسلمين.
فيما مضى وليس بالبعيد كانت وزيرة الرياضة قد تكرمت على ملوك الإمارة بزيارتها المشرفة لهم وحُظيت بتدنيس مسجد أبو ظبي، واستأنست الإمارات بعزف النشيد الوطني الإسرائيلي خلال مبارة للجودو، ومؤخراً تم إرسال عدة طائرات كمساعدات طبية للفلسطينيين دون التنسيق معهم مما يؤكد انها لحليفتهم الصهيونية. ولم يتقصر الأمر عند هذا الحد بل إن مسؤولاً إمارتياً أرسل رسالة منه باللغة العبرية إلى صحيفة عبرية ،وكل ذلك يؤكد مدى تماهيهم في حبهم المقدس للصهيونية الخبيثة والتي حتماً تضمر لهم السوء وتمتص منهم ما تستطيع أن تطاله بسذاجتهم .
الأمر الذي صرح به ترامب وأسماه بالاختراق الضخم وهو اتفاقية سلام تاريخية بين صديقتيه العظيمتين إسرائيل والإمارات ليس بالأمر المفاجئ والجديد فقد فاح ريح فضائحهم منذ تولى ترامب منصب الرئاسة.
ويعتبر توقيت إعلان ترامب عن الاتفاق ضرورة قصوى لمصلحة شخصية له ولنتنياهو. فترامب يريد إنجازاً كبيراً يجمع فيه مصلحته ومصلحة الكيان الغاصب في آن، ليضمن انتخابه في دورة ثانية بعد تدني نسبة التأييد له داخلياً وإنقاذ نتنياهو من السقوط بعد تعثر حكومته واحتمال الذهاب إلى انتخابات رابعة جديدة لا تضمن نجاحه. وهذا الأمر يسمح بمحاكمة نتنياهو بتهم الفساد والرشوة.
لقد استخدم ترامب التضخيم الإعلامي فيما يعتبره إنجازاً لإرضاء غروره وغطرسته وديكتاتوريته في دفع باقي الدول العربية إلى الإعلان عن علاقتها السرية مع الكيان الغاصب كما فعل مع الإمارات.