عندما سقط باروخ مزراحي في الحديدة!
فؤاد عبدالقادر
تابعت المسلسل الدرامي “من أعمال الجاسوسية” إنتاج مصري والصفعة مسلسل شيق، يحبس النفس من أول حلقة حتى الآخر.
باروخ مزراحي جاسوس إسرائيلي ، عاش في مصر، يهودي مصري، هاجر إلى فلسطين .. كما أسماها أرض الميعاد .. جندته المخابرات الإسرائيلية وأرسلته إلى أكثر من قُطر عربي، ومنها المغرب، عاش فيها وبدأ نشاطه التجسسي .. ثم اُرسل إلى اليمن بعد إعطائه اسماً عربياً .. ولسوء حظه اُلقي القبض عليه بواسطة جندي يمني في ميناء الحديدة .. بعد مشاهدته وهو يلتقط صوراً لميناء الحديدة.
المخابرات المصرية كانت تعرف هذا الجاسوس وترصد تحركاته منذ أن كان في مصر وترصد تحركاته حتى التحاقه بالموساد.
طبعاً أنا لن أتحدث عن جهاز الأمن الوطني الذي لم يكن له أي صلة في المتابعة أو معرفة تحركات الجاسوس .. الصدفة كانت سبباً في القبض على باروخ مزراحي .. الجاسوس الشهير، وسقوطه في ميناء الحديدة.
طبعاً سياق المسلسل من الناحية الفنية كان جيداً .. السجن .. ملابس العسكر .. ملابس ما كان يلبسه العُكفة .. وكأن في السبعينيات لم يكن هناك جنود نظاميون .. استخدم المسلسل بالنسبة لليمنيين لغة الخليجيين، ذكر بعض المسؤولين وأسمائهم كان صحيحاً .. رئيس الوزراء محسن العيني، رئيس جهاز الأمن الوطني محمد خميس، العقيد ابراهيم الحمدي نائب رئيس الوزراء، تسلمت المخابرات المصرية العربية .. باروخ مزراحي، بعد مشاورات مع الحكومة اليمنية .. وكان بالإمكان أن ينتهي المسلسل، لولا أن جماعة المسلسل، أرادوا أن لا يخلوا المسلسل من البهارات، فعملوا أكشن، زعموا أن الجاسوس، باروخ مزراحي هرب من السجن، حدث هجوم الكومندوز الإسرائيلي .. على السجن، وكلها وقائع لم تكن صحيحة.
سُلّم مزراحي للمصريين، وحُوكم بتهمة التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، وحُكم عليه بالمؤبد .. وانتهى المسلسل، بحسب مجلة “آخر ساعة”.