أعلنت إندونيسيا -وهي أكبر دولة إسلامية سكانا- إلغاء أداء فريضة الحج للعام الجاري بسبب المخاوف المرتبطة بجائحة كورونا، في حين نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن الإصابات مرتفعة في روسيا وشرق أوروبا، فيما تراجعت في غرب القارة.
وصرح وزير الشؤون الدينية الإندونيسي فخر الرزاي أمس بأن سلطات بلاده قررت تأجيل أداء الحج للعام المقبل بسبب استمرار وباء كورونا في جميع أنحاء العالم، مشددا على مسؤولية السلطات عن ضمان صحة وسلامة حجاج إندونيسيا، مشيرا إلى أن السلطات السعودية ليس لديها الوقت الكافي لتنظيم الحج هذا العام.
ويبلغ عدد الحجاج الإندونيسيين 121 ألفا، وهم الأكثر عددا مقارنة بالدول الأخرى.
وكان وزير الحج السعودي محمد صالح بنتن دعا في نهاية مارس الماضي دول العالم الإسلامي إلى التريث قبل القيام بأي خطط للحج حتى تتضح الرؤية بشأن فيروس كورونا. ويؤدي زهاء مليونين ونصف المليون مسلم فريضة الحج سنويا.
أماكن العبادة
من جهة أخرى، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إن القيود المفروضة على أماكن العبادة والمدارس والعمل سترفع تدريجيا بحسب كثافة الإصابات في المناطق والمدن.
وحتى اليوم، بلغ إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في إندونيسيا 26 ألفا و940 شخصا، توفي منهم 1641، وتعافى 7 آلاف و637 وفق موقع وورلد ميتر.
وعلى الصعيد العالمي، أودى فيروس كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 375 ألفا و555 شخصا منذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.
وسجلت رسميا أكثر من ستة ملايين و280 ألف إصابة في 196 بلدا ومنطقة منذ بدء تفشي الجائحة، تعافى منها مليونان و648 ألف شخص على الأقل.
روسيا وشرق أوروبا
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في إفادة صحفية أمس إن روسيا وأوروبا الشرقية لا تزالان تشهدان ارتفاعا في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، في حين تسجل معدلات الإصابة انخفاضا مطردا في مناطق غرب أوروبا.
وسجلت روسيا 423 ألفا و741 حالة، وهو ثالث أعلى معدل إصابات في العالم، بما فيها 5037 وفاة.
وفي أوروبا الغربية، بدأت في فرنسا اليوم مرحلة جديدة من تخفيف القيود التي فرضت للحد من تفشي فيروس كورونا، ووصف رئيس الوزراء إدوارد فيليب هذه المرحلة بأنها عودة إلى حياة شبه طبيعية، حيث ستفتح المقاهي والمطاعم والمدارس في معظم أنحاء البلاد باستثناء باريس ومنطقتها.
وسيترافق ذلك مع قواعد صحية تتمثل في عدم جلوس أكثر من عشرة أشخاص كحد أقصى على كل طاولة، والإبقاء على مسافة متر واحد على الأقل بين كل مجموعة.
وفي باريس، يسمح فقط بإعادة فتح أرصفة المطاعم والمقاهي الخارجية، كما سيعاد فتح جميع الشواطئ في البلاد، فضلا عن مواصلة فتح معظم المدارس تدريجيا.
معالم سياحية
وباشرت مواقع سياحية بارزة في أوروبا استقبال الجمهور اليوم رغم أن التدابير الصحية والقيود المفروضة على السفر والتنقل لا تزال تحول دون الإقبال بكثافة على تلك المزارات.
ففي روما، استقبل الكولوسيوم (القبلة السياحية الأولى في إيطاليا) أمس الاثنين قرابة 300 زائر بناء على حجز مسبق على الإنترنت، في حين كان يستقبل في الظروف العادية عشرين ألف سائح في اليوم.
وفي إسبانيا، حيث لم تسجل أي وفاة أمس لأول مرة منذ ثلاثة أشهر أعاد متحف غوغنهايم الشهير فتح أبوابه في مدينة بلباو شمالي البلاد.
ومع شروع دول عديدة في الرفع التدريجي لتدابير العزل نشرت المنظمة الدولية للطيران المدني أمس الأول الاثنين سلسلة توصيات صحية موجهة إلى قطاع النقل الجوي، سعيا لإنعاش قطاع الطيران المتضرر بشدة جراء فيروس كورونا المستجد.
وعلى النقيض من ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن أربع دول في أميركا اللاتينية هي البرازيل والبيرو وتشيلي والمكسيك هي بين البلدان العشرة التي أعلنت أعلى حصيلة من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة.
وقال مدير الأوضاع الصحية الطارئة في المنظمة مايكل راين “من الواضح أن الوضع في العديد من دول أميركا اللاتينية بعيد عن الاستقرار”.
المنطقة العربية
قال عضو في مجلس نقابة الأطباء المصرية إنه تم تسجيل وفاتين جديدتين في صفوف الأطباء جراء الإصابة بفيروس كورونا لترتفع الوفيات في صفوف الأطباء في مصر بسبب الفيروس إلى 34 حالة.
وكانت النقابة حذرت قبل أيام في بيان من انهيار المنظومة الصحية تماما في حال استمرار ما وصفته بالتقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية التي تكافح تفشي جائحة كورونا في البلاد.
وفي الكويت، قالت وزارة الصحة الكويتية أمس إنها سجلت 6 وفيات و887 إصابة بالفيروس ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 226 حالة، والإصابات إلى 28 ألفا و649، وفي دولة الإمارات توفي ثلاثة أشخاص وأصيب 596 بالمرض حسب ما ذكرت السلطات الصحية ليرتفع إجمالي المصابين إلى 35 ألفا و788 شخصا، والمتوفين إلى 269.
وافقت الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية على فتح تحقيق بشأن استجابة المنظمة لتفشي فيروس كورونا في ظل تفاقم الانتقادات الأميركية لها، في حين تعهد مديرها بمواصلة قيادة الحملة العالمية لمكافحة الوباء.