إجراءات مشددة وحظر للتجوال والرقابة على تنقلات المواطنين في الدول الإسلامية

عيد الفطر في زمن كورونا

 

مع اقتراب عيد الفطر المبارك تزايد الخوف والقلق في المجتمع العربي خاصة مع حالة الزحام والتكدس الذي يصاحبه فضل عن الزيارات المتبادلة والسفر من محافظة لأخرى، وهو ما قد يترتب عليه نقل العدوى والإصابة بفيروس كورونا ويهدد بحدوث كارثة قد تطفو على السطح، فبالرغم من كافة التحذيرات التي أطلقت خلال الآونة الأخيرة، والمناشدات بالابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات والأماكن المزدحمة، إلا أنه لم يتم الالتزام قدر الإمكان بالإجراءات الوقائية من الفيروس وهو ما ترتب عليه زيادة الأعداد.
ومع الخوف المتزايد من انتشار الوباء خلال إجازة العيد أعلنت بعض الدول العربية والإسلامية العديد من الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي كورونا، حيث  قررت الحكومة العراقية فرض حظر تجوال شامل خلال أيام عيد الفطر، في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا وجاء ذلك خلال أول اجتماع للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية المعنية بمواجهة كورونا في العراق، برئاسة رئيس الحكومة الجديد مصطفى الكاظمي، بحسب تغريدة للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عبر «تويتر» وأفاد المكتب الإعلامي، بأن اللجنة قررت فرض حظر تجوال شامل خلال أيام عيد الفطر، وتقديم وقت حظر التجوال الجزئي الحالي ليكون من الساعة الخامسة مساء حتى الخامسة (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم التالي.
الأردن
إلى ذلك أعلنت الحكومة الأردنية الحظر الشامل في أول أيام عيد الفطر، في حين سيتم السماح للمواطنين باستخدام مركباتهم خلال ساعات فك الحظر الجزئي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساء باقي أيام عطلة العيد، كما قررت الحكومة تمديد ساعات فك الحظر الجزئي والسماح للمواطنين بالتنقل بمركباتهم وفق نظام تسيير المركبات وفق الأرقام الفردية والزوجية، بواقع ساعة واحدة، لتستمر الحركة في الشوارع حتى الساعة السابعة مساء بدلاً من السادسة، كما قررت الحكومة على لسان وزير الإعلام أمجد العضايلة أن تبدأ عطلة عيد الفطر السعيد من صباح يوم السبت الموافق الثالث والعشرين من شهر مايو الحالي، وتنتهي مساء يوم الاثنين الخامس والعشرين، قررت أن يكون أول أيام العيد هو يوم حظر شامل وقررت الحكومة استئناف عمل موظفي القطاع العام اعتباراً من السادس والعشرين من الشهر الحالي، وتسليم رواتب القطاع العام منتصف الأسبوع المقبل، لتقرر أيضاً السماح لوسائط النقل العام بالعمل بكامل طاقتها، شريطة أن تكون السعة المقعدية 50 في المائة فقط.
الشيشان
أما رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، فطرح شرطا للاحتفال بعيد الفطر «بكرامة» في الجمهورية، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» حيث أقر قديروف في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر»، بأن كثيرين قلقون الآن بشأن كيفية الاحتفال بنهاية شهر رمضان المبارك هذا العام، نظرا للظروف الوبائية وتابع: «إذا التزمنا بنظام الحجر الصحي الذاتي في آخر أيام سريانه على نحو مطلوب، فإننا سنحتفل [بعيد الفطر] بكرامة» وسبق أن مدد قديروف القيود المفروضة في الشيشان لكبح جماح كورونا حتى 11 مايو، وأمر بتعزيز الرقابة على تنقلات المواطنين.
إندونيسيا
من جهة أخرى أعلنت إندونيسيا إأنها تبحث اعتماد «عطلة وطنية جديدة» بدلا من العطلة المعتادة خلال عيد الفطر، من أجل المساعدة في جهود احتواء فيروس كورونا، حيث قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الخميس إن «الحكومة تفكر في بدء العطلة الجديدة لمنع الهجرة الجماعية السنوية التي تحدث عادة في نهاية شهر الصوم الإسلامي» ويحتفل الإندونيسيون المسلمون الذين تبلغ أعدادهم نحو 90 ٪ من السكان، بنهاية شهر رمضان أو عيد الفطر بالسفر لعوائلهم في القرى والبلدات التي ينتمون إليها وطرح ويدودو مقترحات مثل جعل مناطق الجذب السياحي مجانية «لإضفاء الهدوء على الناس».
وفي ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، وخصوصا وزارة الأوقاف بمنع صلاة الجمعة والجماعة في المساجد والزوايا، من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا، وحفاظاً على سلامة المواطنين، تساءل الكثيرون حول العالم عن كيفية صلاة عيد الفطر المبارك حيث أكد مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام أنه إذا ما قررت السلطات المختصة ذلك فعلينا شرعاً الالتزام التام بهذه التعليمات التي تقضي بإغلاق الأماكن العامة، وصلاة العيد سنة مؤكدة وليست واجبة، ويجوز أداؤها في الجماعة ومن فاتته يسن له أن يصليها منفردًا، وفي حال إلغائها يجوز صلاتها في المنزل بنفس هيئتها من غير خطبة، وأوضح أن القاعدة تقول: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وحفظ النفس من المقاصد العليا للشريعة الإسلامية.

قد يعجبك ايضا