التقوى وأهميتها في واقع الإنسان

 

من أهم المسائل التي حظيت بتركيز كبير في توجيهات الله وتعليمات الله سبحانه وتعالى مسألة التقوى، التقوى هي من أهم المسائل التي يحتاج الإنْسَـان إليها في واقع حياته، توجه الأمر بالتقوى، والتوجيه بالتقوى من الله سبحانه وتعالى إلى كُلّ عباده في موقع التكليف والمسؤولية إلَـى الأَنبياء في مقامِهم العظيم، وتوجه أَيْضاً إلَـى المؤمنين والمؤمنات، وتوجه الأمر بالتقوى إلى الناس كافة في مقام التكليف وموقع المسؤولية.
التقوى أهميتها الكبيرة أنها تمثّل الضابطَ المهم في واقع الإنْسَـان في سلوكه وتوجُّهاته ومواقفه؛ كي تكون في الاتجاه الصحيح والاتجاه السليم بعيداً عن حالة الانفلات واللا مسؤولية التي تجعل الإنْسَـانَ يتصرف في واقع الحياة ويتعاطى من موقع المسؤولية ولكن على النحو الخطأ وفي الطريق غير الصحيح، التصرفات التي لا تضبطها المبادئ ولا تضبطها القيم ولا تحكمها الأَخْـلَاقُ، وبالتالي ينتج عن تلك التصرفات من جانب الإنْسَـان المنفلتة غير المسؤولة وغير المحكومة بالقيم والأَخْـلَاق ينتج عنها الكثير من الشرور في واقع الحياة على الإنْسَـان نفسه وعلى البشرية من حوله، فيطبع الحياة بطابع الشر ويتسبب لنفسه أولاً ثُمَّ للبشرية من حوله ثانياً بقدر جنايته، وبقدر تأثيرات ودوره في الحياة يتسبب بالشقاء والعناء.
وإذا عُدنا إلى واقع البشرية وإلى ما تعانيه حتى على مستوى عصرنا وواقعنا وخُصُــوْصاً في هذا الزمن الذي أصبح للإنْسَـان فيه من الإمْـكَانيات والقدرات ما لربما لم يكن لغيره في كثيرٍ من العصور والأزمان.
في هذا الزمن نجد أن البشرية أحوجَ ما تكون إلى التقوى، وأننا في واقعنا الإسْـلَامي أَيْضاً أحوجُ ما نكون فيه إلى التقوى، الحاجة للتقوى كضابط مهم يستقيمُ بالإنْسَـان في حياته في سلوكه في أعماله في مواقفه في تصرفاته كافة حاجة ملحة جدًّا يحتاج إليها الإنْسَـان كإنْسَـان من موقعه الشخصي ثم الأمة كأمة، الفرق كفرق، الاتجاهات الشعوب التيارات، الجميع بحاجة إلى التقوى، وبالتقوى يمكن أن تعالج الكثير والكثير من مشاكل البشرية وأن تتعالى البشرية فوق الكثير وتسموَ فوق الكثير من التصرفات والاتجاهات المخلَّة بحياتها وبسعادتها.

قد يعجبك ايضا