صلاح محمد الشامي
• عجزت كل دول العالم عن السيطرة على جائحة كورونا، كل دول العالم، بما تمتلكه من تكنولوجيا وتقدم صناعي، وخاصة في مجال صناعة الدواء، كلها عجزت أمام فيروس صغير، بما فيها تلك الدول الرائدة في المجالات الصناعية والاقتصادية والعسكرية، وفي مجال البحوث العلمية أيضاً، والتي تسمي نفسها دولاً عُظمى، عجزت والفيروس بين أيدي خبرائها وباحثيها، فهو ينتشر بشكل سريع وواسع كل يوم، وكل يوم أيضاً يحصد المزيد من الأرواح، وبالآلاف، كل يوم .. والعجيب أن تلك الدول المتقدمة، الدول الأكثر رفاهية بالنسبة لمستوى المعيشة، هي من تسجل الأرقام القياسية بسرعة انتشار الفيروس في أوساط مواطنيها.
• وكلما ارتفعت نسبة رفاهية دولة ما، ارتفعت معدلات الإصابة بفيروس ( كورونا ) أو ( كوفيد 19 ) .. ما يعني أن الشعوب الأكثر رفاهية، هي الأضعف مناعياً، ولذلك كانت ( الولايات المتحدة ) صاحبة الرقم القياسي في معدلات الإصابة عالمياً، فقد سجل ما يقترب من نسبة 25% مما سجلته دول العالم، في الولايات المتحدة وحدها، تلتها ( إيطاليا )، ثم ( أسبانيا )، وهكذا..، العجيب أن المناطق الأكثر تحضراً في ( الولايات المتحدة ) نفسها كانت صاحبة النسب الأعلى لانتشار الفيروس، وكذلك الوَفَيَات، فنرى أن ( نيويورك ) سجلت ما يربو على 170 ألف إصابة، ووفاة أكثر من 7 آلاف مصاب.
• كل هذا والدول المتقدمة علمياً وتكنولوحياً، والتي هي الأكثر عرضة لهذه الجائحة، تقف عاجزة – حتى الآن – عن فعل شيء، ناهيك عن الأدوار السلبية التي تقوم بها بعص الأنظمة، وعلى رأسها النظام الأمريكي، بقيادة ( ترامب )، فهو لا يكف عن مهاجمة كل من يمكن أن يشك في مقدرته على تخليص العالم من هذه الكارثة.
• قبل أسبوع، صرح ( ترامب ) بتجميد المساعدات الأمريكية لمنظمة الصحة العالمية، وقد كانت هناك تصريحات من المنظمة بسعيها لإيجاد العقاقير اللازمة لمواجهة الجائحة، ولكن بعد التهديد الصريح من ( ترامب )، خرج تصريح يبعث على الذهول، من المنظمة نفسها، لقد تكلمت عن إمكانية التوصل إلى العقاقير اللازمة خلال 12 شهراً من الآن.
• نحن إذن أمام مخطط وقح وجريء، للسيطرة على العالم .. وسواءً كان من قبل دولة أم منظمة، فإن من يقف وراء هذا المخطط لا يقيم للحياة وزناً، ولا تعنيه الإنسانية، ولا تمت إليه البشرية بصلة .. إن من يقف وراء هذا المخطط، قوي لدرجة تمكنه من إيقاف كل محاولة – في كل دول العالم – لإنتاج الأدوية، رغم أن الفيروس – كما أسلفت – تحت مجاهرهم الإليكترونية، وبإمكانهم دراسته، وإجراء التجارب على الحيوانات، كما يفعلون دائماً، حتى يصلون إلى اللقاحات أو الأمصال المطلوبة .. ولأن الجائحة كارثية على مستوى الكرة الأرضية، فيجب عليهم التحرك بسرعة ودقة فائقة .. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، بل ظلوا منشغلين وشاغلين العالم بالمطهرات والمعقمات، بينما كل بيت في العالم لا يخلو من هذه المطهرات والمعقمات، وتتجلى الأخبار عن محاولة صنع أزمة عالمية في المعقمات، بينما هي في متناول الأيدي، ولا يمكن أن يتوقف العالم عند شيء بهذه البساطة، ويغفل ما هو أهم، وأكثر ضرورة، وهو القضاء على هذه الجائحة، نهائياً.
• إن أكثر ما يستفزني، وكذلك يفعل بالكثير ممن يتابع مؤتمر ( ترامب ) الصحفي اليومي، هي تلك الصفاقة المباشرة التي يتحدث بها، متعمداً تحييد أنظار العالم عن الرؤية الصحيحة لما يجب أن يتبع، لمواجهة الجائحة ..
قبل أمس – مثلاً – يتحدث عن ترليون دولار، لابد أن تُجمَع ( للبدء ) في اتخاذ تدابير، من شأنها السير قُدُماً، لإيجاد عقاقير طبية للفيروس، منتهى الوقاحة والساذجة، أو السذاجة الوقحة.
• لقد تلقت ( الولايات المتحدة ) لوحدها، منذ اندلاع العدوان على اليمن، عشرات الترليونات من الدولارات، ثمناً لهذا العدوان، من دول الخليح، وعلى رأسها ( البقرة الحَلوب )، ومثلها، وربما أضعافها، ثمناً للحروب في ( سوريا، والعراق، وليبيا، وتونس ) ولإشعال حروب جديدة في ( لبنان، والجزائر ) وغيرها ..
• إن ما جمعه ( ترامب ) لوحده من ( قمة الرياض ) يربو على الترليون دولار، ناهيك عن الهدايا العينية، باهظة الثمن، خلافاً على ما جمعه كل من ابنته ( إيفانكا ) وصهره، من أموال وهدايا، هطلت على ثلاثتهم، كالغيث المنهمر، من (قِرَبِ) (سلمان وابنه)، وكاريكاتوريات الأسرة الحاكمة “آل سعود” ، وحكام الخليج “الأشاوس” .. فكيف يتحدث ( ترامب ) عن محاولة “جمع” ترليون دولار، وإلى أين ستذهب، في حال جمعها، ثم أين هو الاقتصاد الأمريكي، لماذا لا يتحرك لإنقاذ ( دافعي الضرائب )، ثم أين هو الشعب الأمريكي ؟!! .. لماذا لا يقف للاحتجاج على هذه المؤامرة الخسيسة التي يقودها ( ترامب ) الذي لا يَكُفُّ عن استثمار مؤتمره الصحفي اليومي ” الممل ” لمهاجمة منافسيه السياسيين، أين مكانة الشعب الأمريكي – الذي صَوَّتَ له – من مشاعره، فبدلاً من أن يشكر الشعب الأمريكي، بتقديم يد العون له، نراه يناوش مناوئيه، في كل مؤتمر، وبشكل مقزّز وصفيق.
• ما هي القوة التي تلجم دول العالم المتذمرة من سياسة (الولايات المتحدة)، عن كشف الحقيقة للعالم، ولشعوبها – على الأقل – .
هذه الدول تعلم أن هناك مؤامرة عالمية، ليست (أمريكا ) فيها إلّا جزء، أو ركيزة واحدة من ركائزها، على أكبر تقدير ..
هو الخوف من هذه المنظمة، أو الكيان، بعد أن تبين للجميع خطرها، ونفوذها، خاصة وقد جَنَّدَت كثيراً من كبار مسؤولي هذه الدول، للعمل/ العمالة، تحت إمرتها، أم أنها تلقت تهديدات “مُبَرهَنةً” ، بما يشبه “كورونا” ، في حال كشفت أسرار اللعبة ؟!! ..
• أجوبة هذه التساؤلات، تقع على من يغوصون في الأسرار والخفايا، فلكل تخصص رجاله، فالعملية “كورونا” بكلها، يبدو لي أنها عمل مخابراتي محض.
Next Post