عانت الصحة المدرسية لفترة تقارب العامين من تهميش بأهمية صحة الطالب ما ترتب على ذلك الكثير من الأمراض الذي يعانيها الطلاب في المدارس دون المتابعة المستمرة لهم إلا أن الأمر بدأ بتفعيل هذه الخدمة حسب قرارات وزارية .. فهل سيتم تطبيق هذه القرارات بفحوصات فعلية كما ينبغي هذا ما سنعرفه في طي التحقيق التالي ..
أم حسن التي ذهبت إلى مكان إصدار الكروت الصحية للأطفال حتى تحظى بشهادة لابنها لتتمكن من تسجيله في المدرسة تقول أنهم أفادوها بأنه تم إيقاف هذه الخدمة للقصور الكبير الذي كانت تعاني منه المجمعات التي كانت تصدر منه حيث لا يوجد فحص كامل لكل ما يحتويه الكرت الصحي لذا قامت بتسجيل ابنها بشهادة الميلاد وشهادة التطعيم فقط.
قصور مشتركة
أما والد الطفل سامي أوضح أن مكتب الصحة المدرسية المسئول عن الكروت الصحية أكد له أنه سيتم تفعيل هذه الخدمة خلال الفترة المقبلة أثناء فترة الدراسة وأنه بإمكانه أن يسجل ابنه في أي مدرسة بشهادة الميلاد لا غير.
وهنا يحكي أحد الصحيين المتواجدين في المديريات أن الكروت الصحية التي كانت تصدر قبل عامين للأسف لم تكن إلا مظهر جمالي مكمل لتسجيل الطالب في المدرسة أما عن الفحوصات فلم تكون موجودة بتاتاٍ بل كانت غائبة كلياٍ للقصور الموجود في كل من الصحة والتربية والمديريات ولم يقتصر أحدهما على الآخر وهذا بسبب الفساد الذي يعاني منه البلد ويقال أن هناك كروت صحية جديدة ستظهر على الساحة قريباٍ ولكن إذا كانت هذه الكروت أو الملفات لا تحمل المصلحة الأولى للطالب صحياٍ وتربوياٍ فلا فائدة منها.
فحص نظري
إلا أن والد الطفلة نهى لم ينتظر الفحوصات الصادرة من مكاتب الصحة ليطمئن على ابنته فقال لا أؤمن بالفحوصات التي تتم داخل المراكز الصحية التابعة للمديريات لأنهم لا يفحصون بذمة وضمير إنساني وإنما فحوصاتهم تتم نظرياٍ وهذا ما حصل معي قبل أربع سنوات حين ذهبت لإخراج الكرت الصحي لطفلي هيثم قبل دخوله المدرسة حيث كانت كل التأشيرات الموجودة في الكرت تقر بأن ابني لا يعاني من أي أمراض قط في حين أنه كان يعاني من ضعف في النظر ومرض الثلاسيميا في الدم.
24 مدرسة
آمال الوزير مساعد مشروع الصحة المدرسية تشير إلى أنه سوف تتم كامل الفحوصات تحت إشراف وزارة الصحة وفي ظل رقابة تامة وقالت أنه تم اختيار 24 مدرسة كخطوة أولى للمشروع وتفعيل للملف الصحي وبعدها سيتم مواصلة العملية كاملة على المدارس المتبقية في المحافظات وقد تم تدريب وتأهيل مشرفين صحيين لتكتمل العملية الصحية على أكمل وجه.
كروت مجانية
علي محمد الشعيبي مدير عام مكتب الصحة يقول: كان هناك ملف نزل من وزارة الصحة خاص بمتابعة الطالب منذ دخوله المدرسة واتفقنا مع وزارة التربية أنه يتم طبع هذا الملف من قبلهم في حين نتحمل نحن بقية الإجراءات إلا أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من طباعة هذه الملفات ما اضطرنا للتعميم على المدارس بأن يتم تسجيل الطالب بشهادة الميلاد.
ولن يتم طباعة هذه الملفات إلا عقب الانتهاء من طباعة الكتاب المدرسي حسب إفادتهم لنا ونحن بدورنا قمنا بإنزال نموذج لهذه الكروت وتم الاتفاق والتوقيع عليه وتم اختيار أربعة وعشرين مدرسة محورية داخل أمانة العاصمة للبدء بها والربط بين هذه المدارس والمراكز الصحية كون إصدار هذه الملفات ستنفعل بشكل كامل حتى تكون ملازمة للطالب مجانا.
الاكتشاف المبكر
نوه جميل علي سعيد الأكحلي منسق الصحة المدرسية بمكتب الصحة بأن الفحوصات المقررة من وزارة الصحة هي الهيموجلوبين وفصيلة الدم والبول والبراز وجميع الفحوصات الطبية الباطنية وكذا فحص العين والأذن والحنجرة وتكمن أهمية هذه الفحوصات في معرفة الاكتشاف المبكر لأي أمراض أو إعاقة من الممكن أن يعانيها الطفل والتواصل مع المدرسة للوصول إلى مخرجات صحيحة خاصة وأن هناك أطفالاٍ كثيرين يعانون من عدة أمراض كالصرع والأمراض المعدية وغيرها إلا أن الأسرة تحاول التكتم على تلك الأمراض خوفا من عدم تسجيل أبنائها في المدرسة فالكشف المبكر من خلال هذه الكروت يمكننا معرفة كل شيء عن الأطفال والمتابعات المستمرة لحالاتهم أثناء العملية التعليمية.
قرارات مشتركة
مشيرا إلى أنه لم يكن هناك قرار سابق بعمل هذه الفحوصات لعدم ترتيب العملية بالشكل الصحيح وبسبب تغيب الصحة المدرسية منذْ فترة طويلة وكذا عدم التعاون بين التربية والصحة لكن حاليا هناك لجنة وزارية مشتركة وقرارات من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بإصدار هذه الملفات الصحية المدرسية التي ستصبح من المكونات الرئيسية الإلزامية لكل طفل مستجد وسيستمر الملف لكل مرحلة وستكون هناك فحوصات معينة يجريها الطفل كل عام.
عملية عشوائية
ولأن العملية كانت تتم بشكل عشوائي فقد تم إيقافها مؤقتا لتتم الدقة الكاملة لما فيه الصالح العام كونه قد تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم للتنسيق وعمل آلية علمية للملفات الصحية وأن يتم التسجيل المؤقت حاليا بشهادة الميلاد حتى يتم التمكن من إنزال المحاليل الطبية الخاصة بالفحوصات كاملة للمجمعات على مستوى أمانة العاصمة وتحديد أقرب مراكز طبية وفروعها للمدارس وحرصا على أن تكون هذه الكروت الصحية سليمة تم التنسيق ووضع آليات محددة لتفعيلها من خلال النزول الميداني ولجان صحية على مستوى دكاترة مختصين.
آلية صحية جديدة
مؤكدا على أنه لم يتم توقفها لإلغائها وإنما للتمكن من عمل آلية جديدة ونموذج صحي مكتمل ونحن الآن بصدد إخراجها من المطابع ولم يكن تأخرها بسبب معين غير أنها أتت تزامنا مع طباعة الكتاب المدرسي ولم يعد كرت صحي وإنما أصبح دفتر صحي يحتوي على كافة الفحوصات للطالب بدءاٍ بالتمهيدي وإنتهاءٍ بالمرحلة الأساسية.
للمستجدين فقط
وسيكون تطبيقها يحتوي في كل مديرية مدرستين مرتبط بمركز صحي حكومي وهذه هي السنة الأولى لهذا التفاعل بين الصحة والتربية كون الصحة المدرسية همشت منذْ عام 2000م وسيكون هذا الملف للمستجدين فقط وسوف تقوم أمانة العاصمة ووزارة الصحية بتغطية قيمة الخدمات الطبية التي كانت تجرى في السابق وسوف يتم تغطية هذه الخدمات في محافظة صنعاء كونها العاصمة ومحافظة لحج لأنها منطقة نائية حسب ما تم تحديده من الدول المانحة كالإتحاد الأوروبي لتحري النجاح في الموضوع حينها سيتم تطبيقه على بقية محافظات الجمهورية في العام القادم2014م وستكون هناك لجان مشتركة للرقابة لتفعيل الملف الصحي المدرسي في المدارس المحددة والمراكز الطبية.
وقد بدأت المدارس المحددة والمشار إليها للتنفيذ باتخاذ إجراءات بالنسبة للمستجدين لموافاتنا بعدد الطلاب الموجودين في كل شعبة دراسية حتى نوافيهم بالمطبوعات الجديدة لملف الصحة المدرسي لنتمكن من البدء بالنزول للتطبيق على مستوى المدارس.
نبحث عن الجديد
علي مرغم مدير الصحة المدرسية بمكتب التربية يقول: إن سبب تأخير طباعة الملف هو عدم استكمال الدعم المادي لوجود المحاليل الكاملة لعملية الفحوصات أما نحن فمستعدون في أي وقت لطباعة الملفات ولكن عند إتمام وجود المحاليل في المراكز الصحية حتى تمضي العملية في ترتيب صحيح كونه لا يمكن أن يتم توزيع هذه الكروت أو الملفات للمدارس ما لم يتمكنوا من استكمال إجراءاتهم الصحية وإلا لن نكون قد أضفنا الجديد في هذا الموضوع وستبقى الأمور سائبة كعادتها ولن نتطور أبدا.