رمضان وكورونا
عبدالفتاح علي البنوس
والعالم العربي والإسلامي يواجه جائحة كورونا حاله حال بقية دول العالم، وفي الوقت الذي أغلقت فيه المساجد أمام المصلين، وبات السواد الأعظم من العرب والمسلمين محاصرين في منازلهم خشية الإصابة بهذا الوباء الفتاك، الذي ما تزال بلادنا محاطة بألطاف الله ومحصنة برعاية الله وحفظه من هذا الفيروس، ومع إطلالة شهر رمضان المبارك تجد ملايين اليمنيين يتدفقون على بيوت الله، يؤدون الصلوات والعبادات، ويقرأون القرآن ويقبلون على الله بالنوافل والحمد والشكر والاستغفار لله والثناء عليه بأن أكرمنا وأنعم علينا بنعمة العافية، وظلت بلادنا خالية من كورونا الذي شغل العالم بأسره.
مساجد اليمن في رمضان عامرة بذكر الله وتلاوة القرآن، الكل مقبلون عليها يناجون ربهم ويسألونه القبول والتوفيق بين يديه، ويثنون على ما أسداه عليهم من نعم ظاهرة وباطنة، وفي مقدمتها نعمة السلامة والعافية، وحري بنا أمام هذه النعمة أن نكثر من الحمد والشكر لله عز وجل، وأن نحرص كل الحرص في هذا الشهر الفضيل على النظافة وحماية أنفسنا من المخاطر التي من شأنها خلق بيئة حاضنة لهذا الوباء، لا نريد أن نهمل الالتزام بالإجراءات الاحترازية الكفيلة بحمايتنا من هذا الفيروس الخطير الذي ما يزال يحصد أرواح البشر في أغلب دول العالم.
بقاء بلادنا خالية من هذا الوباء نعمة يجب أن نقابلها في هذا الشهر الفضيل بالإقبال على الله والتضرع إليه بأن يحمي بلادنا من الكوارث والنكبات والأوبئة والأمراض وأن يمن علينا بالنصر والتمكين على قرن الشيطان وتحالفه الرجيم، مشاهد المساجد في الدول العربية والإسلامية وهي موصدة أبوابها وخالية من المصلين يدمي القلوب ويصيبها بالحسرة والأسى، الكل في حالة خوف ورعب وقلق، حالة طوارئ، وفرض حالة عدم التجول في الأحياء والشوارع، ونحن مساجدنا عامرة وشوارعنا وأسواقنا مكتظة بالمرتادين لها والمترددين عليها، وهذه نعمة كبيرة وفضل عظيم أنعم الله به على يمن الإيمان والحكمة وشعب الأنصار.
فالله الله في طاعة الله والخوف منه والتوكل والاعتماد عليه والحرص على نظافة أنفسنا ومنازلنا ومساجدنا وشوارعنا وأسواقنا، وأن نكون عونا للسلطات الرسمية في محاربة ومكافحة هذا الوباء والحفاظ على وطننا خاليا منه، لا نريد أن نتهاون في هذا الجانب، فقد ندفع ثمن ذلك غاليا، الأعداء يسعون بكل السبل والوسائل لإدخال هذا الوباء إلى بلادنا، لا يريدون أن تظل بلادنا خالية منه، وعلينا أن نكون أكثر وعيا بذلك وأشد حرصا على سد كافة الأبواب التي قد تستغل لتسلل هذا الفيروس عبر العائدين من الدول الموبوءة، الكل شريك في هذا الجانب، والكل معني بالتحلي باليقظة والحذر والإبلاغ عن أي حالات يتم تهريبها من المنافذ والنقاط دون إخضاعها للحجر الصحي.
بالمختصر المفيد، رمضان بدون كورونا في اليمن له نكهته الخاصة، وله روحانيته ومذاقه الخاص، وهذه نعمة تحتم علينا الشكر والحمد لله والإقبال عليه والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والتنافس على فعل الخيرات، فهو شهر الخير والبركات والفضائل والمكرمات، كتب الله للجميع السلامة والعافية، وأدام على بلادنا نعمة السلامة من كورونا وأنعم علينا بالانتصارات.
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا وعملا متقبلا، وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.