عدو مبين
نحن أمام عدو واضح، عدو حارب الإسلام من يومه الأول، فتن وعذب وحارب إعلاميا وضايق وهجَّر وأخذ الأموال ونهب الممتلكات في مكة، وعمل كل شيء، عدو صريح عدو واضح، عدو متحرك بكل أنشطته العدائية التي قتل فيها وعذب فيها وسجن فيها وتآمر فيها وفعل كل ما يستطيعه فيها وصولا إلى سعيه الجاد والفعلي لقتل النبي صلوات الله عليه وعلى آله، عدو واضح وعدو صريح وعدو مبين، كما يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن عن الشيطان، ” عَدُوٌّ مُّبِينٌ”، حمل راية الشرك، راية الطغيان راية الظلم، راية الطاغوت راية الكفر، راية العداوة للإسلام والمسلمين ونبي الإسلام، وتحرك مستفيدا من قوته العسكرية من إمكاناته المادية، التي كانت إمكانيات ضخمة آنذاك وموقعه الاجتماعي الاعتباري الذي حاول أن يستغل فيه تواجده في مكة في بيت الله الحرام، كما يفعل اليوم النظام السعودي الذي يسوق لنفسه ويجعل من سيطرته على مشاعر الحج وعلى الكعبة البيت الحرام .
مواجهة التحديات
أمتُنا اليوم فيما تواجهه من تحديات وشعوبنا العربية المسلمة وشعوبنا الإسلامية كافة فيما تواجهه من تحديات ومخاطر في أمَسِّ الحاجة من الاستفادة من تاريخها، ومن أهم ما تستفيد به من تاريخها الاستفادة من السيرة النبوية ومن الوقائع المهمة التي كانت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الأسوة والقدوة الذي قال الله عنه في كتابه الكريم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، غزوة بدر الكبرى، ما أهم ما يتعلق بهذه الحادثة من دروس وعبر؟.
مواقف وعبر
الأمة تحتاج إلى الاستفادة من رسول الله، إلى الاهتداء به، إلى الاستلهام للدروس والعبر من موقفه الذي يقدم لنا على المستوى الشرعي الحقائق ذات الصلة بالشرعية الدينية، يقدم التعليمات والمواقف التي لها ارتباط بالمشروعية الدينية، إضافة إلى ذلك الحكمة.
حق وواقع
القرآن الكريم سرد لنا الكثير من القصص المهمة والعظيمة الذي هو حق وواقع ومؤكد فيه الدروس المهمة والأنبياء هم أعظم المصلحين في واقع البشر، ما هناك أحد أكمل منهم وأرقى منهم وأعلى منهم، ويحظون برعاية إلاهية مباشرة، واتصال بالله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالتوجيهات المباشرة والمستجدة بشكل لا مثيل له مع غيرهم.
القرآن له ميزته في النقل الصحيح 100%، الإنسان مطمئن إلى هذا، ما هناك أكاذيب ما هناك دسائس، ما هناك باطل، ما هناك أشياء دست لأهداف أو دوافع عصبية أو مذهبية أو غير ذلك.
صور نمطية
-لاحظوا هناك في ساحتنا العربية في ساحاتنا الإسلامية، في واقعنا الشعبي رُسمت صورة نمطية عن الدين والتدين ليست واقعية أبدا حُذفت منها المسؤولية العامة، حُذفت منها الاهتمامات العامة، بل صُوٍّر الجهاد في سبيل الله والتحرك العسكري والتصدي للأعداء، والتحرر من الأعداء صُوٍّر فيه وكأنه لا صلة له من قريب ولا من بعيد بالدين والتدين وكأن التدين هو حالة من الخنوع والاستسلام والخضوع والانعزال عن شؤون هذه الحياة وعن أحداث هذه الحياة، وعن ظروف هذه الحياة، وعن مشاكل هذه الحياة، والصورة النمطية للإنسان المتدين هو ذلك الذي يذهب إلى المسجد ويعود إلى منزله ولا شأن له بأي شيء من أحداث هذه الحياة وظروف هذه الحياة.
درسا للاستفادة
النبي صلوات الله عليه وآله وهو يتحرك في هذه المرحلة الجديدة، المواجهة العسكرية من ظروف متواضعة، قلة إمكانات، وقلة عدد، وقلة عدة، في جو محاط بالترهيب من واقع الاستضعاف والقهر، هذا يمثل درسا مهما لنا نحن في أمَسِّ الحاجة للاستفادة منه.