لا يكفي أن يعلن المتمرد عبدالملك الحوثي عبر وسائل الإعلام قبوله بالنقاط الست التي حددها مجلس الدفاع الوطني لإيقاف العمليات في محافظة صعدة وحرف سفيان دون أن يبدي عمليا◌ٍ استعدادا◌ٍ واضحا◌ٍ للانتقال بذلك الإعلان من مجرد كلام يطلقه في الهواء إلى خطوات ملموسة على الأرض¡ وذلك بمباشرته إطلاق المختطفين والمحتجزين من اليمنيين والسعوديين ليؤكد بذلك أنه صادق وجاد هذه المرة في إحلال السلام وإيقاف أعمال التمرد¡ خاصة وأن قيادات عناصر التمرد هي من سبق لها ومارست عدة مرات كل أشكال المراوغة والكذب والخداع¡ ما يبرهن على أن ما تطلقه في وسائل الإعلام شيء فيما أفعالها تنم عن شيء مغاير¡ أما بالنسبة للدولة فقد اضطرت إلى هذه المواجهة بعد أن استنفدت كل الوسائل من أجل إنهاء الفتنة بالطرق السلمية ويعلم الجميع أن الدولة قد بادرت عشرات المرات إلى إيقاف العمليات العسكرية بغية إتاحة الفرصة للجان الوساطات لإقناع قيادة تلك العناصر التخريبية بالتخلي عن عنادها والعودة إلى جادة الصواب¡ إلاø أنها وفي كل مرة كانت تستغل إيقاف العمليات لتعيد ترتيب أوضاعها وتكديس الأسلحة وتلغيم الطرق الآمنة¡ والتمترس داخل القرى والمدن واتخاذ أهاليها دروعا◌ٍ بشرية.
ويدرك الجميع أيضا◌ٍ أن الدولة وخلال المواجهات الخمس السابقة وحرصا◌ٍ منها على حقن الدماء عملت على إيقاف العمليات من طرف واحد¡ لإفساح المجال أمام الجهود الخيرة لإقناع قيادة عناصر التخريب بالتخلي عن غيها ووقف أعمالها الإجرامية والرجوع إلى الرشد¡ إلا أن هذه المجاميع التي أدمنت القتل وسفك الدماء ظلت تقابل تسامح الدولة بالمزيد من التمادي والإيغال في أساليب الخداع والمراوغة¡ لكسب الوقت ومعاودة عدوانها على المواطنين الأبرياء وأبناء القوات المسلحة والأمن.
ولو كانت هذه العناصر المتمردة صادقة في التزامها بتنفيذ النقاط الست لما ترددت لحظة واحدة في المسارعة إلى إطلاق المختطفين والمحتجزين لديها من اليمنيين والسعوديين إلى جانب إيقاف اعتداءاتها على النقاط الأمنية والعسكرية وإخلاء المواقع التي ما تزال تتجمع فيها باعتبار أن ذلك هو المعيار الحقيقي الذي يمكن أن يقاس به مدى التزامها بما أعلنت القبول به خاصة وسوابقها تثبت أنها لا تحترم عهدا◌ٍ ولا وعدا◌ٍ وأن الخداع سمتها على الدوام.
والأكثر من هذا فعناصر التمرد معنية بدرجة أساسية بإثبات جديتها وصدق التزامها بذلك الإعلان باعتبارها من قامت بالتمرد المسلح ورفع السلاح في وجه الدولة والخروج على النظام والقانون¡ كما أنها من ظلت تمارس أعمال العدوان ضد المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن وإقلاق السكينة العامة.
أليست هذه العناصر هي من أشعلت الفتنة في محافظة صعدة وحرف سفيان وعملت على قطع الطرق وخطف وقتل وتشريد المواطنين من قراهم ومساكنهم¡ ونهب ممتلكاتهم ومزارعهم¡ وتحويلهم إلى نازحين في المخيمات¿
أليست هذه العناصر المتمردة هي من حفرت الخنادق في التباب وتمترست في كهوف الجبال بهدف شن حرب استنزافية ضد الوطن وأبنائه¿
أليست هذه العناصر هي من جعلت نفسها أداة طيعة للعدوان وذيلا◌ٍ لجهات خارجية تحركها كما تشاء وكيفما تريد ضد وطنها وشعبها¿
أليست هذه العناصر المتمردة هي من تماهت مع عناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة¡ وجعلت من نفسها غطاء لهذا التنظيم¡ سعيا◌ٍ منها للإضرار بسمعة اليمن وتأليب الخارج عليه¿
وبعد كل ذلك أليست هذه العناصر هي من أرادت فرض نفسها بديلا◌ٍ عن السلطة المحلية وقامت بفرض الضرائب والزكاة والإتاوات على المواطنين دون وجه حق¿
ولعلنا لا نخطئ الحقيقة إذا ما قلنا أن كل من ارتكب هذه البشاعات عليه أولا◌ٍ أن يبرهن مصداقيته بمباشرة تنفيذ النقاط الست¡ وإعلان أوبته وتوبته والتكفير عن ما ألحقه من ضرر وأذى بحق الوطن وأبنائه.
أما إذا كان المتمرد عبدالملك الحوثي قد أراد بذلك الإعلان مجرد تكرار مناوراته والتواءاته الخداعية من جديد¡ فعليه أن يعلم أنه لم يعد هناك أي مجال يسمح له بإعادة التقاط الأنفاس¡ وليس أمامه سوى خيار وحيد هو مباشرة تنفيذ النقاط الست دون أي شروط¡ من أجل أن يتحقق السلام والأمن في محافظة صعدة ويعود النازحون جراء الفتنة إلى قراهم وتتفرغ الدولة لمهام البناء والتنمية وإعادة إعمار ما خلفته فتنة التمرد ويحل الأمن والأمان في صعدة وحرف سفيان وذلك هو عين العقل!!
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا