الأرض المحتلة/ وكالات
أكدت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أمس الاتفاق على إفشال مشروع الضم الإسرائيلي معًا، ودعتا كوادرهما والشعب الفلسطيني إلى الانخراط في كل فعل ميداني من أجل مواجهة المشاريع الإسرائيلية.
وطالب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في مؤتمر صحفي مشترك بضرورة بلورة رؤية استراتيجية موحدة لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية.
وقال العاروري في كلمة عبر “الفيديو كونفرنس” إنه “اذا استطاع الكيان الإسرائيلي تمرير مخطط الضم على جزء من الضفة الغربية فهذا يعني أن مسلسل الضم سيستمر”.
وأضاف “إذا بدأ الضم وسيطر الاحتلال على القدس والأغوار والكتل الاستيطانية وعلى الطرق، فستُفتح الشهية لضم المزيد من أراضي الضفة”.
وأشار العاروري إلى أن الاحتلال سينتقل بعد تنفيذ الضم إلى التفكير في معالجة موضوع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي يُعرف بسوابقه في التهجير والترحيل.
وتابع “سيبدأ الاحتلال بالضغط على السكان في الوضع المعيشي والأمني ويفتح لهم باب الهجرة إلى أماكن أكثر استقرارًا لترحيلهم من الضفة”.
وبيَّن أن الاحتلال يعتبر أن الضفة الغربية “أرض الميعاد”، “وهم مستعدون للذهاب إلى خيارات خطيرة في الضفة الغربية”.
وقال “فُرض علينا أن نواجه هذه المخططات، ولا يسعنا أن نسكت أو نمرر أو نتعايش مع هذا الواقع بأي حال من الأحوال”.
واعتبر خطوة الضم إلغاءً للحل السياسي بقيام دولتين، “لأنه لا يمكن بهذا المشروع إنشاء دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس”.
وأشار إلى أنه لا يمكن لأي من القوى الوطنية أن تقبل حلولًا وسط في الخيارات المطروحة من الاحتلال والإدارة الأمريكية.
ودعا إلى الوقوف وقفة حقيقية وصادقة للتصدي لمشروع الضم وإفشاله، “وقد سبق وفعلنا، ونستطيع أن نكرر ذلك”.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس “لم نكن نحن وفتح مختلفين على مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته، حتى عندما كنا على خلاف مع فتح”.
وأضاف “علينا تجميد خلافاتنا ولا نتوقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي وجوهري في التناقض الوجودي مع الاحتلال”.
وأوضح العاروري أن “التجربة تقول إن العمل المشترك في الانتفاضة الأولى والثانية نجحت في إفشال مخططات الاحتلال”، مبينًا أنه “عندما عملنا معًا فرضنا على الاحتلال التراجع والتنازل”.
ووجه رسالة لقواعد حماس وفتح والشعب الفلسطيني بقوله “يجب أن نعمل معا في كل المواقع. لا تنتظروا تعليمات تفصيلية ومباشرة، نحن في هذا المؤتمر نقول على الجميع أن ينخرط في العمل المشترك لمواجهة مشروع الضم”.
وطالب القيادي في حماس بضرورة انخراط الجميع في العمل المشترك لمواجهة مشروع الضم، والدفاع عن الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن حركة حماس ستمارس كل أنواع النضال والمقاومة ضد مشروع الضم.
وأيد خطوات قيادة السلطة والمنظمة السياسية والقانونية والدبلوماسية كافة لمواجهة خطة الضم.
وقال العاروري “نحن معًا نعمل على استقطاب كل قوى أمتنا الرسمية والشعبية والبرلمانية للوقوف صفًا واحدًا مع فلسطين في مواجهة هذا المشروع”.
وأضاف “يجب أن ندرك جميعًا أن ساحة المعركة الآن هي الضفة الغربية وشعبنا في غزة جاهز بكل الوسائل، وأعلن أبو عبيدة والقسام أن الضم إعلان حرب، لكن في النهاية نحن في الضفة يجب أن نقول كلمتنا الفصل في هذا المشروع”.
وأكد القيادي في حماس أن الحركة جاهزة للعمل الموحد والوطني، وتقديم التضحيات لمواجهة الاحتلال وتحقيق الانتصار.
أما اللواء الرجوب فقال إن حوارًا هادئًا ومتزنًا جرى مع حركة حماس خلال الفترة الماضية، مضيفًا “وصلنا لمرحلة نموذجية وخلّاقة نريد البناء عليها مع فصائل العمل الوطني”.
وأكد أن ردة فعل الشعب الفلسطيني أظهرت أن هناك إجماعا وطنيا لرفضه لهذه المؤامرة الأميركية-الإسرائيلية.
وأشار إلى أن ما جرى في مدن الضفة وغزة وتوج بالحراك الذي حصل في بعض الدول “أظهر أن الفلسطينيين انتصروا لقضيتهم والجميع تحدث بلغة واحدة وتحت علم واحد هو علم فلسطين”.
وأوضح الرجوب “نريد دولة فلسطينية كاملة السيادة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م والقدس عاصمتها وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية”.
وقال “نحن اليوم سنخرج بصوت واحد وتحت علم واحد ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات فيما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل بعيدًا عن التناقضات والترسبات في العلاقة”.
وأضاف “نحن سنفتح صفحة جديدة وسنقدم نموذجًا لشعبنا وأسرانا والشهداء”.
ودعا الرجوب الشعب الفلسطيني في كل مكان للتحرك في هذه المرحلة الصعبة ضد مشروع الضم.
وأشار القيادي في فتح إلى أن الموقف الإقليمي لم يتعاطَ بأي شكل من الأشكال مع مخطط الضم.
وأعرب عن أمله في أن يحترم العمق العربي والإسلامي مقررات القمم المتعلقة بعدم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم حركة “فتح” أسامة القواسمي أن الخلاف الإسرائيلي على مسألة ضم أجزاء من الضفة الغربية “هو خلاف شكلي فقط”.
وأضاف قواسمي “الخلاف الإسرائيلي والأمريكي ليس على الضم، وليس على الاستراتيجية، بل خلاف على التكتيك أو التوقيت أو كيف، لكنهما متفقان”، مشيراً إلى أن “صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعتمد بالأساس على ضم الأغوار والقدس والمستوطنات وتشريع مخالف للقانون الدولي”.
وأكد قواسمي أن “موقف السلطة الفلسطينية من مسألة الضم، إما أن يكون احتلال كامل أو انسحاب كامل، أما أن يأخذ الاحتلال الأرض ويترك للسلطة الفلسطينية القيام بالخدمات المدنية، فهذا أمر مرفوض”.
وشدد على أن حركة فتح “صاحبة برنامج وطني وسياسي، إما أن تكون هناك سلطة مقدمة لدولة فلسطينية أو أن تستلم إسرائيل كافة الأمور ونقاوم الاحتلال”.
وأوضح القواسمي أن قرار حركة “فتح” واضح “بتصعيد المقاومة الشعبية ضد إسرائيل”، داعياً كل الفصائل “للانخراط معنا في التصدي للهجمة الأميركية الإسرائيلية”.
وفي سياق متصل، شهد مخيم برج البراجنة في لبنان إضراباً عاماً وسط دعوات وجهتها كل الفصائل الفلسطينية احتجاجاً واستنكاراً لقرار الضم.
وأكدت وسائل إعلامية فلسطينية أن هناك دعوات لإضراب عام في كل المخيمات الـ12 في لبنان، دعت إليه هيئة العمل الفلسطينية، بمشاركة كافة الفصائل.
بالتزامن، شهدت رام الله في فلسطين، تظاهرات أيضاً منددة بقرار الضم، وأفادت مصادر بأن أغلب المشاركين هم من الناشطين غير المحسوبين على أي فصيل فلسطيني، خرجوا في هذه المسيرة التي تمت الدعوة إليها، كما تمت الدعوة إلى مسيرات في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية،وكذلك في العديد من الدول.
وهتف الفلسطينيون في وادي عارة على مرأى ومسمع قوات الاحتلال بأن “القدس عاصمة فلسطين”، وأفاد شهود عيان بأن انتشار المئات من عناصر الشرطة والقوات الخاصة يشي بنية الاحتلال قمع التظاهرة الاحتجاجية.
وعبَّر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية في وادي عارة في فلسطين المحتلة 48 عن رفضهم الضم، وقالوا “ذلنا في سكوتنا”.
وقال القيادي في حركة أبناء البلد رجا اغبارية، “الاحتلال منع عشرات الفلسطينيين من الوصول لمكان الاحتجاج، مشيراً إلى أن الاحتلال يكثف انتشار جنوده لمنع المحتجين من البلدات المختلفة من الوصول إلى وادي عارة.
وأضاف اغبارية “ما يجب القيام به كفلسطينيين هو وحدة كل القوى الفلسطينية وعقد مؤتمر وطني أجندته المقاومة”، وقال “نحن ملتحمون اليوم مع المتظاهرين في كل العالم رفضاً لخطة الضمّ”.
هذا وانطلقت الأربعاء تظاهرات وفعاليات مناهضة لخطة الضم الإسرائيلية في غزة والضفة والداخل الفلسطيني المحتل ومدن عربية وأجنبية عديدة.