ضمن خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة أي انتشار محتمل للخطر

مستشفى الكويت الجامعي حصن طبي منيع لمواجهة جائحة كورونا

 

 

500 متطوع ودعوة للراغبين في الانضمام إلى فرق الإغاثة

في الوقت الذي يعصف فيه وباء كورونا المستجد بدول العالم، ينغمس اليمنيون في دوائر الهلع خوفًا من كارثة قد يسبّبها الفيروس حال وصوله اليمن التي أدت حرب تحالف العدوان إلى انهيار منظومته الصحيّة، بعد تدمير البنية التحتية وإطباق الحصار، وتفاقم الوضع المعيشي والإنساني حد الوصول بالبلد إلى أسوأ أزمة إنسانية معاصرة.

الثورة / تحقيق مصوّر: عبد القادر عثمان – تصوير: فؤاد الحرازي

هذا الخوف، هو نتاج ما أفرزته الأحداث المتطورة بشكل سلبي متسارع حول العالم، والتي هي من صنع “كوفيد-19″؛ إذ تجاوز عدد المصابين حاجز المليون بينما توفّي أكثر من 50 ألف مصاب حتى آخر إحصائية صادرة أمس الجمعة، عن مراكز الرصد الدولية، على رأسها منظمة الصحّة العالمية، إلى جانب العجز الطبي الكبير للحد كورونا والذي تعانيه دولٌ عُرِفت خلال العقود المنصرمة بتطوّرها في مجال الطب وإدارة الأزمات وسرعة التعامل مع الكوارث.

شبه جاهز
ذلك الأمر دفع باليمن إلى اتخاذ إجراءات لازمة لمواجهة الوباء، وفي مقدّمتها إنشاء مراكز الحجر الصحي. في صنعاء يبرز مستشفى الكويت الجامعي “الذي خصص بشكلٍ كامل كأكبر حجر صحي في اليمن حتى الآن، كما يقول مدير عام المستشفى الدكتور أمين الجنيد، ويضيف في حديث إلى “الثورة” أنهم قاموا بغسله وتعقيمه وإفراغه من المرضى الذين كانوا يتواجدون فيه، وهو اليوم شبه جاهز لاستقبال الحالات، ولكن من ناحية البنية التحتية: غرف الرقود والعناية المركّزة والعناية القلبية والعناية المتواجدة في الطوارئ، غير أنه يحتاج إلى بعض التجهيزات، كأجهزة التنفس الاصطناعي ووسائل الحماية والوقاية.
ينتظر المستشفى خلال اليومين القادمين من وزارة الصحة والمنظمات الدولية استكمال التجهيزات لافتتاحه، ويقول الدكتور الجنيد عن منظمة الصحة العالمية أنها أمدّتهم ببعض أجهزة التنفّس، أمس الأول، بعد توجيه من الوزارة ووعدتهم بتوفير بقية الأجهزة، اليوم السبت، ومنها أجهزة قياس درجة الحرارة.

محاولة ذاتية
يضم مستشفى الكويت اليوم 300 سرير، بعد قيام الإدارة، وبجهود ذاتية ككل الخطوات المبذولة، بزيادة عدد الأسرّة، فأصبحت العناية المركزة تضم 16 سريرًا بعد أن كان بها 12 سريراً فقط، بينما خصصت سبعة أسرّة للعناية القلبية وأربعة في عناية الطوارئ، وهكذا في بقية الأقسام، كما يردف المدير، ويضيف: استطعنا بالحد الأدنى مما توفّرت لنا إمكانيات عمل اللازم؛ لأننا المستشفى الوحيد في اليمن الذي يقدّم خدماته مجاناً لكافة المواطنين ليس لدينا موازنة أو إيرادات، وهنا يجب شكر كوادر المستشفى على ما قدّموه في سبيل خدمة وطنهم وشعبهم في ظروف صعبة كهذه.

نداء اليمن
حتى اليوم استطاع المستشفى تجهيز فريق يضم 500 متطوّع منهم 30 طبيباً وما يتجاوز 200 ممرض ومتطوعين آخرين في مهام خدميّة متعددة. في الوقت ذاته يستمر العمل على تدريب الكوادر الطبية من أبناء المستشفى والمتطوعين، بعد تدريب المدرّبين، ومعه يستمر فتح باب القبول للمتطوّعين من خارج المستشفى وحتى من خارج الوسط الطبي للعمل كممرضين ومساعدين في نقل المرضى والأدوية والأجهزة والعمل وتغليف وتوزيع الأغذية، بحسب الجنيد، الذي يوجه عبر “الثورة” نداءً إلى أطباء الباطنية وأمراض الصدر في كل المحافظات؛ للانضمام إلى قافلة المواجهة من أجل اليمن.

عزيمة عمل
في المستشفى ثمة نشاط ملحوظ يبذله شبابٌ يملكون عزيمة صلبة لا يساورها كسل، ينظّفون ويعقّمون ويجهّزون ما استطاعوا إليه سبيلاً، وآخرون منهم يصغون بنهم من يبحث عن الفائدة إلى المحاضرات، وجميعهم يدركون أن دورهم المرحلي لا يقل أهمية عن دور الجيش واللجان الشعبية في التصدّي لأعداء الوطن، ومن الواجب التصدّي لعدوّ البشرية، والخروج من عاصفته المريرة بأقل الخسائر على أضعف التقديرات، إن استطاع الوصول إلى اليمن، وهم في الوقت عينه يرجون أن تظل اليمن بعيدة عن الوباء وخطره.

قد يعجبك ايضا