الصّماد .. كمَالٌ إنسَاني وجهَادٌ بطُولي

 

مطهر يحيى شرف الدين

غالباً ما أُحدث نفسي وأسألها: لماذا رحل عنا بتلك السرعة وفي ظرفٍ قياسي، ولماذا شاءت الأقدار ذلك ؟
هل لأننا فرّطنا أم أهملنا أم قصّرنا ولذلك لا نستحق مثل ذلك السيف اليماني والرجل الاستثنائي الذي وهبه الله لنا هديةً لا مثيل لها في هذا الزمن ، أم لأنه جاهد في الله حق جهاده فاستحق الوسام الإلهي الأعظم واصطفاه الله ليكون نموذجاً للرجل الذي يتحمّل المسؤولية بمعناها الحقيقي، فكان جديراً بها وأهلاً لها وكأنَّ الأقدار تهمس في آذاننا وتقول:
تعلّموا من المجاهد الشهيد صالح الصّماد كيف يكون الإخلاص في العمل والتفاني في تنفيذ المهام والواجبات الدينية والوطنية والإنسانية ، وكيف يكون حب الله ورسوله وأوليائه، وتعلّموا منه كيف تكون حقيقة الارتباط الوثيق بالقرآن الكريم وعترة آل رسول الله الطاهرين، واستلهموا منه القوة والشجاعة والهمّة والبأس اليماني وخذوا عنه كيف تكون الحمية والغيرة لله وللرسول وللدين وللوطن، ولولا أنّ الموت حقٌ وأنّ نيل الشهادة فوزٌ واصطفاء لبقينا نندبُ حظنا ليل نهار وبقي اليأس والإحباط حائلاً بيننا وبين تمسُّكنا واتباعنا للمسيرة القرآنية منهجاً وطريقاً ومشروعاً نهضوياً يحقق لنا الحرية والعزة والكرامة والسيادة والاستقلال، لكنه الأملُ والتفاؤل والإيمان بوعد الله الصادق لعباده المؤمنين بالتأييد والتمكين والنصر المبين طالما ونحن نسير على نهج الشهيد الصماد مستلهمين منه القيم الايمانية العظيمة والأخلاق المحمدية والمبادئ الحسينية والمواقف الجهادية البطولية بما فيها من قوةٍ واستبسال وإخلاص بلا حدود للقضية العادلة التي نقاتل من أجلها ، وكلما تمر علينا ذكرى استشهاده فلسان حالنا يقول:
نحن على خطاك ماضون وإنّا على طريقك سالكون و على سيرتك سائرون ، فنَم قرير العين أيها الشهيد العظيم، يا من سلطك الله على رقاب الطغاة الظالمين فاهتزت بهيبتك وشجاعتك عروشهم، وبمبادئك الحسينية كسرت نواميسهم وحطّمت أحلامهم ولم يهدأ لهم بال وأنت تصول وتجول في البلاد طولاً وعرضاً تنتصر لدين الله وتحمل همّ الأُمة وقضيتها..
فسلام الله عليك أيها الشهيد الرئيس الفريد يا من تحدث عن كفاءتك وقدرتك وعلمك وحكمتك في قيادة وإدارة الدولة اليمنية في مرحلة حرجة الصغير والكبير، يا من صدحتَ وجأرتَ بالحق، وشهد على نزاهتك وكمالك الانساني جميع أبناء الشعب اليمني الكريم ، ورضوان الله عليك وعلى آبائك، يا من أنصت لصدق حديثك وأدرك حضورك المؤثر ووزنك النفيس كل حرٍ ينشد الحرية وكل كريمٍ يهفو إلى الكرامة وكل عزيزٍ ينشد العزة..
رحمة الله تغشاك يا من خاطبت موظفي الدولة بما يجب أن يكونوا عليه في خدمة الوطن وفي بناء الدولة اليمنية ، والتقيت العلماء ووجهت وأرشدت بما ينبغي عليهم القيام به من مهام ومسؤوليات دينية وتحدثت مع المرأة ورفعت شأنها ومكانتها في المجتمع، وتحدثت مع المجاهدين الأبطال من الجيش واللجان الشعبية وقلتَ لهم قولتك المشهورة «نحن بكم كل شيء ونحن بدونكم لا نساوي شيئاً»..

قد يعجبك ايضا