الصرخة وغباؤهم المركَّب.!

 

محمد السقاف

حينما أطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- مشروعه التنويري تهافتت عليه الأصوات والأسواط لتستهين بفكرته وتقلل من مستوى تفكيره وتكالب عليه الشرق والغرب والقاصي والداني وكأنه جاء بترهات لا علاقة لها بمعاناة هذه الأمة وما أنزل الله بها من سلطان.. غير أن ذلك الغباء المركب والفلسفة الباسلة والسياسة الخانعة كانت تحتاج إلى برهة من الزمن وحزمة من الأيام العصيبة والمؤامرات الحاقدة لينكشف جهلها وتتجلى سطحيتها ويتبين للجميع أن الرجل كان حاد البصيرة ينظر أبعد من الجميع ويبصر بعينين ممتلئتين بالذكاء والفطنة ويلوّح نحوهم أصابع التحذير بيدين تغرفان من تعاليم كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة وثقافة غزيرة ذات جذور أساسها راسخ وفرعها في قلب السماء..
يا سادتي من قرأ ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين وتمعن في تاريخ صدورها سيتيقن بما لا يدع مجالا للشك بأنه سلام الله عليه كان يرى ما سيحدث قبل أن يحدث ويستنتج كل ما سيجري وكأنه يعلم الغيب مع أنه لم يأت بجديد ولم يزد حرفا واحدا على كتاب الله الذي أهملناه وفرطنا في معانيه النفيسة وآياته البينة والذي تناسينا منه آيات تمسنا في أمننا وحريتنا وتحذرنا من المخاطر التي تحدق بنا ومن الأعداء الذين يتربصون بنا والذين لن يرضوا عنا حتى وإن طبّعنا وطبلنا ورقصنا.. كان سلام الله عليه يخشى على أولئك الصغار من وحشية ما سيأتي من أيام وفي المقابل توحشوا عليه وحاولوا كسر مشروعه بالأراجيف وبالحديد والنار.. نعم أفلحوا بمشروعهم الحاقد في تصفيته جسدا لكنهم حين فعلوا ذلك ساهموا في إشاعة مشروعه الوقائي ووقعوا على زوالهم وإزاحة النقاب عن خساستهم وتبعيتهم لأعدائهم وأعداء شعبهم وأهل ملتهم وكل ذلك ولله الحمد والمنة تم بتدبير إلهي ومكر سماوي يأبى إلا أن يتم نوره فسبحانه من له الملكوت وإليه عاقبة الأمور.

قد يعجبك ايضا