القرار ينسجم مع أهداف العدو الإسرائيلي لإضعاف وحدة الأمة الإسلامية
استنكرت عدد من الدول الإسلامية قرار النظام السعودي بمنع الحج لهذا العام، واعتبرت الدول الإسلامية هذا القرار بمثابة إعاقة للمسلمين عن أداء واحد من الفرائض الهامة التي أوجبها الله على المسلمين، وحمّلت الدول الإسلامية النظام السعودي تبعات القرار الذي تفردت به دون مشورة الدول الإسلامية الأخرى.
الثورة / إدارة التحقيقات
خدمة للعدو
ويرى علماء أن خطوة النظام السعودي تأتي في الخط الذي يخدم العدو الإسرائيلي ويتماشى مع أهدافه.. فقد حرص بنو إسرائيل على محاربة هذه الفريضة وهم يسعون جاهدين للسيطرة على الحج وعلى مكة والمدينة سيطرة مباشرة وما ينتظرونه هو أن يأتي الوقت المناسب فقط وحتى يأتي ذلك الوقت عملوا على محاربة هذه الفريضة المهمة بأكثر من تحرك لخصته بعض التحليلات، ونقتبس منه:
أولا: تفريغ الحج من محتواه
الحج الذي هو عبادة مهمة لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة، لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى, عمل أعداء الأمة من خلال عملائهم في المنطقة من آل سعود وآل الشيخ على تعطيلها من محتواها لتصبح عبارة عن ممارسات لا تحقق الهدف المقصود من فرضها في تجسيد وحدة الأمة الإسلامية وتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها ومع هذا لم يكتف أعداء الأمة بما يعمله آل سعود، فهم يُعِدّون العدة للسيطرة المباشرة لأن القضية عندهم خطيرة جدا.
ثانيا: القضاء على المعالم والآثار الإسلامية
وذلك لما لها من أثر مهم يحصل عليه من يذهب لأداء هذه الفريضة العظيمة، وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض هذه المعالم المهمة في قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} (البقرة: من الآية125)، فهنا أمر من الله بأن يتخذ الحجاج من مقام إبراهيم مصلى، لما لهذا من أثر نفسي، ولما لهذا من ربط تاريخي، ربط روحي، هذه قضية هامة، استشعار وحدة المسيرة الإلهية، وأن تبقى آثار من آثار إبراهيم، مقام إبراهيم لا يزال باقياً تصلي بالقرب من ذلك المكان، يربط مشاعرك بإبراهيم، هذا يلهم فيما يتعلق بماذا؟ بالاقتداء، فيما يتعلق بالسلوك؛ لأن قضية الآثار، الآثار الدينية التي تمثل معلَما من معالم مسيرة الدين يكون لها أثرها الروحي في الناس، وهذا يبين أهمية الآثار، المعالم الدينية فيما تتركه من أثر في النفوس، والأعداء يفهمون هذه؛ لهذا حاولوا في كثير من الآثار الدينية، في مكة والمدينة أن يجردوها تماماً من أي شكلية يجعلها توحي بهذا الشكل، مسجد معين يحولونه، ويغيّرونه إلى نمط جديد من البناء فلا ترى فيه أي أثر إلا أنه بني في عام ألف وأربعمائة وكذا! أعني أنه قبل عشر سنين ثمان سنين لم تعد الآثار الإسلامية باقية .
عندما تدخل المدينة وكأنك عدت إلى القرن الأول ترى مسجد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وكأنك سافرت إلى ما وراء ألف وأربعمائة سنة، أليس الأثر سيكون كبيراً في النفس؟.
تجد معتقدات الوهابية تقوم على نسف الالتفاتة الدينية لآثار إسلامية، أو معالم دينية، يقدمونها بأنها شرك وعندما تقرأ كتب محمد بن عبد الوهاب، وتنظر فعلاً إلى رؤية المستعمرين، رؤية المحتلين، رؤية الأعداء الذين يحاولون أن يزيلوا الأشياء التي هي آثار تشد الناس إلى تاريخهم الديني إلى بداية حركتهم في الإسلام تجد أنها واحدة كلهم يحاولون أن يغيروا معالمها مهما أمكن، يغيرون معالمها تماماً، ولا يتركونك ترى الكثير منها ليخلقوا فراغاً روحياً عند الناس، فراغاً روحياً ينسف ذلك التأثر الذي له قيمة إيجابية، وتربطك بتاريخك الديني.
ثالثا: الترهيب على الحجاج ومضايقتهم والاعتداء عليهم بالضرب وبالقتل إن لزم الأمر
مع أن الله سبحانه وتعالى قال:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنَاً[(البقرة: من الآية125) أمناً أي لا يجوز لأحد أن يعمل أي شر بالآخرين في محيط ذلك البيت نهائياً، ولهذا كانت جريمة كبيرة جداً عندما قتلوا المئات من المسلمين في [عام 1407هـ] تلك المجزرة الرهيبة جداً التي قُتل فيها أكثر من أربعمائة حاج والله قد حرم صيد حمامة، جعل لها حرمة، حرم صيدها، وهؤلاء قتلوا أربعمائة؛ ولهذا ترى من بعد ذلك أن الدولة السعودية تدهورت؛ لأن الله قال: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الحج: من الآية25).
رابعا: وضع العراقيل التي تجعل هذه الفريضة صعبة وبعيدة المنال
مع أن المفترض أنه لا يترتب أي شيء من هذه الإجراءات الظالمة لأن الله جعله مثابة للناس، لا يجوز لأي جهة أن تهيمن عليه، وإنما تعتبر خادمة له، ولمن يحج إليه، وكان المشركون يتنافسون على خدمة الحجاج، وكان البعض منهم يعدون الشراب، وأناس منهم يعدون الطعام يفتُّون للحجاج مع اللحم، الخبز مع اللحم، مع غيره، يطعمونهم، يتنافسون على خدمتهم، وهؤلاء يقولون: ضيوف الرحمن، ويختلسونك وأنت ما زلت هنا تقطع [جواز] وأنت ما زلت تقطع جوازا هنا محسوب حوالي [500 ريال سعودي] محولة هناك لمكتب الوكلاء الموحد سعوديون، وتدخل والأشياء ترتفع أسعارها، يرفعون أسعار الأشياء أسعار الشقق السكنية، أسعار المواصلات، السيارات، أسعار المأكولات المواد الغذائية، أسعار كل شيء ترتفع وتتضاعف بنسبة هائلة.
المؤامرة الخامسة
ترويض الناس على عدم الاهتمام بالحج ليتم منعه في المستقبل من خلال التقصيد للحجاج واختلاق الأمراض وكل عام يظهر نمط جديد من الأمراض وخطة جديدة لكيفية تقصيد الحجاج بحجج مختلفة بالشكل الذي يحول في المستقبل دون أداء هذه الفريضة المهمة والعظيمة.
تنكر لفرائض الله
في هذا الاتجاه أدانت المجالس الإسلامية في اليمن الخميس “منع النظام السعودي للحج والتعطيل لشعيرة الحج المقدسة في هذا العام”، واعتبرت “ذلك صدا عن المسجد الحرام”.
وقالت المجالس الإسلامية في بيان لها إن “هذه الخطوة الانفرادية التي اتخذها النظام السعودي بدون تشاور مع العالم الإسلامي تؤكّد أنه ليس مؤهَّلا لإدارة الحرمين” وأكدت أنه “كان هناك وقت كاف لترتيب إجراءات صحية مناسبة واتخاذ بدائل تضمن تفادي انتشار فيروس كورونا بدلا عن منع الحج”، وأشارت إلى أنه “لا يوجد سبب يفسر تعطيل النظام السعودي للحج إلا أنه نظام يتنكر لفرائض الله ويسارع إلى منع كل ما من شأنه أن يوحد المسلمين”.
وأضافت المجالس أنه “ليس غريبا أن يعتدي النظام السعودي على الحج والحجيج، فطوال تاريخه المشؤوم قتل كثيرا من الحجاج وصدّ آخرين”، ولفتت إلى أن “النظام السعودي منع اليمنيين وشعوبا أخرى من الحج لأنهم اختلفوا سياسيا مع هذا النظام أو مع أوليائه الأمريكيين”.
ودعت المجالس “جميع الشعوب والمنظمات الإسلامية إلى إدانة هذا التعطيل والمنع والعمل على رفع يد الأمريكيين والصهاينة عن المسجد الحرام”، وطالبت “بتدويل المشاعر المقدسة وإشراك جميع الشعوب الإسلامية فيها بما يضمن حصول كل مسلم على حقه في الحج والعمرة والزيارة”.
المشورة كانت أولى
من جهتها انتقدت إيران قرار السعودية بشأن حصر أداء مناسك الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين في المملكة، بسبب تفشي فيروس كورونا، ووصفت التعامل السعودي مع ملف الحج بأنه لم يكن لائقا.
وقالت منظمة الحج الإيرانية في بيان رسمي الثلاثاء: “كنا نتطلع من الحكومة السعودية، التعامل بشكل لائق مع قضية الحج لهذا العام، والاستماع إلى وجهات نظر بقية الدول الإسلامية، والاستفادة من أفكار بقية الدول وتعاونها، لحل المشكلة التي تلقي بظلالها على كافة أنحاء العالم”.
وأضافت منظمة الحج الإيرانية، أنها أعدت كافة الاستعدادات، من حيث تقديم خدمات التعليم والإسكان والإطعام والنقل والشؤون الطبية، للحجاج الإيرانيين هذا العام، وأشارت إلى إعدادها خططا صحية لأداء مناسك الحج لمواطنيها، على الرغم من تفشي فيروس كورونا.
ووفقا لاتفاقية الحج، التي وقعت عليها طهران والرياض هذا العام، فقد بلغت حصة حجاج إيران 87 ألفا و500 شخص.