من أصل مليونين ونصف المليون حاج سنوياً

السعودية تنظم »حجاً صورياً« بـ 1000 حاج »مقيم«.. وتنديد المسلمين بالقرار يتزايد

السعودية أهملت وفشلت في إدارة المشاعر المقدسة، بينما اهتمت بالأنشطة الترفيهية
“إعلاء النفس البشرية” التي يتشدق بها النظام السعودي ليست في قاموسه.. وسلوكه الدموي والعدواني تجاه اليمن شاهد حي

الثورة / عبدالله محمد
مع اقتراب أيام الحج ولجوء النظام السعودي إلى تنظيم موسم حج “صوري” هذا العام بعد تنصله الواضح عن مسؤوليته في ترتيب إقامة هذه الشعيرة الدينية تحت مبرر “إكراهات كورونا” ودون التشاور مع الدول الإسلامية في هذا الأمر.. يزداد التنديد الإسلامي بالقرار السعودي غير الصائب.
ويظن النظام السعودي أنه بإعلانه إقامة موسم للحج بعدد 1000 حاج (مقيم داخل المملكة) من أصل نحو مليونين ونصف المليون حاج سنويا موزعة على البلدان الإسلامية قد هرب إلى الأمام من مسؤوليته متناسيا أنه بذلك يكشف عن ضعف وترهل أداء جهازه المؤسسي الإداري والصحي وحتى الديني الذي ينشط في حفلات التكفير والشحن الطائفي وكل ما يعمق مآسي المسلمين وإراقة دمائهم في كل مكان.
يعي اليمنيون استهتار النظام السعودي بالدول الإسلامية والذي يبدو واضحا باتخاذه قرار المنع منفردا وكأن الأماكن المقدسة هي “حكر للطغمة الحاكمة داخل المملكة ” وقد نُظمت عقب صلاة الجمعة الفائتة لقاءات بأمانة العاصمة نددت بمحاولة النظام السعودي تعطيل فريضة الحج وعدم السماح بدخول المسلمين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
اليمنيون قالوها بصوت عال : لماذا يصمت علماء الأمة والنخب الثقافية والفكرية إزاء تصرفات النظام السعودي بما في ذلك صد المسلمين عن أداء هذه الفريضة والشعيرة الدينية العظيمة.. وأمام هذا التعسف السافر بحق عامة المسلمين في أرجاء المعمورة؟
وبالمقابل حثوا الجميع على تفقد أحوال الفقراء والمساكين وأسر الشهداء والجرحى والمرابطين ودعم القافلة العيدية الكبرى التي سيتم تسييرها خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وربما كان موقف حركة أنصار الله عبر مكتبها السياسي وقتها تعليقا على قرار منع الحج هو الموقف الأقوى بين كل المواقف الرافضة للتفرد السعودي بمصير الحجاج المسلمين والذي وصف في بيان رسمي منع الحجيج من خارج الأراضي السعودية “بأنه غير صائب” ، “وأن قرارا بتلك الخطورة بحجة أن إعلاء النفس من أهم مقاصد الشريعة، ذلك أمرٌ لا خلاف فيه لكن الطبيعة المتوحشة للنظام السعودي تُسقط عنه تلك الحجة، وسلوكُه الدموي في حربه العدوانية على اليمن شاهد حي على أن مسألة إعلاء النفس البشرية ليست في قاموس النظام السعودي”.
سابقا ولاحقا, تتزايد المواقف الإسلامية المنددة بإدارة النظام السعودي لملف الحج وأكثر من مرة اعتبرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين أن الإدارة السعودية الحالية تستغل الأماكن المقدسة وملفي الحج والعمرة لتحقيق أطماعها السياسية على حساب المسلمين.
وفي تقرير سابق للهيئة قالت فيه إن «الإدارة السعودية قد دمرت وشوَّهت الصورة الإسلامية للحج وحوَّلت أماكن المشاعر المقدسة إلى مدن شبيهة جداً بالأماكن المشهورة في الغرب وأوروبا وأمريكا، وأفقدتها الحضارة والوجه الإسلامي.
كما كشف التقرير كثيراً من عمليات الفساد في الحج خلال الأعوام الماضية بداية من توزيع تأشيرات الحج على حلفاء وأصدقاء النظام، وأيضاً بيع التأشيرات في السوق السوداء للدول الإسلامية وتوزيع العائد على الأمراء في السعودية، وكذلك استخدام أموال المسلمين المدفوعة للحج في محاربة دول إسلامية ومحاصرة أخرى..في إشارة واضحة إلى عدوانها على اليمن وحصاره.
واستنكر التقرير ما وصفه بتسييس السعودية للعبادات حيث يقول :”السعودية أهملت وفشلت في إدارة المشاعر المقدسة، بينما اهتمت بالأنشطة الترفيهية على حساب الدين الإسلامي، وسيَّست السعودية العبادات وحرمت شعوباً بأكملها من الحج بسبب الخلافات السياسية، وخلطت التوجهات والتطلعات السياسية والاقتصادية للسعودية بالدين عن طريق استخدام المنابر الإسلامية في السعودية لتسويق قرارات الحكومة وممارسة سياسة منع واعتقال وترحيل وإبعاد المسلمين سواء من بداية التقدم للتأشيرة أو عند القدوم إلى أرض الحرمين”.
ويبدو راهنا أنه بات من الملح اليوم أن ترفع الأمة الإسلامية صوتها عاليا للمطالبة بتدخل الأنظمة في البلدان الإسلامية عاجلا وتكليف إدارة إسلامية شاملة مكونة من جميع الدول الإسلامية لإدارة الحج وكافة المشاعر الإسلامية بعد فشل وتقصير الإدارة الحالية وإهمالها للحج وأهميته.
وفي هذا السياق يجدر بالهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين أن تواصل سيرها في ما بدأته سابقا حول سعيها لتغيير الإدارة الحالية للحج وموقفها الذي يرى أن الوقت قد حان لاستبدالها بإدارة إسلامية شاملة تكون السعودية عضواً واحداً من عدة أعضاء، لضمان عدم استفرادها باتخاذ القرارات التي تهم جميع المسلمين، ولضمان حيادية الأماكن المقدسة بالسعودية، وأيضاً لضمان تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وضمان عدم تسييس الحج والتوزيع العادل لحصص الحجاج بين الدول الإسلامية.”

قد يعجبك ايضا