نسعى إلى تدريب 100 قابلة في مجال التوعية بمرضى كورونا المستجد
نائب رئيس الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات في حديث لـ”الأسرة “: 77 % معدل الولادة في المنازل منها 22 % بواسطة أياد مدربة و13 % يحصلن على رعاية صحية
تسهم القابلات اليمنيات المؤهلات بدور كبير في انقاذ حياة الأم والوليد وتخفيض نسبة الوفيات من الأمهات والمواليد وهذا الامر جعل الكثير من الأمهات يفضلن الولادة في المنازل ويكتفين بوجود قابلات مؤهلات لمساعدتهن على الإنجاب بشكل آمن.
وأكدت نائب رئيس الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات الدكتورة صباح حسين علي الظافري أن معدل الولادة التي تتم في المنازل يصل إلى حوالي (77 %)، منها 22 % معدل الولادات التي تتم بواسطة أياد مدربة، بينما 23 % يتم ولادتهن في مراكز الرعاية الصحية كما أن 13 % فقط من النساء يحصلن على رعاية ومتابعة بعد الولادة.
وشددت الدكتورة صباح على ضرورة دعم انشاء مراكز الأمومة والطفولة والاهتمام بالعيادات المنزلية، حتى “نضمن ولادات آمنة تحافظ على حياة الأمهات والمواليد معا” حد قولها .. تفاصيل أكثر من سياق الحوار التالي:الاسرة / خاص
دكتورة صباح نريد منك أن تحدثينا عن الجمعية ونشاطها والهدف منها باختصار؟
تسعى الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات عبر مختلف برامجها وانشطتها الصحية الى تمكين القابلات اليمنيات من أداء دورهن بكفاءة عالية في إنقاذ الحياة للأم والوليد، وتقديم الرعاية المنزلية اللازمة والمساهمة في تخفيض نسبة أمراض ووفيات الأمهات والمواليد من خلال رفع نسبة الولادات بأياد ماهرة والمساهمة في تقديم خدمات صحية متميزة للمجتمع، بالإضافة إلى نشر الثقافة الصحية حول صحة البيئة ومخاطر الزواج المبكر والولادات المتقاربة ورفع الوعي الصحي للمجتمع.. وتمكين الأسر الفقيرة وخريجات المعاهد الصحية غير الموظفات من الحصول على فرص معيشية كريمة من خلال تأهيلهم ودعمهن لتشغيل مشاريع صغيرة خاصة بهن.
ماهي الفئة المستهدفة بالنسبة لكم؟ وما مدى مستوى توفير الخدمات لديكم؟
معظم اللواتي يتم استهدافهن ببرامج التدريب من قبل الجمعية وفروعها في المحافظات هن من أبناء المناطق النائية حيث نحرض على تأهيل أكبر قدر ممكن من قابلات المجتمع عبر مشاريع الجمعية برامج الجمعية بهدف زيادة قدرات العاملات في مجال الرعاية الصحية على التدخلات الأساسية ذات الأهمية العالية للأمهات والأطفال حديثي الولادة في المناطق المحرومة من الخدمات.
والهدف من ذلك هو المساهمة في الحد من الممراضة والوفيات في صفوف الحوامل والأطفال حديثي الولادة، وكذا زيادة فرص حصول المرأة على الخدمات الصحية الأساسية في المناطق المستهدفة.
حول ماذا تتركز التوعية التي تقدمها القابلات للنساء؟
تحرص الجمعية عبر مختلف برامجها التدريبية على أن تكسب المتدربات مجموعة من المهارات النظرية والتطبيقية التي تضمن تزويدهن بالخبرات اللازمة في مجال تغذية الرضع والأطفال، وتغذية الأمهات والمواليد، والنظافة الشخصية وتجنب سوء التغذية لدى الأطفال وللحوامل، فضلا عن تقديم المشورة الناجحة في مجال الصحة الإنجابية والصحة العامة والمساعدة على حل المشاكل الصحية المتعلقة بتنظيم الأسرة والحمل والولادة وما بعد الولادة وإنقاذ ورعاية حديثي الولادة ، وسبق أن نفذت الجمعية حملات توعوية مجتمعية، وتمكنت عبر مشاريع الاستجابة الصحية التكاملية من تأسيس وتدريب شبكة من متطوعات الرعاية المجتمعية في مجال أفضل الممارسات وانقاذ الحياة على مستوى المؤسسات الصحية والمستوى المجتمعي في المناطق المتأثرة بالحرب.
في ظل تدهور الأوضاع الصحية خلال الفترة الماضية.. كيف تقيمون الوضع الصحي للأمهات في المناطق الريفية بالذات؟
أبرز ما نعانيه عموما هو ارتفاع نسبة معدل وفيات الأمهات، حيث تعد اليمن الأعلى من حيث نسبة الوفيات مقارنة بالدول المجاورة، نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة وهي ظاهرة تتصدر قائمة المشاكل الصحية البارزة في مجتمعنا كما تسبب العدوان في إعاقة إيصال الخدمات الصحية للمجتمع، وتدمير الكثير من المرافق الصحية، والتي باتت غير قادرة على تقديم الخدمات الصحية وهذا انعكس سلبا على مستوى تقديم الخدمات، بالإضافة إلى صعوبة الوصول الى بعض المناطق و حصول النساء على الخدمات الأساسية خاصة في المناطق النائية، ومن الواضح ان هذا الوضع الصعب الذي يؤثر على صحة الشريحة الأكبر في المجتمع يتطلب دعماً اكبر لنتمكن من توفيرها من خلال العمل الميداني وكذا أنشطة التوعية الصحية الرامية لتحسين الحالة الصحية للنساء والأطفال في المناطق المتضررة من الحرب، والنائية بشكل عام.
كيف يمكن التغلب على هذه المشاكل المتصلة بحياة الأم والطفل؟
لا بد من توسيع خيارات الحصول على خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأمهات والأطفال باعتبارها تمثل إحدى الركائز الأساسية للتنمية الصحية في اليمن، وجعلها قريبة من السكان ليتمكنوا من الوصول والحصول عليها بسهولة وفي الأوقات التي تناسبهم وخاصة تلك المتعلقة بالوقاية والرعاية.
لذا بات من الضروري رعاية وتأهيل قابلات المجتمع او القابلات القانونيات للقيام بمعالجة بعض مضاعفات الولادة، وتقديم رعاية ما بعد الولادة بما في ذلك المشورة لدعم ممارسة الرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة ستة أشهر، ومعالجة الاختناق الوليدي، واكتشاف المواليد ناقصي الوزن والخدج والعناية المنزلية لهم.
ونحن في العام 2020م.. برأيك هل أصبحت كل المناطق الريفية في اليمن تمتلك قابلات؟
لا استطيع الجزم بإجابة قطعية لكن من الضروري أولاً اجراء المسوحات الميدانية والدراسات اللازمة لمعرفة عدد وأوضاع القابلات في اليمن، وهل أصبحت فعلا مغطاة بتلك المخرجات التعليمية في مجال القبالة على مستوى جميع المناطق، أم لا تزال تفتقر للأيادي الماهرة ، وحتى المناطق التي تم تزويدها بقابلات خريجات لا يزلن بحاجة إلى تأهيل وتطوير كي يتمكن بشكل منفرد من البدء بالعمل بعد تخرجهن، وتوسيع ذلك وفق الأوليات والأهمية وبأكبر قدر من الثقة لضمان حصول الأمهات على خدمات الصحة الإنجابية ذات الجودة العالية، وبأفضل وسائل وممارسات ممكنة.
ولا ننسى إجمالا أن بلادنا اليمن كغيرها من الدول النامية تعاني من عدم توفر العدد الكافي من القابلات، ما تسبب ذلك في ضعف نسبة التغطية السكانية بخدمات الصحة الإنجابية والتوليد إذ أن معدل الولادة التي تتم في المنازل حوالي (77%)، منها 22% معدل الولادات التي تتم بواسطة أياد مدربة, بينما 23% يتم ولادتهن في مراكز الرعاية الصحية كما أن 13% فقط من النساء يحصلن على رعاية ومتابعة بعد الولادة.
من خلال ما نفذته الجمعية عبر مختلف برامجها .. هل استطاعت ان تحدث تغييراً إيجابياً بهذا الشأن؟
مهما بلغت مساعي وجهود الجمعية فإن الحاجة الماسة تستدعي تضافر مختلف الجهود مع شركاء التنمية في بلادنا لتحقيق المؤشرات الصحية المرجوة.
وانطلاقًا من طبيعة اهداف وعمل الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات كمنظمة وحيدة مرتبطة بمهنة القبالة، استطعنا خلال السنوات الأخيرة الماضية تنفيذ أنشطة كثيرة بدعم شركائنا المانحين، وزيادة نسبة المؤشرات الصحية الإيجابية من حيث عدد النساء الحوامل والمرضعات اللاتي تلقين الرعاية الصحية، والإشراف فما بعد الولادة عبر قابلات ماهرات، وتسهل من حصول النساء على الرعاية الصحية وخدمات التوليد في اماكن قريبة من محل اقامتهن.
ماهي أبرز المشاريع والبرامج التي تركزون على تنفيذها الى جانب تنمية مهارات القابلات في عملهن؟
تتمثل أهم الأنشطة في تدريب قابلات المجتمع على المسح المنزلي ورسم خرائط للتركز السكاني، فضلا عن دعم القابلات غير الموظفات لفتح عيادات منزلية في القرى النائية والمحرومة من الخدمات، إضافة الى مشاريع الاستجابة والتدخلات الصحية المجتمعية اللازمة للحصول على خدمات الأم والوليد متضمنة تغذية الرضع وصغار الأطفال بهدف تقديم خدمات الرعاية المجتمعية المتعلقة بصحة الأم والوليد كما تهتم الجمعية بإقامة دورات تنشيطية في مجال مهارات إنقاذ الحياة للأم والوليد بهدف الوقاية من العدوى وتقديم خدمات الرعاية الأساسية للمرأة أثناء الحمل، وتبني البرامج الهادفة للقابلات في مجال الاتصال والتسويق المجتمعي، ودعمهن بالحقائب النظيفة، والزيارات الميدانية الإشرافية المستمرة من قبل الجمعية، لتقيم مستوى أدائهن وتقديم الدعم المستمر والمباشر لهن من قبل منسقي المحافظات وضمان الكشف المبكر لحالات الطوارئ التوليدية والوليدية وإحالتها في الوقت المناسب وجلسات التثقيف الصحي بذات الشأن.
ذكرتم تبني مشاريع العيادات المنزلية للخريجات.. ترى كم عدد تلك المشاريع وآلية التقييم والاختيار؟
بالنسبة للعيادات المنزلية نود أن نصحح هنا وهي أن الجمعية ليست جهة داعمة ولا تدعم العيادات المنزلية مباشرة وليس لديها مواردها الخاصة وانما تقوم بالتنسيق مع المنظمات المانحة وأغلبها الدولية لتوفير دعم في هذا الخصوص.
وهناك نقطة مهمة في هذا المجال ويؤسفنا تكرارها وهو انه على الرغم من وجود اكثر من ٣٠٠٠ عضوة بالجمعية غير ان الدعم للعيادات لم يصل لأكثر من 0,05% فقط من هذا الرقم.. لذا تتمنى في إدارة الجمعية ان تولي قيادة وزارة الصحة العامة والسكان الاهتمام بدعم العيادات المنزلية كونها الأقرب لإيصال الخدمة الصحية ذات الجودة في المناطق النائية.
كيف أثر انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن على سير عمل المنظمات والجمعية على وجهه الخصوص؟
الكثير من الخدمات والأنشطة والبرامج التي كنا نعول على تنفيذها خلال العام الجاري 2020م توقفت جراء انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد19” ونشدد على ضرورة أن تصب جل اهتمامات المنظمات المحلية والهيئات الدولية المانحة في دعم الصحة الإنجابية، ومع ذلك فإننا نتطلع الى الإسهام في تعزيز أكبر عدد ممكن من المتطوعات، والخريجات من قابلات المجتمع، وتمكينهن من الإسهام بدورهن في مواجهة أي طارئ أو حاجة ماسة تستدعي عملهن عبر فروع الجمعية في المحافظات.
كم عدد القابلات والمتطوعات اللاتي تم تأهليهن وتدريبهن من قبل الجمعية حتى اليوم، وفي أي المجالات؟
تنفذ الجمعية التدريب للقابلات بشكل عام حسب الاحتياجات في المجتمع غير أنها في المقام الأول تسعى لإكساب القابلات المهارات والمعارف فمثلا تم تدريب اكثر من ٦٧ متطوعة في مجال الرعاية المجتمعية و ٢٢ قابلة في مجال حفظ الحياة للأم والطفل بدعم من منظمة الإغاثة الدولية عام ٢٠١٧م ،وتدريب اكثر من ٤٥٠ قابلة على الطوارئ التوليدية والوليدية بدعم من منظمة اليونيسف عام ٢٠١٨م، ناهيك عن تدريب ١٥٠ قابلة في مجال الرعاية التكاملية لأمراض الطفولة في المحافظات الست التي شملت تعز حجة عمران شبوة لحج الضالع عام ٢٠٢٠م، وتسعى الجمعية الى تدريب اكثر من ١٠٠ قابلة في مجال التوعية بمرض كورونا المستجد “كوفيد19” و تسعى للحصول على الدعم اللازم من المنظمات المانحة.
سمعنا عن توجهات لدى الجمعية لتدريب خريجات الثانوية العامة على القبالة.. ما هي الإمكانيات لديكم لتنفيذ ذلك؟
– نسعى لتحقيق اهداف الجمعية وفق للرؤية الوطنية لبناء اليمن الحديث بدءاً من تدريب القابلات بكل ما هو حديث في مجال الرعاية الكاملة للام والطفل وانتهاء بالحفاظ على حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن جنسه، فالجمعية تهدف للحفاظ على حياة المجتمعات المحتاجة اينما وجدت، وهناك توجه طموح لدى ادارة الجمعية يتمثل في السعي لتأهيل قابلات جدد من خريجات الثانوية لدراسة دبلوم القبالة كون تلك المخرجات تصنف كقابلات قانونيات وكونها ايضا قادرة على تقديم خدمات بجودة عالية غير ان ذلك يصطدم بحجم التمويل المقترح والبحث عن الداعم الرئيسي، كما ان الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات وهي الجمعية الأهلية الوحيدة العضو في الاتحاد الدولي للقابلات ترى ان تحقيق الرؤية الوطنية كفيل بالارتقاء بالمستوى الصحي للبلد بشكل عام وهي ترى بأنها رؤية طموحة غير أن ذلك لا يمنع من وجود عوائق اهمها الدعم المالي لتدريب وتأهيل قابلات يقمن بخدمة بلدهن بما يعزز من دوره الاقليمي والدولي.
ختاماً ما هي رسالتكم إلى قيادة وزارة الصحة العامة والمانحين من شركاء التنمية في بلادنا؟
هناك حاجة ماسة إلى نقطتين هامتين، الأولى تتمثل في دعم إنشاء ما يسمى بـ والتي تحتوي على غرف التوليد بالمراكز الصحية التي تعرضت للتدمير الممنهج نتيجة للعدوان المستمر على البلد بحيث نضمن ولادات آمنة تحافظ على حياة الأمهات والمواليد معا ناهيك عن تقديم خدمات الصحة الإنجابية الأخرى.
والنقطة الثانية تتمثل في دعم تدريب القابلات بطرق مناسبة في مجال التصدي لجائحة كورونا المستجد بما يساهم في الحد من المراضة والوفيات ودرء الخطر المحدق بشرائح مختلفة في المجتمع.