د. جابر يحيى البواب
الموت أصعب ما نواجهه فنحن لا نتخيل الحياة بدون أحبائنا، وبنفس الوقت الموت علينا حق لذلك يجب أن نكون دائماً على استعداد لمواجهته واستقباله بأعمالنا الصالحة التي أوصانا الله بها؛ الموت حق، لكنه يوجعنا بمن أخذ منا، ويؤلمنا حتى في عز صبرنا واحتسابنا، ندخل منذ نبأه الأول في الإلتفاف حول ما بقي من وعاء الروح، فنكرمه ونعود إلى حيث كانت الروح تعمل وتعطي وتقدم، فنستقبل التعازي والمواساة، هكذا كانت أيامنا التي فقدنا فيها كل عزيز وغالي “فريد غالب، باسمة العريقي، صالح أبو حاتم، أحمد الحرازي، علي القفيلي، عبدالله علوان، مهدي الريمي، نبيلة الدرة، محمد الوشلي، إسماعيل الخولاني، يحيى الأكوع، نبيل الفضلي، معين الحربي، عبدالله الدهبلي، عبدالرحمن الحسني، واصل الضبياني”منسي اليمن”،عمر الخولاني، عبدالجليل الرعدي، بندر حمود الهزمي..”، لقد ترك رحيلهم سطورا مؤلمة في ذاكرة الحركة الشبابية والرياضية، وحرك أقلماً إعلامية مؤثرة ومتأثرة بالفاجعة، كان آخرها ما كتبه أخي العزيز الأستاذ معاذ الخميسي من سطور في رثائه لفقيد رياضة المصارعة الأخ العزيز الكابتن المناضل الصادق الصريح بندر حمود الهزمي “بندر المصارعة”، بعنوان مفجوع موجوع “كيف أقوى على أن أتجاوز فقدك المفاجئ أيها الموغل في الحب والود، وفي البهاء والوفاء.. وفي الصفاء والنقاء، وأنت لم تأت منذ أيام كعادتك، لتسأل، لتطل ولم تأخذ مكانك في زاوية الخيمة.. وتسهب في حديثك عن الفساد والفاسدين.. وعن الحقوق.. وعن الرياضة التي تمشي على عكازين.. وعن أيامك ونجاحاتك وبطولاتك كمصارع بارع.. ونجم رياضي صنع له اسم ومكانه..!!، كان بالفعل لاعبا وطنيا، مدربا مخلصا، صوتا للحق محاربا للفساد.
في العام 2001م حققت المصارعة اليمنية انجازات رائعة في منافسات بطولة العالم العربي للشباب في الدار البيضاء بالمغرب الشقيق وأبرز هذه الانجازات حصول فقيد الرياضة المرحوم المتألق بندر حمود الهزمي “لاعب المنتخب الوطني للمصارعة سابقا ومدرب منتخب المصارعة ورئيس نقابة المدربين سابقا” على كأس أفضل لاعب في وزن 85 كجم، بندر المصارعة كما كان يحلو لي مناداته بذلك نظرا لتعصبه الشديد لحقوق اللاعبين وخصوصا لاعبي المصارعة وتمسكه بالمطالبة بحقوق المدربين خلال فترة توليه منصب رئيس نقابة المدربين.
لقد حصد الموت في السنوات الخمس الماضية الكثير من الأرواح، فالموت الأحمر هو الموت قتلا، وما أكثر شهدائنا قتلاً بصواريخ العدوان “حصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء” إجرام ارتكبته طائرات الشر بالتعاون مع الأمم المتحدة التي أسقطت السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفل قبل أسابيع، الموت الأبيض هو الموت الطبيعي، وما أكثر الموت من الأوبئة وآخرها وباء كوفيد 19.
الموت الزؤام هو زوال الحياة فجأة؛ مهما بذل الإنسان من أسباب الصحة والنشاط فهو ميت، وأينما كان فإن الموت يدركه، وحيثما فر من الموت فإنه سيجده مقابل وجهه؛ هناك العديد من الحقائق الهامة التي يجب على المسلم أن يدركها فيما يتعلق بالموت، من هذه الحقائق “كلُّ نفس ذائقة الموت” حقيقة يجب أن نعلمها، فليس أحدٌ بناجٍ من الموت، طال عمره أو قصر، صحيحاً كان أو مريضاً، غنيّاً كان أو فقيراً، قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} “سورة آل عمران:185″، وقال الله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} “سورة العنكبوت:57″، وقال الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} “سورة الأنبياء:35″، ولو كانت الدنيا تدوم لأحدٍ، لأدامها الله تعالى لأنبيائه وأوليائه وأصفيائه عليهم الصلاة والسلام، فأين هم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؟ وأين هم الصدِّيقون والشهداء رضي الله تعالى عنهم؟ وأين هم الصحابة والتابعون رضي الله تعالى عنهم؟ كلهم ذاقوا الموت، قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}” سورة الأنبياء:34″. وقال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} “سورة الزمر:30″.
نعت الأسرة الشبابية والرياضية اليمنية واللجنة الاولمبية اليمنية واتحاد كرة القدم اليمني والجمعية اليمنية للإعلام الرياضي، رحيل أسطورة كرة القدم العراقية الكابتن أحمد راضي الذي وافاه الأجل يوم الأحد الموافق 21 يونيو 2020م، بعد إصابته بفيروس كوفيد19″كورونا” رحمه الله واسكنه فسيح جناته.