مرتزقة اليمن.. النموذج الأبرز للانحطاط على مر التاريخ
جميل القشم
تمارس السعودية والامارات شتى أشكال الإذلال وإلحاق العار والخزي بحق مرتزقتها باختلاف مكوناتهم الدينية التي ترتدي عباءات داعش وولاءاتهم السياسية والقبلية والمدنية والنخب الإعلامية والمثقفة في إطار تنفيذ أجندات ومخططات تحالف العدوان على اليمن وارتكاب أفضع الجرائم في التاريخ المعاصر.
تتوارى الفضائح خزيا أمام هؤلاء النماذج، فيما هم لا يخجلون مما يتعرضون له من سقوط مريع على طول وعرض التاريخ ، بل إن تاريخ الارتزاق يقف مذهولا من أفعالهم وسخرية العالم أجمع من خسة شعاراتهم وانبطاحهم وبشاعة دورهم ضد وطنهم رغم الإهانات وأقذع المعاملات والشتائم بحقهم منذ قرابة ستة أعوام لما تسببوا فيه من مجازر إبادة جماعية ودمار هائل لبلدهم.
مرة تلو أخرى تصورهم عدسات الإعلام والمخابرات السعودية كقطط ذليلة خانعة وهم ينتظرون ما تجود به اللجان السعودية من موائد طعام وملابس وغيرها من مكرمات وأشكال الخزي التي تتفنن الماكينة الاعلامية السعودية في إيصال رسائلها عن إهانة هذه القوى الهشة أثناء تزاحمهم في طوابير طويلة أمام صالات مطابخ الفرق الموكلة بإطعامهم ومخازن استلام الصدقات ومستلزمات النظافة الشخصية لجنبات أرباب المشائخ والوزراء والعلماء وأنوفهم ممرغة بوحل العار.
يتعرض مقاتلوهم في الحدود السعودية للضرب والاغتصاب والممارسات اللا إنسانية -بتقارير منظمات دولية- ويستهدف الطيران السعودي الاماراتي جنودهم ومعسكراتهم وثكثانتهم هنا وهناك ، فيبلعون ألسنتهم، وبكل سفالة وقبح يزداد انبطاحهم وتتحرك ابواقهم لتوجيه أصابع الاتهام إلى أنصار الله والجيش واللجان الشعبية، ثم حين تعترف السعودية أو الإمارات وتقول: “إن ذلك حصل بالخطأ” يخرسون ولا تسمع لهم همساً ولا يجرؤ أي منهم على إدانة ذلك ، بل ولسان حالهم يردد “شكرا سلمان طال عمرك”.
وحين يرتكب التحالف السعودي الجرائم المروعة ويقتل الأطفال والنساء من أبناء وطنهم يسارعون للتبرير لها ويغسلون أياديها من آثار جرائمها ومذابحها الدموية بحق أبناء جلدتهم ، بل ويتقافزون من قنوات إلههم السعودي الإماراتي يتهمون الأبرياء الممزقة أشلاؤهم بأنهم يستحقون ما جرى لهم لأنهم ليسوا إلا ميليشيا مسلحة وأن منازل المدنيين كانت مصانع للطيران المسيَّر ومستودعات للأسلحة.
مشاهد مخجلة يقدمون أنفسهم من خلالها أدوات خاضعة ضعيفة، يعيشون خارج السياق الوطني، تنحني رؤوسهم ووجوهم المزيفة في أكثر من موقف وهم يمدون أياديهم لأرباب الحاكم السعودي الذي يكرِّس صورتهم السيئة وتعرية أشكالهم أمام اللجنة ” الخاصة” سيئة السمعة والصيت التي موَّلت مشائخ اليمن منذ عقود لتخريب بلادهم بكل الوسائل ليتسع الدور ويصل إلى أيادي رتب عسكرية وحملة شهادات وألقاب ومسميات عاثوا طولا وعرضا في إفساد وطنهم وانتهى مآلهم للتكسب باسم الشرعية بدماء الأبرياء وتمزيق بلادهم.
باتت مواقفهم صغيرة باهتة أمام وعي الشعب اليمني وأحرار الشعوب من دول العالم ، ويتجلى ضعفهم وحالة الخيبة بعد أن حبطت أعمالهم ، ويصفهم محللون ومتابعون سياسيون بأنهم “يعيشون أدنى درجات الاسترزاق وضفاف القباحة” وأن السعودية والإمارات تمضيان أكثر من أي وقت مضى لحشرهم في عنق الزجاجة تمهيدا للتخلي عنهم سيما بعد أن تزايدت أكاذيبهم وفسادهم وفضائحهم وهزائمهم في ميادين الشرف والبطولة على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية.
سقطوا كما لم يسقط قبلهم مرتزقة على مر العصور والتاريخ ، ولم تكن انتكاساتهم المتوالية وخيباتهم إلا حصاداً لأفعالهم الآثمة ، ومؤشرات عديدة تكشف سقوطهم وحالة الضعف والحماقة التي وصلوا إليها ، وما الحملات الإعلامية الأخيرة التي تتعرض لها قياداتهم العسكرية والسياسية أمثال الخائن علي محسن من قيادات وشخصيات إعلامية سعودية إلا خير دليل على أنهم في محرقة أفعالهم وخيبة حصاد مشروعهم الدموي في شرعنة الحرب التي تقودها السعودية منذ ست سنوات على الشعب اليمني.
الأيام القادمة حبلى بمفاجآت صادمة بحق هؤلاء الأدوات الذين استرخصوا أنفسهم وكرامتهم ، وبموازاة أفعالهم وجرائمهم باتت لعنات وغضب الشعب اليمني تلاحقهم ووصمة العارس تخلِّدهم جيلا بعد آخر ، وقد كشفت عشرات الصور المتداولة على نطاق إعلامي واسع لرموزهم في حكومة فنادق الرياض أثناء تسولهم في أبواب اللجان السعودية الخاصة وهم مطأطؤ رؤوسهم بأنهم يعيشون واقعا مريرا من الانبطاح والانحطاط خصوصا بعد أن تاهت شرعيتهم في وحل العار والدماء والمال المدنس.