كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟! (12)
عبدالله الأحمدي
قطع الزهيمر سلمان وابنه المهفوف الطريق على أبناء الهالك عبدالعزيز حقهم في ولاية العهد واعتلاء العرش بالانقلاب على التقاليد التي مضت عليها الأسرة الهالكة في الولاية والملك منذ وفاة الهالك عبدالعزيز.
يحاول الزهيمر وابنه إنشاء المملكة السلمانية بدلا عن المملكة السعودية بالاستعانة بأمريكا ترامب وإسرائيل نتنياهو والتنكيل بالمعارضين من كل لون وطيف، بمن فيهم أمراء الأسرة، وفرض أجندات تغاير كل ما تعارفت عليه الوهابية والأسرة السعودية.
محمد بن سلمان مكلف من قبل الصهاينة بقلب الموازين التي قامت عليها مملكة الشيطان والقصد من ذلك إيجاد حراك داخل المملكة لتغيير الخرائط.
منذ العام ٢٠١٧م قاد المهفوف انقلابا ضد الأسرة ورجال المال والأعمال وهيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف؛ وضع الأمراء ورجال المال والأعمال في حجز «الريتز كارلتون» بمن فيهم الأمير الوليد بن طلال أكبر ملياردير في المملكة، والأمير فيصل بن عبدالله، وبلغ عدد المحتجزين أكثر من ٣٠٠ محتجز، ولم يطلق أحدا إلا بعد ابتزاز الكثير من الأموال التي قدرت بأكثر من ٢٠٠ مليار ريال سعودي، ولازال من رفضوا الابتزاز من رجال المال والأعمال في السجون.
مؤخرا شن حملة اعتقالات شملت أربعة أمراء وأميرة من الأسرة الهالكة منهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي عاد بضمانة من بريطانيا، والأميرة بسمة بنت الملك سعود (٥٦ عاما) والتي تقبع في سجن الحائر جنوب الرياض مع ابنتها، وغيب بعضهم في السجون السرية من أمثال الأمير فيصل بن عبدالله الذي اعتقل للمرة الثانية في ٢٧ مارس ٢٠٢٠م. وكان أولاد الملك عبدالله الأربعة قد تعرضوا للاعتقال أكثر من مرة (مشعل، متعب، تركي، فيصل).
ويخوض محمد بن سلمان معارك مع رجال القبائل في الشمال الذين يرفضون التنازل عن ممتلكاتهم ، أمثال قبيلة الحويطات التي يريد محمد بن سلمان اقتلاعها من أراضيها لإقامة ما يسميه مشروع (نيوم) الذي تشترك فيه إسرائيل والشركات الصهيونية.
وقد قام الأمن السعودي بقتل أحد أبناء الحويطات (عبدالرحيم الحويطي) وتلفيق تهمة الإرهاب له في محاولة لتخويف القبيلة، كما اعتقل العديد من أبناء القبيلة وزج بهم في السجون.
مشروع المملكة السلمانية يقوم على اقتلاع ماضي المملكة والقيام بصهينة الوهابية وتمييع الشباب ونشر المفاسد في أوساطهم، وقد بدأ المهفوف هذا المشروع بقيام هيئة الترفيه كبديل لهيئة الأمر بالمنكر ووضع على قيادة الهيئة الجديدة واحدا من آل الشيخ شركاء الأسرة في الإجرام، والظاهر أن الأسرتين ستنتقلان معا إلى المرحلة الصهيونية.
سكت صوت ما يسمى بالعلماء الوهابيين والإخونجيين على كل ما يحدث من منكرات، بل إن بعضهم أفتى وبارك جواز تصنيع الخمور (الحلال) وإقامة المباغي وبيوت الدعارة، وعلى قولهم «إذا كانت تعود بمصلحة للمملكة فهي جائزة».
منذ اعتلاء سلمان العرش تم إعدام أكثر من مائتي شخص في المملكة بأحكام من قضاء لا يتمتع باستقلالية، وليس فيه للمتهم أبسط الحقوق، والآلاف يقبعون في السجون السرية والعلنية، ومؤخرا أعلن عن إصابة الأمير المعتقل محمد بن نائف بجلطة.
السير في طريق تأسيس المملكة السلمانية والاستفراد بالحكم من قبل أبناء سلمان والمقربين منهم يبدو أنه بداية النهاية لحكم بني سعود؛ فالأمور في الواقع لا بن سلمان بخير فهناك عوامل وتحديات معيقة داخليا وخارجيا.
فمعارضة ابن سلمان قوية حتى داخل الأسرة وقمع المعارضة والحقوق تحاصر بن سلمان بما فيها قتل المعارضين وتعذيبهم واغتصاب السجينات أمثال الصحفي جمال خاشجقي والمعتقلة لجين الهذلول.
وتدني أسعار النفط والفشل في التعامل مع وباء كرونا،. والأهم من كل ذلك تورط المملكة في العدوان على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات ما سبب للاقتصاد السعودي نزيفا ماليا لا يعوَّض، وغير ذلك من التدخلات في شؤون البلدان الأخرى، مثل سوريا والعراق وليبيا ولبنان.. كل ذلك يؤذن بانتهاء مملكة شياطين نجد.