مليون أسير منذ 1948م في يومهم..

الأسرى الفلسطينيون يواجهون السجان و”كورونا”

قال عبدالناصر فراونة المختص في شؤون الأسرى إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت على مدى سنين الاحتلال الممتدة منذ 1948م، قرابة مليون فلسطيني، منهم 17 ألفًا امرأة، و50 ألف طفل، فيما تحتجز حاليا قرابة 5 آلاف أسير فلسطيني.
وأشار فروانة، وهو أسير سابق لأربع مرات ولسنوات عدة، في تقرير بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يحل اليوم الجمعة، إلى أن الأسرى جميعا، ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا، عانوا أشكالا متعددة من الإذلال والإهانة، وحرموا من أبسط الحقوق الإنسانية والأساسية التي نصت عليها المواثيق والاتفاقيات الدولية، وتعرضوا لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي.
وأكد أن جميع من مروا بتجربة الاعتقال، من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وبنسبة 100%، قد تعرضوا – على الأقل – إلى واحد أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي، وظلت السجون الإسرائيلية دوماً -ومنذ لحظة إنشائها- وسائل عقابية للأسرى وساحات للقمع وإلحاق الأذى المتعمد بهم، ومكاناً للقتل والتصفية الجسدية التدريجية والبطيئة، ما جعل من السجن الإسرائيلي نموذجا تتجلى فيه الحالة الأسوأ في الاحتلال، على مدار التاريخ.
وأكد فروانة أن الاعتقالات الإسرائيلية اليومية لم توقف مسيرة شعب يكافح من أجل انتزاع حقوقه والعيش بحرية وكرامه فوق أرضه وفي ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
معطيات إحصائية
وكشف عبد الناصر فروانة أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز في سجونها نحو 5000 أسير موزعين على قرابة 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، وأن من بينهم 180 طفلاً، و41 فتاة وسيدة، و6 نواب بينهم: القادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن يوسف، و13 صحافيا، و430 معتقلا إداريا، دون تهمة أو محاكمة، وعشرات كبار السن وأكبرهم الأسير فؤاد الشوبكي الذي يبلغ من العمر 81 عاما.
المرضى
وأشار فروانة إلى وجود نحو 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة ومن بينهم قرابة 300 أسير يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والضغط والسكري والشلل.
المؤبدات
وأوضح فروانة أن 541 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لعدة مرات، وأعلاها حكم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته 67 مؤبداً.
الأسرى القدامى
وبيَّن وجود 51 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من ٢٠ سنة، ومن بينهم 26 أسيرا معتقلين منذ ما قبل اتفاقية “أوسلو” وقيام السلطة الفلسطينية وأن 14 أسيرا منهم قد مضى على اعتقالهم أكثر من 30 سنة على التوالي، فيما يُعتبر الأسير كريم يونس المعتقل منذ 38 سنة هو أقدمهم وعميد الأسرى.
هذا بالإضافة إلى وجود عشرات من الأسرى ممن تحرروا في صفقة وفاء الأحرار “شاليط” وأعيد اعتقالهم وأبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى ما مجموعه عن 40 سنة في السجن على فترتين.
التوزيع الجغرافي للأسرى
ولقت فروانة أن الغالبية العظمى من الأسرى والمعتقلين القابعين حاليا في سجون الاحتلال وما نسبته 84% هم من محافظات الضفة الغربية، وأن قرابة %10 هم من القدس ومناطق48، فيما الباقي ويشكلون قرابة 6% هم من قطاع غزة.
وأكد أن الأرقام غير ثابتة وهي في حراك مستمر وتغير دائم في مساحات محدودة، في ظل استمرار الاعتقالات اليومية حتى في زمن “كورونا”، وأنه وبرغم أهمية الإحصاء، إلا أن ما يجب معرفته وإدراكه أن خلف كل رقم كثير من الحكايات والقصص.
شهداء الحركة الأسيرة
وحول شهداء الحركة الأسيرة ذكر فروانة في تقريره أن 222 أسيرا ارتقوا شهداء في سجون الاحتلال منذ 1967م، وأن 73 استشهدوا منهم نتيجة التعذيب، و67 بسبب الإهمال الطبي و75 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و7 أخرين بعد إصابتهم برصاصات قاتلة وهم داخل السجن.
هذا بالإضافة إلى المئات من الأسرى الذين توفوا بعد تحررهم من السجن بفترات قصيرة متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي.
وفي السياق ذاته، ذكر فروانة أن مئات آخرين -لم يتم إحصاءهم- تسبب لهم السجن بإعاقات ومنهم من لا زال يعاني آثارها على جسده ويعاني منها نفسيا، فيما يوجد في السجون العشرات من الأسرى الذين يعانون من إعاقات جسدية ونفسية أو حسية (سمعية وبصرية).
السجن ساحة للاشتباك مع المحتل
وأكد فروانة أنه وبالرغم من كل ذلك فلقد حافظ الأسرى الفلسطينيون على انتمائهم الوطني، وسطروا صفحات مضيئة من الصمود والانتصار ونجحوا في انتزاع بعض من الحقوق بفعل النضالات والتضحيات ودماء الشهداء، وقدموا نماذج عديدة في المواجهة خلف القضبان ومقاومة السجان.

قد يعجبك ايضا